في مثل هذه الظروف والشدائد والحرب الدائرة الجائرة التي تعصف ببلادنا والحصار الظالم المفروض علينا منذ خمس سنوات هذه الحرب الظالمة التي فرضتها علينا قوى العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي والتي كان من نتائجها انعدام الكثير من المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية وتوقف الاعمال وفقدنا الكثير لمصادر الدخل ما صاحب ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع الاساسية لهذا كان لابد ان يقوم كل واحد منا بواجبه تجاه الآخرين من حوله فالتراحم والتآزر فيما بيننا هو السبيل الوحيد لتقوية الجبهة الداخلية فاذا عم التآزر والتكامل والتكافل بين أبناء المجتمع فانه سيكون قوياً وصلباً ولا يمكن لأية قوة في العالم ان تؤثر فيه وبهذا سيترشد المسؤولية لكافة أبناء اليمن الى العودة العمل بأوامر الله ورسوله في التراحم وبهذا يكون القليل بين أيديهم كثيراً. فعلى المجتمع اليمني ترك الانانية والجشع والطمع خاصة فكل شيء زائل وما عند الله باق فإذا تراحم الناس لن يكون هناك جائع ولا عار ولا مظلوم وهذا هو المجتمع الإسلامي الصحيح الذي أسس قواعده خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. فاقتسام رغيف الخبز يعد ضرورة من ضروريات التكافل والتكاتف والتضامن المجتمعي بين السكان ولنا في رسولنا الكريم اسوة حسنة عندما شرع نظام المؤاخاة والمحبة وحب لأخيك من تحب لنفسك على سبيل الذكر ما حدث المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في المأوى والطعام فبعد أن ترك المهاجرون أموالهم وديارهم وأولادهم وما يمتلكون في مكة.. أراد رسولنا الكريم من تشريعه هذا الغاء الفوارق المجتمعية عبر إقامة نظام مجتمعي جديد يستند على أسس وروابط جديدة أساسها التآخي بين الناس وتقديم رابطة الدين على رابطة الدم والنسب. ولابد للمواطن اليمني في مثل هكذا ظروف ان يتنازل عن حظوظ نفسه ومصالحه الشخصية وتغليب المصلحة العامة، فالطمع والجشع وحب الذات يظهر في النفوس لأنه لا يثبت على الاخلاق العظيمة في مختلف الظروف إلا العظماء. وما اشد افتقارنا هذه الأيام وفي هذه الظروف من عدوان وحصار جائر وقاتل الى التحلي بالرحمة والتعاطف والتكافل خاصة ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك مما يدل على القيم العظيمة التي تضمد جراح المنكوبين والنازحين والمشردين والمستضعفين وتواسيهم وتدخل السرور على قلوبهم. ولقد حرص الإسلام على بناء المجتمع المسلم البناء القوي والمنيع الذي نستطيع به ان نواجه الازمات والتحديات والحصار ومن تتبع آيات القرآن الكريم واحاديث رسولنا الكريم يجد الكثير من النصوص الشرعية والتوجيهات النبوية التي تبين أهمية ذلك من خلال الدعوة الى التكافل والتراحم والتعاطف في كل وقت واما عند نزول المصائب والشدائد فإن الامر يكون اوجب والاجر يكون اعظم قال تعالي:(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36)ً).النساء فليقم كل واحد منا بواجبه تجاه الآخرين من حوله وكل على قدر استطاعته.