وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حديث نظيره الأمريكي مايك بومبيو عن رغبته في مخاطبة الشعب الإيراني من داخل إيران بأنها “خدعة تافهة”. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن ظريف القول اليوم الأربعاء :”لقد كانت هناك العديد من الطلبات (الإيرانية) لإجراء مقابلات مع مسؤولين أمريكيين، وتم رفضها كلها، والآن يريد (بومبيو) أن يقول /إننا لا نستطيع التحدث إلى الشعب الإيراني/ … هي خدعة تافهة للغاية لأنه كانت لديهم الفرص للتحدث مع الشعب الإيراني لكنهم رفضوها”. وكان بومبيو كتب على تويتر :”عرضت مؤخرا السفر إلى طهران والحديث مباشرة إلى الشعب الإيراني، ولم يقبل النظام هناك عرضي هذا … لم نخش من قدوم ظريف إلى أمريكا حيث تمتع بحق التحدث بحرية. هل حقائق نظام (المرشد الأعلى الإيراني علي) خامنئي سيئة للغاية لدرجة أنه لا يستطيع السماح لي بالقيام بنفس الشيء في طهران؟”. وقال ظريف اليوم :”زيارتي (الأخيرة) للولايات المتحدة كانت لحضور اجتماعات الأممالمتحدة”، وأوضح أن معظم المقابلات التي أجراها لم تبث مباشرة وجرت جميعها في مقر إقامته لأنه لم يُسمح له بالذهاب إلى الاستديوهات. وأكد أنه يوافق على إجراء المقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية “على أساس احترام الشعب الأمريكي”، وقال :”لا نعادي الشعب الأمريكي، ولكننا نرفض سياسات الحكومة الأمريكية”. وأضاف ظريف :”الأمريكيون استهدفوا الشعب الإيراني، الحرب الاقتصادية ليست ضد الحكومة بل ضد الشعب والمرضى والأطفال، في هذه الظروف يتوقعون من الناس الاستماع إليهم باهتمام!، حسنا ليجروا مقابلات مع الصحفيين الذين طلبوا منهم سابقا”. كما هددت طهران، الأربعاء، باتخاذ خطوة ثالثة في مجال تخفيض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي في حال لم تُنفذ الأطراف الأوروبية تعهداتها. جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عقب مشاركته في اجتماع مجلس الوزراء، بالعاصمة طهران. وأوضح ظريف، أن الدول الأوروبية لم تُقدم على خطوات من شأنها الحفاظ على مصالح بلاده، وذلك منذ انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق. كما انتقد عدم تفعيل آلية إنستيكس INSTEX المالية، وربط ذلك برغبة الولاياتالمتحدة، معتبرا أن الأمر يتماتشى مع مصالح واشنطن. وأردف من الواضح أن تفعيل آلية إنستيكس، لن يتم إلا بموافقة أمريكية .. على الدول الأوروبية التحرك وفق تعهداتها، وليس وفق المصالح الأمريكية . وأضاف أن إيران، عازمة على اتخاذ خطوة ثالثة في طريق تخفيض التزاماتها بموجب الاتفاق، في حال لم تنفذ الدول الأوروبية تعهداتها، التي من بينها تصدير النفط الإيراني، والحصول على عائداته. من جهة أخرى، أكد روحاني، على استعداد بلاده لبحث الخلافات الثنائية مع السعودية، في حال رغبت الأخيرة في ذلك. واستطرد في هذا الصدد مستعدون للحديث مع جيراننا .. باب الحوار كان مفتوحا دائما، ولم يُغلق في أي وقت من الأوقات . ويأتي تلويح طهران بالخطوة الثالثة عقب إعلانها، في مرحلة أولى، تقليص التزاماتها بشأن الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية لعام 2015، قبل أن ترفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يحظره الاتفاق، ما أثار تنديدا دوليا واسعا. وتطالب طهران الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق بالتحرك لحمايته من العقوبات الأمريكية، وذلك منذ انسحاب واشنطن منه في مايو/ أيار 2018. وبانسحابها، قررت واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على إيران وشركات أجنبية لها صلات مع طهران، ما دفع بعض الشركات وخصوصا الأوروبية إلى التخلي عن استثماراتها هناك. وفي مسعى لحماية بعض قطاعات الاقتصاد الإيراني على الأقل من العقوبات الأميركية الشاملة والإبقاء على الاتفاق النووي مع طهران، أسست فرنسا وبريطانيا وألمانيا آلية الغرض الخاص التي تعرف باسم إنستيكس. وتحاول الدول الأوروبية الثلاث دفع إيران إلى الالتزام بتعهداتها بموجب الاتفاق المبرم لكبح برنامجها النووي، من خلال مساعدتها على تفادي العقوبات التجارية الأمريكية، حيث تأمل بأن تفي آلية إنستيكس بمعايير التمويل المشروع التي وضعتها مجموعة العمل المالي ومقرها العاصمة الفرنسية باريس.