توعّدت القيادة الصينيّة بردٍّ سريعٍ وحاسمٍ على قرارِ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب بفرضِ رسومٍ جمركيّةٍ بنسبة 10 بالمِئة على جميع الواردات الأمريكيّة من البضائع الصينيّة التي تُقدّر بحواليّ 300 مليار دولار، ولكنّها لم تَكشِف عن مضمون هذا الرّد حتى كتابة هذه السطور. ومن المتوقع ان تكون مفاجأت الصين هي في اصدار عملة اليوان الذهبي بعد ان اصدرت اليوان البترولي (بترويوان) .. والذي بلغت تقديرات تغطيته اي اليوان الذهبي بمبلغ ضخم من العملة الصعبة يقدر ب 10 تريليونات دولار. وقدر خبراء اقتصاد ان اليوان الذهبي تحتاج 5 سنوات فقط لمنافسة الدولار الامريكي في السوق بل ولاطاحة به من عرشة. ونتيجة لفشل الرئيس ترامب في مُعظم سياساته خاصّةً في الأزمة مع ايران فقد قرر إعلان الحرب التجاريّة على الصين الذي ظن انها سترفع راية الاستسلام البيضاء وترضخ لشروطه فورًا. لكن القيادة الصينيّة ممثّلةً في الزعيم الداهية شي جين بينغ قد استعدّت لهذا الابتزاز الأمريكي جيّدًا، وبدأت تُطوّر نظامًا ماليًّا إقليميًّا وعالميًّا بمعزل عن هيمنة الاقتصاد الأمريكي. اليوان الذهبي سيكون السلاح الصيني الأقوى، وهُناك تقارير عالميّة تتحدّث عن تخلّص الصين من كميّاتٍ كبيرةٍ من سندات الديون الأمريكيّة التي في حوزتها، وبدأت تستثمر رؤوس الأموال العائدة عن هذه الخطوة في شراء ذهب ومعادن نفيسة أخرى لتوفير الغطاء لهذا الين الجديد الذي تقول التقديرات أن قيمة التداول به في دول شرق آسيا وصلت إلى حواليّ 10 تريليون ين حتى الآن في أسواق هذه الدول إلى جانب أسواق عالميّة أخرى. الصين أعلنت الحرب على الدولار وبدأت تحشِد جبهة عالميّة لإنهاء هيمنته، تضُم روسيا والهند وعدد من دول البريكس، إلى جانب كُل من تركياوإيران، وجميع مُشتريات الصين من نفط الخليج الذي تُقدّر بحواليّ 6 مليون برميل يوميًّا تتم بالبترو ين وليس بالدولار. إيران ستكون المُستفيد الأكبر من هذه الحرب التجاريّة، لأنّ الصين لن تلتزم بأيّ عُقوبات أمريكيّة مفروضة عليها، وربّما تعود إلى استيراد النفط الإيراني بالمُعدّلات السابقة لهذه العُقوبات، أيّ أكثر من 700 ألف برميل يوميًّا.