بمناسبة إكمال طلاب المركز الصيفي بالجامع الكبير بصنعاء للدورة الصيفية الثامنة والعشرين للعام الهجري 1440 أقيم حفل كبير بهذه المناسبة وقد اكتسب ذلك الحفل خصوصية مميزة كونه أقيم داخل اروقة الجامع الكبير تلك المنارة العلمية التي لا يستهان بدورها في تخريج الكثير من العلماء الأجلاء الذين قاموا بخدمة الدين الإسلامي على أكمل وجه، وقد كان هذا الصرح العلمي الشامخ شموخ جبال اليمن هو الساحة العلمية التي اختيرت لأن تكون مكان إقامة الدورة الصيفية الثامنة والعشرين والتي بلغ عدد الطلاب الملتحقين بها 800 طالب تم توزيعهم على عدد من الحلقات والمستويات، وحرصا من الدولة على دعم مثل هذه الأنشطة التي تخدم المجتمع اليمني والإسلامي ككل وتنفيذا لتوصيات قائد الثورة في تأهيل الشباب وتنشئتهم التنشئة الإيمانية الصحيحة فقد قامت القيادة السياسية ممثلة بوزارتي الأوقاف والإرشاد والتربية والتعليم ورابطة علماء اليمن والهيئة العامة للزكاة بدعم المراكز الصيفية بكل الوسائل المتاحة وبما يضمن حصول أبنائنا الطلاب على الفائدة المرجوة من افتتاح هذه المراكز . متابعة: عبدالملك الوزان وفي بداية الافتتاح تليت آيات من الذكر الحكيم تلى ذلك كلمة استعرضت تاريخ الجامع وأهميته التاريخية والعلمية الكبيرة، ثم تلى ذلك كلمة لمفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أشاد في مستهلها بالجهود التي بذلها القائمون على المركز الصيفي وأشاد بالمعلمين الذين لم يألوا جهدا في إكساب الطلاب الكثير من المعارف، وثمن عاليا اندفاع الطلاب نحو الالتحاق بالمراكز الصيفية ليستثمروا أوقات فراغهم في كل ماهو مفيد واستبشر بهؤلاء الكوكبة من الطلاب وبأن منهم من سيكونون قادة مستقبل اليمن وبناته وأنهم بما سيحملونه من علم سيحمونه ويذودون عنه، كما أكد في كلمته على أهمية الارتقاء بالمستوى التعليمي وإعادة الاعتبار لدور المساجد في دعم عملية التعليم وعدم الاستخفاف بهذا الدور، لأن الناس في هذه الأيام أكثر احتياجا لمعرفة فضل العلم والعلماء ووجوب أن يتسلح المجاهدون بالعلم والمعرفة لتكون لهم خير معين في إعلاء كلمة الله عز وجل ،وقد اختتم كلمته بتقديم آيات الشكر الجزيل لقائد المسيرة على اهتمامه بطلبة العلم وجعل شعار الدورات الصيفية (علم وإيثار) وشكر المعلمين والمشرفين والقائمين والداعمين لهذه المراكز وكذا أولياء أمور الطلاب الذين دفعوا بأبنائهم نحو الالتحاق بهذه المراكز. وخلال فقرات الحفل كان للشعر حضور، حيث ألقى الأستاذ والشاعر الكبير عبدالحفيظ الخزان قصيدة إليكم بعض من أبياتها: بآل النبي أجل هاله أنرتم للدجى عم البرايا وزدتم في بنى الدنيا جلاله أعيذ بهاءكم من كل ثقم يحاول أن يدس بكم ضلاله لفتيان العلو وهبت حرفي وابدعت القصائد والمقالة رأيت مواقف منهم أسود وقد حسموا البطولات المحالة تجول بكل ميدان ليلقى عدو الله في آجل مآله ويخذل حاكم الأعراب خوفا فيحسب عقله الفاضي عقاله وبعد أن استمع الجميع للقصيدة ألقى معالي وزير التربية والتعليم العلامة الأستاذ يحيى بدر الدين الحوثي كلمة حمد الله فيها على هذه النعمة العظيمة وأشاد بجهود جميع العاملين بالمراكز الصيفية والمنظمين لها وبارك لطلاب العلم على ما استطاعوا حصده من علوم ومعارف خلال الخمسين يوما والتي تعتبر وقت قياسياً وفترة وجيزة بالنسبة للوقت الذي يحتاجه طالب العلم،كما ثمن المستوى الذي بلغوه من الالتزام والحرص على التزود بأكبر قدر ممكن العلوم التي تلقوها خلال الدورة، وأكد عليهم بأن التسلح بالعلم والمعرفة والإطلاع على كل ما هو جديد في مجال العلم هو ما سيؤهلهم للرقي بالأمة الإسلامية جمعاء. أما كلمة الضيوف فقد ألقاها الشيخ شمسان أبو نشطان المدير العام لهيئة الزكاة والتي تحدث فيها عن فضل العلم والعلماء وذكر فيها أيضا ماخص به صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهل اليمن من صفات ومكرمات دون غيرهم، كما أشار في كلمته إلى أن الشعب الذي يكون مسلحاً بالعلم ومتشبعاً بروح الجهاد لايمكن باي حال من الأحوال للعداء هزيمته أبدا ودعا الله سبحانه وتعالى بأن يكون عونا للعلماء في تربية طلبة العلم وتنشئة هذا الجيل والأجيال القادمة التنشئة الإيمانية الصحيحة. وفي نهاية الحفل تم توزيع الشهادات و الجوائز على المتفوقين من الطلبة وكذا باقي الطلاب في كافة المستويات. وقد تحدث مدير مراكز الدورات الصيفية الأستاذ/عبدالفتاح الكبسي قائلاً: لقد تم بحمد الله وعونه اختتام الدورة الصيفية 28للعام 1440ه على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم وقد تركت هذه الدورة كغيرها من الدورات الصيفية في نفوس الطلاب انطباعاً لا يقل جودة عن انطباع المزارع وفرحته إذا أمطرت السماء وأثمر زرعه ونظر الله إليه بعين رحمته،فقد نهل الطلاب الملتحقين بالدورة من معين تعلم القرآن الكريم وعلومه وكذا الحديث النبوي والعلوم الشرعية والفقه وأصول الدين القويم ومعرفة الله ووقفوا على المآثر التي خلفها بيت النبوة هذا المنبع الصافي، فمن مسجد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من الجامع الكبير بصنعاء اختتمت الدورة الصيفية التي امتدت لمدة خمسين يوماً تلقى خلالها الطلاب العديد من العلوم والعديد من الأنشطة الثقافية والرياضية والتي لم تكن لتنجح وتأتي بثمارها المرجوة منها لولا تضافر الجهود من قبل المدرسين والمشرفين العاملين على المراكز الصيفية وليس العاملين في المركز فقط، حيث تم افتتاح العديد من المراكز في مختلف المحافظات وبمختلف مديرياتها ،وقد تخرج من المركز الصيفي الذي أقيم بالجامع الكبير بصنعاء عدد(800) طالب كانوا موزعين على عدة مساكن وبلغ عدد الحلقات 47حلقة تم توزيعها على الفترتين الصباحية والمسائية، وفي حفل الاختتام تم تكريم الطلبة الأوائل من كل حلقة والذين كان عددهم 143 طالباً بحسب المركز الأول والثاني والثالث وتعددت المستويات من التمهيدي وحتى المستوى السادس، وقد تم تكريمهم بتوزيع الجوائز القيمة عليهم والمتمثلة بالكتب القيمة وكذا شهادات اجتياز الدورة الصيفية 28 بالجامع الكبير بتفوق،كما تم توزيع شهادات التخرج من الدورة على بقية الطلاب الدارسين. انطباعات أولياء أمور الطلبة:- لقد تركت هذه الدورة كغيرها انطباعاً جيداً لدى أولياء أمور الطلبة وقد تحدث الأخ على زيد الجرموزي أحد أولياء الأمور إلينا بالقول: إن إقامة مثل هذه الدورات يعد تحصيناً لهذا الجيل ضد الحرب الناعمة التي هبت رياحها على الوطن العربي واستهدفت بنتائجها السيئة طبقة الشباب والنشء بشكل خاص ولذا فقد رأى أنه لا يمكننا حماية أبناءنا منها ومن تبعاتها إلا من خلال تحصينهم بالقرآن والثقافة القرآنية الصحيحة وتسليحهم بالعلم النافع حتى نستطيع تنشئة جيل قوي ذو كرامة وعزة. أما الأخ كمال الشامي فقد قال: إن دور المراكز الصيفية دور فعال ولا يمكن الاستهان به فهي الرديف الحقيقي لعملية التعليم والتربية من الناحية الدينية والمعرفية وذلك من خلال ما يتحصل عليه أبناؤنا من العلوم وما يكتسبونه من السلوكيات الحسنة مما يحد من تفلتهم ومن ثم ضياعهم وتشتت أفكارهم وفسادهم ووقوعهم فريسة للغزو الفكري الذي تشنه دول الكفر والضلال على البلدان الإسلامية ، كما تقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في دعم وإنجاح هذه المراكز وتفعيل دورها في المستقبل وعلى رأسهم سماحة السيد القائد وكل العاملين من مدرسين ومشرفين لما بذلوه من جهود جبارة. الطلاب الخريجون:- أما الطلاب الخريجون فقد تحدث الطالب يوسف على زيد الجرموزي بالنيابة عنهم بالقول: تعلمنا قراءة القرآن الكريم والنطق بكلماته بشكل صحيح وتعلمنا اخراج الحروف من مخارجها الصحيحة كما تعلمنا الكثير من علوم القرآن والحديث وأصول الفقه والدين ونشكر أساتذتنا الكرام على ما بذلوه من جهود في سبيل تعليمنا فلهم جزيل الشكر وفائق الاحترام وحفظهم الله جميعا. وتحدث الطالب هشام كمال الشامي بالقول: لقد تعلمنا بالإضافة إلى القرآن وعلومه الكثير من السلوكيات التي كنا نجهلها كالكيفية الصحيحة للوضوء والصلاة وكذا واكتسبنا الكثير من المهارات سواء كان في النطق الصحيحة عند قراءة آيات القرآن الكريم والكثير من الثقافات والعلوم الأخرى. وعبر الطالب مازن زيد إدريس عن انطباعه بالقول: لقد استفدنا فائدة كبيرة من خلال التحاقنا بهذه الدورة والتي تخرجنا منها وقد تعلمنا خلالها الكثير علوم القرآن والحديث وأصول الفقه والدين. وكانت لنا وقفة أخيرة مع الطالب حسن إسماعيل إبراهيم الوزير الذي عبر هو الأخر عن فرحته وسعادته لما اكتسبه من العلوم والمعارف خلال التحاقه بالدورة وتمنى أن يستمر افتتاح مثل هذه الدورات، كما تقدم كغيره من الطلاب الخريجين بالشكر والعرفان لكل من قام بدعم هذه الدورة وخص بالشكر الكثير هيئة التدريس الكرام وكذا جميع المشرفين على هذه الدورة.