*أبرمت بريطانيا اتفاقية الحماية مع الكويت علناً واتفاقية مع الوهابية النجدية للاستيلاء على أراضي واسعة في جنوبالكويت سراً * ما اسمته بريطانيا بالدائرة الحمراء زائد الدائرة الخضراء تلاعباً بالألفاظ وكذباً معسبلاً من قبل بريطانيا على الكويت * ارتباط بعض قبائل الكويت بالوهابيين ساعد على نفوذهم في الكويتالجنوبي لربط الموضوع ببعضه قلت في آخر سطور الحلقة الماضية ان الاتفاق البريطاني العثماني في عام 1913م بموجبه ترسمت الحدود الكويتية وخارطة دولة الكويت بحدودها الشمالية والجنوبية مع إشارة في الاتفاق الى وجود ممثل للدولة العثمانية في الكويت. وبعد اطلاع الشيخ مبارك على بنود الاتفاقية بين بريطانيا والدولة العثمانية قال الأستاذ عبدالله بشارة: “ إن الشيخ مبارك الصباح عارض الاتفاقية وغضب من بريطانيا وزادت شكوكه حول النوايا البريطانية فلم يهدا الا مع إعلان الحرب العالمية الأولى التي انضمت فيها الدولة العثمانية الى دول المحور وما انتهت اليه من احتلال بريطانيا للعراق وانهيار الدولة العثمانية. في نوفمبر عام 1915م توفي الشيخ مبارك وخلفه الحاكم الثامن ابنه الشيخ جابر.” ملاحظة: لتصحيح بعض المعلومات الواردة اعلاه: الدولة العثمانية لم تنهر عام 1915م بل انهارت عام 1918م وهو العام الاخير من فترة الحرب العالمية الاولى والتي استمرت من عام 1914م الى عام 1918م تهكماً ب”الرجل المريض”. كما ان غضب الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع ورفضه للاتفاقية البريطانية العثمانية عام 1913م بشأن الكويت وبحسب دراستي لتاريخ شبه الجزيرة العربية يعود لسببين: السبب الاول: فرض ممثل للدولة العثمانية في الكويت السبب الثاني: عدم تسمية المناطق الشاسعة في جنوبالكويت والتي نصت عليها اتفاقية الحماية مع بريطانيا عام 1899م زائد اتفاقية 1913م.. عودة الى الموضوع: لم تعر بريطانيا الرفض الكويتي اهتماماً وفرضت الاتفاقية الانجلو – عثمانية كأمر واقع في العهد الاخير للشيخ مبارك وبعده ابنه جابر الحاكم الثامن للكويت الذي استمر اقل من عامين وتوفي عام 1917م وتولى الحكم من بعده شقيقه الشيخ سالم مبارك الصباح الحاكم التاسع للكويت ومازاد الطين بله ان بريطانيا استولت على النسخة العثمانية من اتفاقية عام 1913م وعدلتها عام 1918م بما اسمته بريطانيا ب “الدائرة الحمراء” وهي الحدود الحالية لجنوبالكويت وكذلك الحدود الشمالية الحالية لشمال الكويت ومنطقة ام قصر, اما ما اسمته بريطانيا ب “ الدائرة الخضراء” وهي اراضي شاسعة محسوبة حالياً ضمن الاراضي السعودية وتمتد من الحدود الجنوبية الحالية لدولة الكويت الى مناطق الاحساءوالدمام والقطيف وما جاورها وابرمت بريطانيا اتفاقية سرية مع حلفائها وصنيعتها الوهابيين في سلطة نجد للاستيلاء عليها. فالدائرة الحمراء اكدت بريطانيا التزامها بحمايتها اما الدائرة الخضراء وهي الساحة الجنوبية فهي متروكة للحقائق على الارض وهي بدورها التي ترسم مصير المنطقة!! الدبلوماسي والكاتب الكبير الإستاد عبدالله بشارة أشار الى ان الشيخ سالم بن مبارك تولى الحكم في فترة حرجة من تاريخ الكويت فالتهديدات التي كانت تأتي من الشمال تبدل الوضع وأصبحت التهديدات تأتي من الجنوب يقصد من سلطة نجد حيث قال نصاً: “فبعد وفاة الشيخ مبارك انحسر النفوذ الكويتي في الجنوب بعد ان تبدلت الولاءات القبلية واتسع نفوذ حاكم نجد عبدالعزيز بن سعود في تلك المناطق وتمكن من ضمان ولاء القبائل ذات النفوذ في المنطقة بعد ارتباط تلك القبائل بحركة الإخوان النجدية المتشددة والتي لعبت دوراً بارزاً في بسط نفوذ سلطة بن سعود حتى المنطقة المحاذية لجنوبالكويت “2”. ملاحظات: الملاحظة الأولى: قال الاستاذ عبدالله بشارة بأن نفوذ سلطة بن سعود حتى المنطقة الشرقية في الاحساء وفي الدمام والقطيف وفي جميع المناطق المحاذية لجنوبالكويت.. اعتقد ان كثيراً من المعلومات مغيبة عن الاخ عبدالله اوانه ولا يريد تدوينها لاسباب سياسية او ان “العربي” لم تجز نشرها حتى لا تغضب جارتهم الكبرى المملكة العربية السعودية. لكن الحقائق التاريخية تؤكد ان جزءاً كبيراً من المنطقة الشرقية السعودية ومن بينها الاحساءوالدمام والقطيف وما جاورها كانت الى نهاية شهر ديسمبر من عام 1919م اراضي كويتية ومساحتها توازي مساحة دولة الكويت حالياً. وقولي هذا ليس تخميناً ولا تهويماً بل هو حقائق تاريخية مما درسناه من تاريخ الجزيرة العربية قبل اكثر من ثلاثين عاماً على ايدي خبراء ودكاترة سوفيت والمان شرقيين. الملاحظة الثانية: ولاء وارتباط بعض قبائل الكويت قبل اكثر من قرن من الزمان بالحركة الوهابية تم من خلال أسلوبي الترغيب بالمال والسلاح او الترهيب.. وهو نفس الاسلوب الذي اتبعته الوهابية السعودية مع بعض القبائل اليمنية في نجران وجيزان وعسير عام 1934م. الملاحظة الثالثة: من عام 1962م الى عام 1970م اتبعت المملكة السعودية اسلوب شراء ولاء بعض القبائل اليمنية بالمال والسلاح والذين حاربوا النظام الجمهوري على مدى ثماني سنوات. عودة الى الموضوع: قال الكاتب عبدالله بشارة :”ورث الشيخ سالم المبارك عن ابيه نزعة الشك في المواقف البريطانية والتخوف من غياب الوضوح في الالتزام بالحفاظ على حدود الكويتالجنوبية كما حددتها اتفاقية عام 1913م فخلال اللقاءات التي تمت بين الشيخ سالم والمعتمد السياسي البريطاني في الكويت “الكابتن ماكولم لم يتردد المعتمد السياسي البريطاني في الكويت الكابتن ماكولم في اعطاء التعهدات للشيخ سالم بأن بريطانيا ستحافظ على حدود الكويتالجنوبية” -3- } المراجع: 1- 8سطور من ص 63 من مجلة العربي العدد 609 ش/8 2009 من مقالة الكاتب والدبلوماسي الكويتي المعروف عبدالله بشارة الامين العام الاسبق لمجلس التعاون الخليجي تحت عنوان الكويت واوجاع الجغرافيا. 2- 7 سطور من العمود الثاني ص 63 و3 سطور من العمود الاول 64 من نفس المرجع. 10سطور من العمود الاول ص 64 من نفس المرجع.