لم تكن السياسة السعودية تتوقع حتى بمعدل 5% من نتائج الواقع الصعب الذي تكابد مرارة عيشه في عدوانها العبثي على اليمن، لأن كثيراً من المعطيات غايرت المفاهيم الخاطئة التي اعتمدت عليها مع بدء خطة العدوان على اليمن. وساد في أذهان السعودي والإماراتي معتقد سهولة القضاء على الوطن بل وأن الحرب ستكون في غاية المتعة طالما انطلقت مرتكزاتها من مضمون اعتمد بدرجة أولى حيثيات عملاء ومرتزقة الداخل، لكن الاصطدام بحائط صلب جعلت الكثير من القراءات تخالف المعنى المراد تحقيقه عقب الاستيعاب الكامل لعقل بشري لم يتجاوز بعده حقبة زمانية من تاريخ اليمن العريق.. العدوان السعودي الإماراتي وهو الظاهر في واجهة العدوان الممتد من المثلث البريطاني الأمريكي الإسرائيلي، قد انتهج خطة البدء في تدمير اليمن ابتداءً من بنيتها التحتية وصولاً الى قمة الهرم في سيادة الوطن ومضى على عملية التنفيذ مدة خمس سنوات اعتقد الجميع خلالها بأن اليمن قد انتهى تماماً خصوصاً وأن العدو استخدم خلال حربه العديد من أساليب الالتواء أبرزها السعي الجاد الى تجزئة البلاد مناطقياً وشعبياً بهدف إضعاف القوة الدفاعية، وبالرغم من ان هذا الأمر كان يوحي بمؤشرات خطيرة ستنعكس على الجانب اليمني.. لكنه وبحجم بلاغته.. لم يتمكن من إسعاف تمركز القوى العدوانية ميدانياً ومعنوياً.. الأمر الذي أجبرها الى تغيير العديد من مسارات خطط حربه على اليمن لعل أبرزها ما شهدته مدينة عدن مؤخراً من أحداث دامية عقب فشله الذريع في تحقيق نصر يذكر، وما بات يعانيه جراء التطورات العسكرية المتسارعة التي ظهرت من خلالها القوة الصاروخية اليمنية القادرة على خلق التوازن في مسار المعركة بعد ان أوهم العدوان نفسه بانتصارات وهمية. ولعل الضربات الموجعة التي مازال العمق السعودي يتلقها الى اللحظة جعلته يعيد ترتيب العديد من الأوراق التي كانت قد أرشفت وهذا سيضعه مباشرة مع قدر ومصير تاريخي استطاع أبطال قواتنا المسلحة من خلالها تجاوز كافة المعوقات التي حاول العدوان بكل الوسائل خلقها أمام الصمود اليمني، الذي حول مواقع العدوان بما فيها المتواجدة على أراضيه مرمى خصب للصواريخ والطائرات المسيّرة التي يعتبر انتاجها وبنجاحها في هذه المرحلة انتصاراً حقيقياً، ولم نقف عند هذا الحد وحسب بل تجاوزت ارادتنا نظرية لكل فعل ردة فعل، اليوم المقاتل اليمني يرد وبقوة فائقة على مجمل تطفلات العدوان ليصل العدوان مع هذه المفارقات الى الدرس الذي ستكتمل معانيه قبل ان يتمكن من استيعابه جيداً.