تحالف العدوان بعد أربع سنوات من شن حربه الإجرامية على الشعب اليمني لم يدرك ولا يستوعب من يواجهه ما هي منطلقاته الدينية والوطنية والقيمية والأخلاقية والإنسانية.. لم يستوعب أن انتصارات أبطالنا في الجيش واللجان الشعبية مصدرها هذه القوة التي تعتمد الحقيقة نهجا والصدق توجهاً والحق والعدل هدفاً، مقابل الكذب والتضليل الذي اعتمده هذا العدوان, هو مصدر كل ضعفه وهزائمه رغم ما يمتلكه من وسائل القوة المادية العسكرية والسياسية والإعلامية. وفي هذا السياق يمكن التأكد من فارق القوتين في عملية استهداف مطار أبوظبي التي أعلناها في حينها قبل عام وأنكرتها دويلة الإمارات ولم نكن نشأ حينها أن نظهر كذبهم ودجلهم علهم يراجعوا حساباتهم ويثوبوا إلى رشدهم ويدركون أن عدوانهم العبثي وحربهم القذرة على شعب مسلم مسالم لا أفق لها, ولأنهم ما زالوا مصرين على غرورهم واستكبارهم, تجاه اليمن وطناً وشعباً وجوداً وحضارةً, حاضراً ومستقبلاً. لهذا كان لابد من توجيه رسالة بسيطة لإفهامهم بأن للشعب اليمني يداً طولى وهو قادر على ضرب المفاصل الحيوية والاستراتيجية للعدوان موثقاً عملياته في عمق ارض تحالف العدوان.. وبالتالي يجعل من حبل كذب ودجل وتضليل إعلام العدوان قصيراً وأن الحقيقة تمتلك قوتها في ذاتها وكشفها نحن من نقرر متى يتم إظهارها للرأي العام في دول العدوان وللعالم, لنبين أن ما بني على باطل فهو في النهاية باطل, ولا يصح إلا الصحيح. وللتأكيد أكثر على طبيعة هذا العدوان الوحشي الدموي الفاجر ينبغي قراءة رده على هشاشته وفضائحه باستهداف المناطق السكانية وارتكاب المجازر بحق المدنيين, مجسداً مدى وحشيته وإفلاسه الأخلاقي في استهدافه للأطفال والنساء. هكذا كان في رده على كل عملية نوعية لأبطالنا في الجيش واللجان الشعبية, بارتكاب مجزرة جديدة بحق الأبرياء وآخرها جريمة قصف حي الرقاص في العاصمة صنعاء, واستهداف محطة وقود في مديرية ماوية بمحافظة تعز. وما ينبغي على العدوان- بعد كل سنوات حرب الإبادة التي يشنها تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني على الشعب اليمني- أن يعي هو أن جرائمه البشعة لا تزيد الشعب اليمني إلا إصراراً وعزيمة على مواجهته انطلاقاً من أن لا سبيل لوقف هذا العدوان ورفع حصاره إلا القوة والمواجهة حتى النصر. وهنا نقول ان دعوتنا للسلام ومبادرتنا لتنفيذ ما اتفق عليه لا يجب أن يفهمها هذا التحالف العدواني الإجرامي ومرتزقته, أنها نابعة من ضعف, بل على العكس فهي نابعة من قوة أخلاقية وإنسانية, وفي هذا السياق يأتي تطبيقنا للمرحلة الأولى من اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة وهي القوة التي طالما أثبتناها للعالم طوال سنوات هذا العدوان علينا, والتي تمثل في حد ذاتها المصدر الرئيسي لصمودنا, وانتصاراتنا الأسطورية على كل هذا التحالف الكوني ضد شعب اعتقدوا أنه سيكون لقمة سائغة, وسهلة الابتلاع, لكنه اليوم وعدوانهم في عامه الخامس يعطي درساً جديداً في أن الإيمان والعزيمة والاعتزاز والكرامة لا يمكن أن تعوضها أية قوة لاسيما إذا كانت هذه القوة تستهدف شعباً عريقاً وعظيماً كشعبنا اليمني الذي يدافع عن سيادته ووحدته واستقلاله وحريته ولا توجد قضية أكثر عدالة منها. وها نحن بعد أربع سنوات من هذا العدوان أصبحنا نملك قوة الردع التي من خلالها استطعنا إحداث تحول في مسارات المواجهة ووضع قواعد اشتباك جديدة, دون أن نسقط خيار السلام لا الاستسلام من يدنا.. وللمعتدين الخيار, إما الجنوح للسلم أو الاستمرار في طريق الذهاب إلى هزيمتهم المحاقة والتي ستعيد صياغة المنطقة كلها. تحالف العدوان وإعلامه تصور واهماً أن بإمكان الكذب والتضليل أن يحقق نصراً وهاهو اليوم لا يصنع له إلا هزيمة تلو أخرى, وعلى كل المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية والأخلاقية, ولن تزيدهم إبادة الشعب اليمني بالحصار والجوع والقتل إلا سقوطاً في مستنقع الخزي والعار. أخيراً.. نقول لمرتزقة هذا العدوان من أبناء جلدتنا أما آن الأوان لتغادروا أوهامكم وتعودوا إلى جادة الحق والصواب ما دامت أحضان الوطن مفتوحةً لكم حتى الآن.