نحن الآن على ابواب عام دراسي جديد عندما اعلنت وزارة التربية والتعليم بداية العام الدراسي الجديد تفاجأت كما تفاجأ الكثير من اولياء الامور بالمبالغ الكبيرة والمهولة التي طلبتها المدارس الخاصة لتسجيل ابنائنا والتي لا يقدر عليها اغلب اولياء الامور بسبب الظروف المعيشية وفي ظل انعدام المرتبات وفقدان الكثير من المواطنين لاعمالهم. اضف الى ذلك المتطلبات التعليمية التي اصبحت هماً كبيراً يثقل كاهل أولياء الامور كالزي المدرسي والكتب والدفاتر والحقائب... الخ الى جانب متطلبات ابنائنا اليومية للذهاب الى المدرسة في ظل اوضاع سيئة للغاية يعيشها المواطن اليمني في ظل حرب وحصار من قبل تحالف الشر على يمننا الحبيب وارتفاع الاسعار بشكل جنوني لكل ما يحتاجه المواطن في بيته وكذلك لابنائه في المدرسة. والمشكلة الامر ان معظم الناس الذين نزحوا من قراهم ومدنهم الى صنعاء ظناً منهم البحث عن حياة افضل يسعون للحصول على تعليم جيد على الاقل لابنائهم ويبذلون كل ما يمكنهم من اجل ان يمنحوا ابناءهم مستقبلاً افضل في هذا العالم وليجنبوهم تكرار معاناتهم التي مروا بها.. والمرارة الاكثر تتجلى في كون الكثير من المواطنين والنازحين اجبرتهم ظروفهم المعيشية على التقشف وحصر ما لديهم من المال على تعليم ابنائهم في مدارس خاصة بسبب ما يعانيه التعليم في المدارس الحكومية من ازدحام في الفصول وكثرة اضراب المعلمين عن التدريس والتي نأمل أن تحل هذه المعضلة مع بداية العام الدراسي الجديد، حيث يتجه اولياء الامور الى المدارس الخاصة وهنا يأتي سوق المدارس الخاصة والتي كثرت هذه الايام بشكل ملحوظ حتى انك في كل شارع تجد مدرستين خاصتين على الاقل.. رغم كثرة هذه المدارس الخاصة التي اصبحت كالدكاكين الا انها تتنافس في رفع رسوم التعليم وفي المقابل تجد رواتب معلميها اقل من رواتب عمال في بقالة أو حراس العمارات رغم ما تتحصل عليه المدارس الخاصة من مبالغ كبيرة من الطلاب والذي في المقابل منه لا تقدم لطلابها خدمات تعليمية ترفع من مستواهم التعليمي فهي اشبه ما تكون بدكاكين تجارية في كل حارة.. فإلى متى سيظل حال التعليم على هذا الحال دون اهتمام ولا رقابة وكيف سنربي جيلاً وعقولاً بهذه الشاكلة طالما ونحن ندور في دائرة مفرغة!!؟.