الإصرار الامريكي السعودي الغربي الاسرائيلي بأن سلاح الجو المسير اليمني الذي استهدف قلب شريان الطاقة العالمي في البقيق وخريص والذي هز أسواق النفط والبورصات وأدى إلى ارتفاعات في اسعار هذه المادة الحيوية العالمية لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ عقود يرجع الاصرار إلى عدم اعترافهم بالواقع الجديد في يمن ما بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر والتي استطاعت قيادة الشعب اليمني لما يقارب الخمس السنوات في مواجهة تحالف سعودي امريكي اماراتي بريطاني صهيوني لم يشهد التاريخ مثيلاً لهمجيته ووحشيته مدعوماً بتواطؤ دولي أستطاع اليمانيون فضحه كاشفين ضرورة تغيير هذا النظام العالمي الواقع تحت هيمنة القطب الواحد والمصالح المتجردة من ابسط القيم الاخلاقية الانسانية ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الدولية التي وجدت الاممالمتحدة لتطبيقها معززاً صمود اليمنيين الاسطوري وتضحيات أبطالهم الشجعان الميامين في الجيش واللجان الشعبية توجهات وجوب إيجاد توازن جديد يجسده في واقع البشرية نظام متعدد الاقطاب. أما الامر الآخر الذي يقف وراء اصرار تحميل إيران المسؤولية فقد اشار إليه الإعلامي الكبير ناصر قنديل في مقال نشره في صحيفته « البناء» أن يوم أمس بأن هروب امريكا والسعودية إلى اتهام إيران لن يحسن حال المعنويات لديهم إلا مؤقتاً والتخبط بين أن الضربة بطائرات مسيرة قادمة من مكان آخر غير اليمن للإيحاء أنها قادمة من إيران وتقديم فرضيات ذهبت إلى حد اعتبار السلاح الذي ضرب منشآت النفط في البقيق وخريص هي عبارة عن صواريخ باليستية أو من نوع كروز المجنحة من أجل اخضاع إيران لما يريده ترامب للقبول بمفاوضات معه وفقاً لشروط مستشار الامن القومي الامريكي المقال بولتون ووزير خارجية ترامب بومبيو وهو اسلوب مكشوف لن يلغي واقع ان هذه الطائرات انطلقت من اليمن بعد تحذيرات متكررة لمملكة بني سعود وتحالفها الاجرامي الذي دمر اليمن واستباح دماء أطفاله ونسائه وشيوخه والعالم المنافق يعبر عن قلقه تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني طيلة ما يقارب الخمس سنوات مستكملين جميعهم- أمريكا وبريطانيا وفرنسا والغرب والشرق إبادتهم للشعب اليمني بحصار ظالم اتخذ طابع الحرب الاقتصادية الإرهابية غير المسبوقة ولكن كل هذا ذهب أدراج الرياح امام شعب مؤمن يستمد قوته من الله ومن حقه في الوجود ومن عدالة قضيته ومن قيمه الأخلاقية الاسلامية والانسانية النبيلة والعظيمة المتسامية فوق الاحقاد والضغائن التي ولدتها همجيات العدوان الغاشم التي لم تترك شيئاً إلا واستباحته والتي هي اليوم ترتد على هذا العدوان في هزيمة ستكون الساحقة إحدى تجلياتها هذه الضربة التي تبشر بنهاية مملكة الارهاب التكفيرية الوهابية وتحالفها الاقليمي الدولي إن لم يعترف بحقائق أن من دافع عن سيادة وطنه ووحدته واستقلاله وعزة وكرامة شعبه ينتصر.. والحقيقة أن ما قاله المتحدث الرسمي للقوات المسلحة فيما يخص ضربات الطيران المسير للبقيق وخريص هو القول الفصل وما عدا ذلك ليس إلا تريهات تعكس هروباً من الاعتراف بالواقع الجديد والقبول بدعوات وقف العدوان ورفع الحصار والجنوح للسلم قبل فوات الأوان.. خلاصة القول: عدم الإعتراف سيرتد على أصحابه ولن يغير في حقائق يمن ما بعد الواحد والعشرين من سبتمبر بل سيزيده تأكيداً بقبولهم والاعتراف به كقوة اقليمية تعبر عن ثورة تحريرية قامت لتنتصر. أما إيران لن تفاوض امريكا لأنها تدرك أنها تتعرض لابتزاز وان قوة الطيران المسير للشعب اليمني هو من زلزل الاقتصاد العالمي لعل هذا العالم المنافق يعود إلى صوابه قبل فوات الآوان وذهاب الأمور إلى ما هو أسوأ من نظام مملكة الرمال ومشيخات الأبراج الزجاجية إلى قلب العالم رأساً على عقب.