من المقرر أن تبدأ إسرائيل خلال الأيام القادمة بأعمال حفريات أسفل المسجد الأقصى بمدينة القدس تنذر بانهياره وتدميره بشكل كامل. وقالت مصادر إسرائيلية أن سلطة الآثار ستقوم خلال أيام بتفكيك مصعد المغاربة و التلة الرملية المؤدية من ساحة حائط البراق الى احد بوابات الدخول الى الحرم. وصادق مدير عام سلطة الاثار شوكا دورفمان شخصيا على تنفيذ حفريات أثرية في المكان. وخطة تفكيك التلة الموجودة في احدى الاماكن الاكثر حساسية في العالم تتأجل منذ نحو سنتين. وفي الماضي عارض الخطة السكرتير العسكري لرئيس الوزراء ومحافل في المخابرات، على خلفية التخوف من اندلاع اضطرابات للمسلمين. وقال مصدر مطلع على تفاصيل الخطة أمس لصحيفة "هآرتس" انه توفر توقيت ممتاز لتنفيذ الخطة. فالسلطة الفلسطينية مشلولة وليست لديها قدرة على المقاومة". وفي سلطة الاثار رفضوا التعقيب على طلب "هآرتس" في الموضوع مدعين بان ديوان رئيس الوزراء مسؤول عن كل ما يجري في مصعد المغاربة. وجاء من ديوان رئيس الوزراء ان الموضوع لم يطرح على رئيس الوزراء ولهذا فهو لم يبلور موقفا بهذا الشأن. باب المغاربة، الذي يقود اليه مصعد المغاربة، هو الباب الذي يدخل عبره الى الحرم زوار غير مسلمين. واضافة الى ذلك تستخدم الباب قوات الامن لاقتحام الحرم في حالة الاضطرابات. والحاجة الى تفكيك التلة الرملية المؤدية الى الباب نشأت في شباط 2004 بعد أن انهارت احدى حيطان الاسناد للتلة باتجاه ساحة المبكى. وفي أعقاب انهيار الحائط قرر مهندس المدينة السابق اوري شطريت بان التلة غير مستقرة ويجب تفكيكها في أقرب وقت. مندوب المخابرات والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء اللذان شاركا في المداولات في موضوع مصعد المغاربة تحفظا من تفكيك التلة. احد المشاركين في المداولات قال امس ل "هآرتس" ان السكرتير العسكري السابق اللواء يوآف جلانت، تساءل عجبا عن الحاجة الى تفكيك التلة. وفي هذه الاثناء قررت الحكومة في كانون الثاني 2005 نقل المسؤولية عن منطقة البراق الى "صندوق تراث المبكى" وهو هيئة مقربة من جمعيات المستوطنين العاملة في شرقي القدس. وبادر الصندوق الى خطة لبناء جسر تذكاري بدل التلة. والخطة، التي حظيت بتمويل حكومي بمبلغ 5 مليون شيكل أثارت مقاومة شديدة من كبار علماء الاثار في اسرائيل. فقد ادعى علماء الاثار بان اقامة الجسر ستمس شديد المساس بالحديقة الاثرية الهامة الواقعة جنوبي التلة، في منطقة تسمى "حائط المبكى الجنوبي". واضافة الى ذلك خشي علماء الاثار من أن يؤدي الغاء الفصل المادي بين الحائط الجنوبي والحائط الغربي (البراق) الى أن يتسلل مصلون اصوليون الى موقع الاثار والى موقع مجاور يستخدم لصلاة التيارات غير الارثوذكسية. دورفمان استدعى اليه أمس رئيس مجلس الاثار البروفيسور افرايم شتيرن وبعض كبار علماء الاثار من الجامعة العبرية. وقيل للمشاركين في اللقاء انه في هذه المرحلة لا توجد نية لبناء جسر جديد في المنطقة بل فقط اجراء حفر أثري في التلة القائمة. وفي أعقاب ذلك قال شتيرن انه لا يعارض "كوني كعالم آثار لا يمكنني أن اعارض حفرا أثريا مرتبا". باتت الحكومة الإسرائيلية بزعامة أيهود أولمرت تقترب كثيرا من رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية. معلنة أنه لم يعد هانك فروقات بين نشطاء سياسيين وعسكريين في حركة حماس وأن الجميع بات مستهدفا. بينما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالتوس "لا حصانة لأحد فمن نهض ليقتلنا سنسري لنقتله ومحظور الانتظار حتى تسقط عندنا الضحايا من أجل نيل الإذن بعمل ". أما وزير الأمن عمير بيرتس فقال فصادق على الاقتراب من هنية. مؤكدا على أن لن تميز بعد اليوم بين القادة السياسيين لحماس وبين قادة الذراع العسكري قائلا: "حفلة الاقنعة انتهت. لن نسمح لاي جهة بالعمل في جزء من اليوم كرجل ارهاب وفي الجزء الاخر كرجل سياسي فالبدلات وربطات العنق لن تشكل غطاء للمشاركة والدعم لأعمال الاختطاف". وقدر بيرتس بانه لا يزال هناك احتمال في تحقيق انطلاقة على الدرب تؤدي الى العثور على مكان الجندي المخطوف وقال: نحن نوجد في لحظة حرجة جدا قبل تحديد قواعد لعب جديدة حيال منظمات الإرهاب. وكل عملية تتخذ يتعين فحصها بجذرية، حسب تأثيرها على بلورة هذه القواعد". بينما لم تسلم سوريا من تصريحات بيرتس موجها لها تحذيرا: "بودي أن انقل رسالة تصل بعيدا بعيدا. أبعد بكثير مما يمكن التخمين، لكل دولة سيادية تأخذ مسؤولية عن محافل ارهابية تعمل في داخلها". ودعا بيرتس الأسرة الدولية الى تشديد الضغط السياسي ايضا: "كل من له تأثير على قيادة حماس من هنية، عبر محمود الزهار وحتى خالد مشعل فليستخدمه فورا. وكلما جرى الأمر أسرع يكون أفضل. اذا ما اعيد الجندي واوقفت صواريخ القسام نحن أيضا سنعيد جنودنا الى قواعدهم". وتقول صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أن حملة "أمطار صيف"، لإعادة الجندي المخطوف جلعاد شليت وابعاد مطلقي القسام، تتقدم بالتدريج. حيث أن القسم الاول من الحملة، التي بدأت الثلاثاء ليلا، حظيت باسم "شليت جنوبي": وقوات كبيرة من لواء جولاني دخلت بعمق نحو كيلو متر في جنوب القطاع وسيطرت على مطار الدهنية، فيما قصف سلاح الجو جسورا ومحطات توليد طاقة فأظلم القطاع. ويوم الاربعاء فجرا بعثت اسرائيل بتحذير الى سوريا، عندما حلقت طائرات سلاح الجو من فوق قصر الاسد. وفي الغداة، فجر الخميس، جاء دور قادة حماس حيث أن 64 من كبار المسؤولين السياسيين في الحركة بمن فيهم ثلث أعضاء الحكومة وأعضاء برلمان ورؤساء بلديات قد اعتقلوا