نشرت صحيفة جرين فايل الامريكية مقالا مطول للكاتب (فيديريكو Pieraccini) المتخصص في شؤون الصراعات والسياسات والاستراتيجيات الدولية حللت فيه أبعاد عملية نصر من الله التي شنتها قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية في وادي آل أبو جبارة وأدت إلى السيطرة على 3 الوية عسكرية لقوات تحالف العدوان وأسر المئات واغتنام مئات الأليات القتالية. واكدت صحيفة جرين فايل الامريكية ان التفاوض مع صنعاء هو طوق النجاة لانقاذ السعودية حتى وان حاولت واشنطن وتل ابيب منعه. وقالت الصحيفة (ان دعوة التفاوض من صنعاء مسألة وقت قبل أن يؤدي هجوم آخر لأنصار الله (الحوثيين) إلى الانهيار الكامل لآل سعود والمملكة. واكد الكاتب ان الجيش واللجان الشعبية احاطوا ببلدة نجران وضواحيها داخل الاراضي السعودية بكماشة عسكرية محكمة وسيطروا على ثلاثة ألوية واسروا الآلاف من قوات التحالف وبينهم العشرات من كبار الضباط السعوديين وكذلك العديد من المركبات القتالية. ووصف الكاتب الهجوم بانه تقليدي لكنه خارق واكثر تعقيدا من هجمات منشآت ارامكو النفطية الذي نفذه الجيش واللجان الشعبية منتصف سبتمبر الماضي .. معللا بأن ذلك الهجوم غير قواعد اللعبة تماما واسقط الحجج امام الولاياتالمتحدة ومايك بومبو والإسرائيليين والسعوديين لإلقاء اللوم على إيران لأن هذا الحدث بعيدًا عن إيران. ولفت الكاتب فيديريكو أن كماشة انصار الله في نجران تذكر بعمليات جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.. وبهجمات قوات التحرير الوطنية في أوكرانيا في عام 2015 ، التي حطمت قوات كييف ودمرتها بنفس الطريقة. واشار الى ان كماشة الجيش واللجان الشعبية في نجران عادةً ما تتطلب استطلاعًا دقيقًا لتحديد أفضل مكان لتطويق العدو كما تتطلب تدريبا وتنسيقا عسكريا على أعلى مستوى للقوات ورادارات دفاع جوي متطورة لردء ردود الفعل الأمريكية والسعودية. واوضح (فيديريكو) ان السعودية اليوم مجبرة على الاعتراف بالفشل والعجز عن الدفاع عن حدودها حيث اصبح الجيش اليمني حراً لدخول الأراضي السعودية كما يشاء. وقال: الجيش واللجان الشعبية صنعوا ما اشبه بكشمير ثلاثي ضد الرياض من خلال ايجاد دعم محلي كافي داخل المملكة وموالون داخليون جاهزون للتحرك في حالة نشوب حرب شاملة.. وتابع :ايضا بات لدى الجيش واللجان الشعبية القدرة على شل إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية ولديهم قوات تتمكن من إعادة رسم الحدود لصالحهم إذا ما قررو غزو الجنوب السعودي. الكاتب فيديريكو أكد ان الصراع (اليمني السعودي) صادم بالرغم من انه غير تقليدي الا انه ستتم دراسته في جميع انحاء العالم حيث اخضعت قوات بسيطة أفضل الجيوش المجهزة في العالم عددا وتسليحا وجعلتها تجثم على ركبتيها. واختتم الكاتب مقاله بدعوة الرياض للاعتراف بفشلها والقبول بالعواقب المأساوية للحرب عديمة الجدوى في اليمن والجلوس على طاولة المفاوضات فورا مع الطرف المقابل في صنعاء.. اذا ما اراد محمد بن سلمان وعائلته إنقاذ مملكتهم من الغرق.
