من الصعوبة بمكان أن تحل الأزمة اليمنية دون تهدئة الأطراف عسكرياً.. والجلوس على طاولة المفاوضات.. والاعتراف بكل المكونات السياسية والحزبية والفكرية على اختلاف مشاربها وأطيافها وألوانها ومذاهبها.. هذا إذا كنا فعلاً جادين لترميم البيت اليمني.. مع الأخذ بعين الاعتبار التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن اليمني على كافة الصُّعد، واشتعال نيرانها في ظل صمتٍ أممي.. واختلال واضح في موازين القوى الإقليمية والدولية تجاه الأزمة اليمنية.. من الصعوبة الآن الحديث عن إجراء حوار شفاف وهادئ.. وجاد ومسؤول في ظل تعنت وتمادي قوى العدوان وحلفائه في ظل استمراره بالضربات الجوية.. وحصاره الشامل براً وبحراً وجواً على اليمن.. لذا لابد من وقف الحرب على اليمن بإشراف أممي ودولي.. أما إذا لم يغيّر العدوان وحلفاؤه من خطابه السياسي والإعلامي مع وقف عملياته العسكرية على واقع الأرض.. فأي حوار أو تهدئة أو تفاهم يسعون إليه؟!.. علماً أن المعتدي على السيادة اليمنية أرضاً وإنساناً ووحدةً هم قوى العدوان بقيادة النظام السعودي- الإماراتي وحلفائه من العملاء والمرتزقة.. ليس من السهل أن تعيد نظاماً يمنياً عميلاً هو جزء من النظام السعودي، ومدركاً بنوايا وأهداف ومآرب النظامين السعودي- الإماراتي تجاه اليمن.. قديماً وحديثاً.. ومن المستحيل أن تفرض أنظمة آل سعود أو آل زايد إستراتيجية سياسية أو عسكرية لتركيع الشعب اليمني مهما كانت الظروف والأوضاع عسكرياً أو اقتصادياً أو إنسانياً التي تمر بها اليمن.. فالأرض اليمنية تلفظ كل عميل وخائن وغازٍ مهما كان حجم التحديات والتضحيات.. ولم ولن تقبل إلا بأصحاب الأرض الحقيقيين.. من الثابت تاريخياً: أن النظام السعودي يريد فرض سياسة الوصاية والهيمنة على اليمن بأي وسيلة من الوسائل.. وبشتى السبل.. ولذا يمنع وصول أي حركات أو اتجاهات فكرية مناوئة.. أو وصول مكونات سلطوية يمنية الى سدة الحكم تعارض سياسة النظام السعودي.. السيناريو السعودي- الإماراتي اليوم يحاول إدخال اليمن في دوامة الفوضى الخلاقة.. أو ما يسمى: “اللا دولة” لتنفيذ أجنداته التوسعية الاحتلالية على أراضي اليمن.. وخنق اليمن اقتصادياً وسياسياً وتنموياً، وبموافقة ودعم صهيوأمريكي بريطاني.. “لكن عمر ذيل الكلب ما يتعدل أو يستقيم” عندما شعرت السعودية بهزائمها المتكررة.. وفشلها الذريع المخزي أمام الضربات الجوية الساحقة لأبطالنا البواسل من القوات المسلحة واللجان الشعبية أيقنوا أن رجال اليمن الأبطال الميامين لم ولن يكونوا لقمةً سائغةً سهلة البلع بل غصةً عصية البلع الى أمدٍ غير معلوم..الى هؤلاء وأولئك أن يقرؤوا التاريخ العربي الإسلامي القديم جيداً.. وما حدث للدولة الأموية والدولة العباسية رغم ازدهارها ورقيها وحضارتها وغيرها من الدول حينذاك.. عندما انحرفت بوصلتها عن جادة الصواب والحق.. حل بها ما حل من دمارٍ وتمزقٍ وفتنٍ وزوال.. النظام السعودي اليوم يسير على نفس منوال تلك الدول التي زالت واندثرت وتلاشت.. والتاريخ يعيد نفسه رغم اختلاف الزمان والأحداث والمستجدات.. ويكفي ما يحدث اليوم لتلك الأنظمة العربية، وخاصة النظامين السعودي- الإماراتي من تخوين وإقصاء وتكميم للأفواه.. وشخصنة النزاع لاستمرارية تلك الأنظمة في الحكم بقوة الحديد والنار.. في ظل هذه المعطيات.. وتتضارب المصالح بين تلك الدول خاصةً تجاه جيرانها أضحت الصورة أكثر قتامةً وسوداويةً من ذي قبل.. وستزداد الأمور تعقيداً وتأزيماً أمام المنحى التراجعي الذي دخله النظامان السعودي- الإماراتي في اليمن ما يشكل بؤر صراع وتنافس سينتهي قريباً بخروج الطرفين السعودي- والإماراتي بخفي حنين.. لأن ما بني على باطل فهو باطل وزائل.. صفوة القول: قد يبدو في الأفق بصيص أمل لكن يظل خافتاً وباهتاً إن لم تكن هناك نوايا جادة.. وضمائر صافية.. لإنهاء الحرب.. وفتح صفحة جديدة مع تنازلات حقيقية على أرض الواقع من كافة الأطراف المتصارعة.. وإجراء حوار جاد ومسؤول وشفاف وعقلاني بعيداً عن الإقصاء والتهميش للآخر.. وينأى عن فرض سياسة الأمر الواقع.. وبدون فرض إملاءات وشروط مسبقة قد نصل الى خيوط بصيص أمل.. دون ذلك تظل كل الطرق موصدة أمام أي حلول..!!.