تمر علينا هذه الأيام ذكرى ثورة ال14 من أكتوبر المجيدة.. أكتوبر الحرية.. أكتوبر الانعتاق من الوصاية والاحتلال ومشاريع التجزئة.. أكتوبر الكرامة المقدسة والإيمان الراسخ بالعدالة التي انتصرت لعزة وكرامة شعبها وحررت أرضها وطردت أقوى احتلال عرفته المنطقة والعالم حينها.. وحطم شعبنا اليمني في جنوب الوطن الأسطورة بالكفاح المسلح والعمل الفدائي وتضحيات الشهداء، وجعلوا المستعمر الغازي يجر أذيال الهزيمة وراءه ليكون عبرة لمن يريد غزو اليمن.. فثورة أكتوبر أعادت لجنوب الوطن هويته اليمنية التي حاول الاحتلال البريطاني طمسها وهي امتداد لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، وهذه رسالة للمستعمر الغازي الجديد لتعلموا أنكم الى زوال مهما طال بطشكم وعبثكم في المحافظاتالمحتلة، ولتعلموا أن اليمن مقبرة الغزاة وليست مكاناً للعب.. في هذه الثورة وهذه المناسبة نستعرض أمجاد وكفاح وصلابة الشعب اليمني ضد المحتل الغازي كيف كسر اليمني رغم فقره وضعفه وقلة حيلته، والتخلف والفوضى التي زرعها الاستعمار إلا أن عنفوان الشعب اليمني اسقط الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.. وهي رسائل بأن اليمن لن يقبل الأجنبي وأن اليمن عصي عزيز قوي.. وأن الوطن شامخ مهما تكالبت عليه المحن وتوالت عليه الفتن وجاء هؤلاء واستعانوا بالمرتزقة والمال السياسي المدنس والسلاح والعتاد لكنه لا يسمح ولن يقبل أن تمس أرضه وعزته وكرامته، وهي رسالة لمن يريد أن يطمع في اليمن ولمن يريد أن ينفذ أجندة ومشاريع أجنبية في اليمن.. فاليوم الاستعمار القديم يعود بوجهه القبيح بأدوات جديدة عبر أّذياله وأذنابه السعودية والإمارات، فنحن اليوم لابد أن نجيش ونحشد ونتطرق الى ثورة 14 أكتوبر ونربط الماضي بالحاضر ونربط الأدوات الماضية بمرتزقة اليوم والأطماع القديمة بأطماع اليوم.. ستظل يا وطني عزيزاً شامخاً في كل يوم تشرق شمس جديدة على هذا الوطن الأغر معلنة التحدي الكبير للعالم وستظل تضحيات ابنائك وبسالتهم شاهداً لهذا الكيان العظيم بالشموخ والإنسانية.. نعم هكذا أنت يا وطني دمت للتاريخ محراباً مهاباً.. يمناً تسمو به العرب انتسابا يستقي طهرك ماء وترابا.. فتية إن أمروا المجد استجابا