مقدمة: في قراءة أولية للتخبط لدى صانعي القرار بالبيت الأبيض تجاه السياسة الخارجية والعلاقات الدولية فقد شاءت مزح التاريخ ان تأتي بترامب للبيت الأبيض عبر مسرحية ديمقراطية رأس المال ولاعبيها المحافظين الجدد واللوبيات خدمةً لأجندتهم الداخلية والخارجية وخصوصاً للأمن القومي الصهيوني رجل لا يمتلك أي تراكم ثقافي معرفي قيمي.. بغض النظر عن كونه تاجر؟! ولديه ثروة.. هذا عوضا عن كونه يعاني حالة انفصام.. اشبه بمسرحي مشاغب يستفز حتى جمهوره.. أي انه ينفذ اجندة.. افتعال أزمات وتوترات وخلط أوراق مع اكثر من دولة وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.. بعد ظهور لاعبين جدد واقطاب اقتصادية جديده ذات قدرة على التأثير في السياسة والعلاقات الدولية.. كان لابد من ترامب ان يبحث لأمريكا عن دور..؟!!. - الرجل وادارته يفكرون بعقلية ما قبل 2003م غير مدركين ان الزمن قد تغير بداية تفكك المنظومة الرأسمالية بظهور اقتصاديات جديدة.. - عبثه بالسياسة الخارجية واختلافه حتىٍ مع كبار مساعديه من موظفي البيت الأبيض.. وقادة في مجلس النواب والكونجرس.. - استعداؤه للأعلام.. وكل معارض لسياسته داخلياً وخارجياً.. مع استهتاره بالعلاقات الدولية وتدخله في شؤون الدول.. مثال فنزويلا.. - خروجه من بعض الاتفاقيات الدولية كوقف الانتشار لأسلحة الدمار مع روسيا وغيرها.. - من المعروف ان التجارة الدولية والسوق الحر كان من ورائها الغرب وخاصة أمريكا لغزو أسواق البلدان النامية.. وعندما تقدمت الصين وغيرها تكنلوجيا وغزت الأسواق الأمريكية بدءا بتنصله من قوانين التجارة الدولية ليفتعل ازمة مع الصين تحت مسمى حرب اقتصادية.. مبررات واهية؟!؟َ! - محاولته ضرب الوحدة الاوربية بإخراج بريطانيا عبر البريكست.. بعد ان شعر ان أوروبا لا يمكن تكون معه في مغامراته..؟!؟! - خروجه من الاتفاق النووي مع ايران.. والتوجه لفرض عقوبات وتصعيد عسكري بشكل متهور يستند على موقف شوفيني برجماتي والتهديد بالخيار العسكري.. عنتر وشوربان زمانه.. حيدوني شطاول..؟! ليفشل في اول امتحان.. اسقاط المسيرة الامريكية فوق مضيق هرمز.. ليظهر بنفسية التاجر الجبان الذي يريد ان يحارب بقوة واموال غيره.. بعد ان فشل في عمل حشد دولي.. وما اظهرته ايران من إمكانية قوة الردع.. - أمريكا اليوم كدولة عظمى بحاجة لقيادة راشدة على درجة عالية من المعرفة والعقلانية والحكمة تحقق مصلحة المجتمع الأمريكي في ظل علاقات دولية متوازنة تحترم المواثيق والاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية.. لا تحتاج لعقلية شيخ اقطاعي يمارس الهيمنة السياسية على اهله ومجتمعه وجيرانه..؟! وهنا نأتي لصفقة القرن وبلفور البيت الأبيض - منذ البداية انحاز لإسرائيل تماما خلافا لموقف سلفه أوباما في إساءة واضحة لقيم المجتمع الأمريكي التي تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها.. من خلال نقل السفارة الامريكية للقدس وضد الإرادة الدولية.. - التنكر للقرارات الشرعية الدولية الراعية لحق الوجود الفلسطيني على ارضه وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. - تنصله وحكومة الاحتلال الإسرائيلي من اتفاقية أوسلو مع وقف الدعم عن الانروا وغلق مكتب الملحقية الفلسطينية في واشنطن ...الخ.. - تصنيفه لمعظم فصائل النضال الفلسطيني كمنظمات إرهابية.. - موافقته لإسرائيل لتوسيع الاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين وحرق مزارعهم مع ما يرافق ذلك من جرائم حرب وحصار وإرهاب دولة احتلال ضد الأرض والشعب الفلسطيني والتصرف الهمجي ضد الاجماع والقانون الدولي الذي يعترف بالجولان سورية..؟!؟! وبالمجمل فان أية قراءة هادئة للمعطيات الواردة فيما سلف حتى مع ربطها ببعض المقاربات ستصل بصاحبها الى نتيجة فاضحة ان ترامب يتقمص شخصية بلفور في منح مزيد من الأراضي العربية الفلسطينية لصالح دولة الاحتلال الصهيوني من خلال ما يسميه. صفعة القرن وما اعلان بنيامين بالأمس عن إمكانية ضم بعض أراضي الضفة وغور الأردن إلا مقدمة لتمزيق ارض فلسطين وشق وحدة رفاق الامس رفاق ياسر رفاق ياسين وغيرهم لصنع دولة في الوهم خارج التاريخ بلا وطن بلا عنوان (كنتونات)..؟! بموجب مخطط بالفور البيت الأبيض.. - فهل بمقدور الشعب الفلسطيني ومعه كل احرار العرب والمسلمين والعالم رد صفعة القرن لبلفور البيت الأبيض وهل بمقدور الكفاءات الفلسطينية خلق الاجماع الفلسطيني الذي تريده الأرض والانسان لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.. وهي تحية من الشعب اليمني بمناسبات ثوراته للشعب الفلسطيني وكل مناضليه.. وكما قال العزيز درويش حاصر حصارك لا مفرو فانت اليوم حرً وحرو ذهب الذين تحبهم فإما ان تكون أولا تكون.. - كما هي رسالة في ضوء ما ورد اعلاه: الى كل شباب وشابات ومناضلي الثورة الفلسطينية انتم اليوم امام خيار واحد للدفاع عن قضاياكم العادلة من اجل بناء دولتكم خيار الحفاظ على وحدة الأرض وتوحيد الفعل السياسي والمقاوم لكل المكونات والوان الطيف السياسي المجتمعي والمدني الجماهيري من اجل تحقيق ممكنات كفاءة امتلاك المستقبل لبناء دولتكم الفلسطينية المستقلة.