كثير من الندوات المختلفة تقع بين مطرقة التطويل الممل وسندان الايجاز المخل العقيد/ أحمد القردعي } الحلقة الاولى بادي ذي بدء اود القول انني لن اقيم اعمال الندوة الا في بعض جوانبها التنظيمية او الفنية كما انني لم ولن اقلل من القيمة الرفيعة للاوراق المقدمة خلالها والتي اعدها اساتذة ودكاترة هم اكبر مني سناً واوفر عقلاً..لكن التقييم سيقتصر على بعض الملاحظات وبعض الاضافات الايجابية التي لم اتمكن من طرحها خلال مداخلتي الشفوية في الندوة.. نظراً لضيق الوقت المسموح لي والذي لم يتعد سبع دقائق ولم اود القول ان تقييمي بعدة حلقات في هذا الخبر لا ينطلق من صفتي الصحفية فحسب بل من صفة الممارسة العملية والدراسة النظرية للزراعة خاصة وان الزراعة ومنتجاتها هي الاساس الاوحد للامن الغذائي. قد قلت في مداخلتي: «انني عسكري ابن فلاح» ولذلك فانا لا ادعي الكمال ولا تمام الالمام.. لكني سأحاول والله ولي التوفيق. في هذه الحلقة وهي الاستهلالية الاولى اكتفي بالاشارة الى كبار المسؤولين الذين حضروا حفل افتتاح الندوة وهو جانب او سبقة خبرية اقتضاها السياق وكذلك الاشارة بايجاز الى اهميتها وفكرة تنظيمها اما اوراق عملها وعددها 6 اوراق وسير عملها خلال يومين واشياء اخرى فسيتم عرضها او توضيحها في الحلقات القادمة ان شاء الله.. اليوم الاول الثلاثاء 15 اكتوبر 2019م من اعمال الندوة وكبار المسؤولين الذين شرفوها: برعاية المجلس السياسي الاعلى نظمت مشكورة ادارة تحرير صحيفة 26سبتمبر ندوة بعنوان «واقع ومستقبل الامن الغذائي في اليمن».. وذلك خلال الفترة من 15 الى 16 من شهر اكتوبر الجاري 2019م اي على مدى يومين في العاصمة صنعاء. وقد جاءت هذه المبادرة الرائعة من صحيفة «26سبتمبر» متزامنة مع اليوم العالمي للغذاء – التفاصيل الخبرية – راجع الصحيفة العدد الماضي والعدد الحالي.. ففي اليوم الاول 15 اكتوبر جرت فعالية المحور الاول الموسوم: واقع الامن الغذائي في اليمن.. والذي افتتح فعاليتها الاستاذ محمد صالح النعيمي عضو المجلس السياسي الاعلى والذي قال ضمن كلمته التوجيهية في حفل الافتتاح: الشعب الذي يأكل مما لا ينتج يحكم عليه الواقع بالارتهان للخارج.. وهذه العبارة المختصرة والمفيدة من قائلها تدل على النظرة الثاقبة للمستقبل المنظور وينبغي ان يستوعبها الجميع, وحضر جلسات الندوة الشخصية الاقتصادية والسياسية المعروفة الاستاذ دكتور/ عبدالعزيز الترب مستشار المجلس السياسي الاعلى الذي ادار جلسات اليوم الاول كما حضر جلسة اليوم الاول الاخ د/ حسين مقبولي نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية والاخوين يحيى علي الحباري واحمد شماخ عضوا مجلس الشورى. وحضور هذا العدد من المسؤولين اعطى للندوة زخماً لا يستهان به لكن سلبية الندوة الوحيدة هو ضيق الوقت حيث اضطر معدو اوراق العمل في الندوة وكذا المشاركون بالنقاش فيها واضطروا جميعاً الى الاختصار المخل نظرته لضيق الوقت كما اسلفت والذي لم يكن كافياً لست اوراق عمل لليومين. وهذه الحالة ليست الوحيدة حيث ان الكثير من الندوات المختلفة التي نظمتها جهات مختلفة على مدى ربع قرن تقع غالباً بين مطرقة التطويل الممل او سندان الايجاز المخل لكن هذه السلبية الوحيدة لا تقلل كثيراً من نجاحها المشهود واشادات الكثيرين بها. فكرة تنظيم الندوة واهميتها: ان فكرة تنظيم الندوة التي جاءت من صحيفة «26» سبتمبر برئاسة الاخوين: العميد يحيى سريع قاسم رئيس التحرير والعميد عبدالله بن عامر رئيس التحرير فكرة موفقة جداً ادت الى النجاح وقد دعم تنظيمها مشكوراً رجل الاعمال المعروف وعضو مجلس الشورى الاخ يحيى علي الحباري اما اهميتها البالغة فينبثق موضوعها « واقع ومستقبل الامن الغذائي في اليمن».. حيث ان 91% او ربما اكثر من سكان بلادنا تحت خط الفقر وهي نسبة مخيفة ويزداد اهمية هذا الموضوع في ظل حصار جائر وعدوان ظالم في واقع عالمي يسيره الدفع المسبق من البترودولارات وتحت مشهد ومسمع انظمة عربية اغلبها متخاذلة. { يتبع في عدد الاحد القادم.