المساعد أول في مخابرات منظمة المقاومين الثوريين الذي تسبب إهماله في استشهاد السيد سيفان وجيه الدين وإبن اخيه رضوان منور وعبده الحاج طاهر العماري قدمه رؤساءه الى المحكمة العسكرية في عدن وهناك طرح نفس المبررات المذكورة في الحلقة السابقة فقال له القاضي كان يفترض عليك ان تتصل برفاقك وتقول لهم السيارة التي بعهدتك خربانة وانك لا تستطيع تنفيذ المهمة الموكلة اليك بدلاً ان تصعد سيارة العدو الذي أنت ورفاقك مكلفين بمحاربته ولم ينبس بكلمة.. وبعد المداولة حُكم عليه بالاعدام رمياً بالرصاص وقبل إعدامه بثلاثة أيام ذهب وزير الداخلية الرائد صالح مصلح قاسم وقابل الرئيس سالم ربيع علي وأقترح عليه تخفيف الحكم لدواعي انسانية.. فوجه الرئيس سالمين بسجنه عدة سنوات وبحسب مايراه القاضي المختص.. والقاضي المختص حكم عليه بالسجن عشر سنوات. وبعد قضاء سنتين وسته شهور ساءت حالته الصحية لذلك تدخلت قيادة المنظمة وطلبوا إعفاءه من بقية المدة وعلاجه في الخارج فتم إعفاءه من بقية المدة وتم علاجه على حساب الدولة في جمهورية المجر.. وبعد شفاءه التام وعودته الى عدن خيرته قيادة المنظمة بين العودة للعمل في المناطق الوسطى أو العمل في جيش الشطر الجنوبي من الوطن أو العمل في السلك المدني في الشطر الجنوبي فأختار العمل في السلك المدني في جنوب الوطن وتقاعد بعد الوحدة قبل 21عاماً.. وحالياً لازال ساكن في عدن عمره الآن تجاوز الثمانين عاماً.. هذه حكايته باختصار. وخلاصة القول في موضوع تفاصيل مقتل الرائد نعمان والذين كانوا في سيارته- نوع حبة وربع ياباني طربال- الذي اوردها اثنين أشخاص من منفذي العملية طلبوا عدم ذكر اسمائهم أو التي شرحها الاستاذ محسن سفيان وهو الناجي الوحيد من ركاب السيارة كانت شبه متطابقة باستثناء نقطتين النقطة الاولى وهي المتعلقة بتوجيه السلاح الى صدر محسن سفيان والنقطة الثانية المتعلقة بموضوع إجراء الإسعافات الأولية لإنقاذه.. أتصلت بفلان الذي طلب مجدداً عدم ذكر اسمه يوم السبت 21/12/2019م وهذا الشخص السبعيني أنا اعرفه جيداً كان أخوه الأصغر زميلي في مدرسة النجمة الحمراء خلال الفترة من عام 1972م الى اوائل 1977م قلت له: أريد أتأكد أكثر مما قمت به أنت وزميلك بعد مقتل الرائد نعمان قال: قد شرحت لك الموضوع من سابق قلت اشرحه مرة اخرى قال: «بعد تنفيذ العملية أنسحب الرفاق بسرعة وانا وفلان قدمنا الى جانب السيارة للتأكد من مقتل الرائد نعمان.. كان يهمنا مقتله فقط والبقية مش مهم وتشاحرت الى الحركشة « معناها نظر الى الحركة واحد «يتسخلل» معناها يتسلل ويمشي بحذر وخفية – والدم يسحل معناها- يسيل- من وجهه ويداته ظنيته عسكري ووجهت البندق الى صدره لكن فلان منعني وقال: ما فيش داعي قده منتهي!! بعد ذلك ربطنا جروحه لتوقيف نزيف دمه وأنسحبنا من المكان.. قلت له محسن سفيان قال أنكم لم تسعفوه قال: خاف انه نسي.. رديت يمكن نسيت أنت سكت ولم ينبس بكلمة. ملاحظة: من المؤكد ان الكلام الصحيح هو حديث الاستاذ محسن سفيان وجيه الدين وهو المشهود له بالصدق والامانة والاخلاق الرفيعة ومزايا عديدة يتحلى بها الاستاذ محسن سفيان منها رصانته وعلمه وثقافته.. ونفس الصفات يتحلى بها اخوانه: مطهر والعميد عبدالكريم والاستاذ سفيان وابن عمهم العقيد عبدالملك حسان وهذه الصفات لم تنبت من فراغ فقد جذرها ورسخها والدهم الشهيد سفيان محمد وجيه الدين وعمهم المرحوم حسان محمد وجيه الدين كما ان نفس الصفات النبيلة متجذرة في سجايا ابناء عمومتهم القاضي عبدالله أحمد سفيان والعقيد عبدالقادر محمد سفيان وبدر سفيان وغيرهم ولهذه الاعتبارات فأن كل من يعرفهم من أبناء منطقتي عمار والعود وغيرها من المناطق يحتر مهم ويقدرهم لكل تلك السجايا الحميدة التي يتحلوا بها- حقاً أنهم يستحقون الاحترام والتقدير عودة الى الموضوع: سألت الأستاذ محسن: بعد الذي حصل ماذا عملت؟ وكيف تم اسعافك؟ والى اين؟ أجاب بعدها كنت بحالة صعبة بحروق وجراح من جراء قذيفة البارزوكة حاولت السير الى البيت ومشيت بحدود اربعين أو خمسين متر فقط ثم خارت قواي وسقطت على الارض.. وبعد فتره قصيرة حضر أخواني وبعض أهل القرية واسعفوني للعلاج الى المستشفى العسكري في مدينة تعز وهناك استكملت علاجي.. لكن كما اسلفت فأن جزيئات صعيرة من شظايا القذيفه لازالت في جسدي حتى اليوم. ملاحظات: لو اهتمت الدولة حينذاك بعلاج محسن سفيان في الخارج لن تبقى جزيئات الشظايا بداخل جسده الى اليوم.. لكن الدولة كعادتها لا تهتم بأحد حتى بالاشخاص المحسوبين عليها.. لم تجري أي صحيفة أو أي وسيلة إعلامية مقابلة مع محسن سفيان لمعرفة تفاصيل أشهر اغتيال في المناطق الوسطى في أواسط سبعينيات القرن الماضي استهدف أحد كبار ضباط سلطة الدولة حينذاك. من المفارقات العجيبة ان الحديث هو الموضوع المذكور جاء بعد أكثر من 44 عاماً من حدوثه أجراه العبد لله أحد المنتمين الى المنظمة التي تعتبر السبب الرئيسي لإصابة محسن سفيان واستشهاد والده + إبن عمه. حديث محسن هو الصحيح كما اسلفت أما غيره فقد اظهروا نصف الحقيقة فقط.. عودة الى الموضوع: بعد استكمال حديث الاخ محسن سفيان حول الموضوع الأساس المتعلق بتفاصيل اغيتال الرائد نعمان واستشهاد والده بادر مشكوراً الى الحديث عن الحرب العبثية في المناطق الوسطى ومسائل اخرى موضوعيه قد أشرت ايها في حلقات سابقة من هذا البحث وستكون اضافة نوعية للكتاب القادم.. كما تحدث عن الاعمال البشعة التي مارسها المقد أحمد محسن بعد مقتل الرائد صالح والتي ادت الى إزهاق ارواح عشرات المواطنين الابرياء في دمت- مافيش داعي لتكرارها خاصة وقد ذكرتها في الحلقة «29» من هذا البحث وتحديداً العدد رقم 2079 بتاريخ 18/9/2019م أكتفي بهذا القدر من حديث الاستاذ محسن سفيان الذي كان يوحى بحزن دفين وفقد كبير تكبده لاستشهاد والده امام عينيه لكن عزاه وعزائنا ان الولد سفيان محمد وجيه الدين حاضراً بمبادئه النبيلة التي كان ولازالت وستظل موغلة في النفوس.. صحيح ان استشهاده كان بمثابة صاعقة مباغته لأسرته ولكل من يعرفه بشكل عام ومحسن بشكل خاص لكن محن سفيان قد تغلب مع مرور السنين على فداحة الخسارة والانكسار الذي عاشه وأنطلق الى ميدان العلم والمعرفة الذي كان والده يحثه على الانتهال منه وبعون من الله وبجهوده نال محسن سفيان الشهادات العليا أعلاها الماجستير عام 2013م وحالياً يحضر لشهادة الدكتوراه تخصص ادارة وتخطيط تربوي. وسيرته الذاتية والتعليمية جديرة بالقراءة وتستحق التقدير السيرة الذاتية - الاسم الكامل: محسن سفيان محمد صالح محسن وجيه الدين. - تاريخ ومحل الميلاد: 6يناير من عام 1967م- قرية بيت مهدي- عزلة رخمة- مديرية دمت- محافظة إب سابقاً- م الضالع حالياً. - تلقى تعليمه من الصف الأول الى الصف الثالث ابتدائي في القرية واستكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة تعز. - التحق في دورة تدريبية في مجال التدريس وأدى خدمة التدريس لمدة سنة في م/تعز عام 1988م، عُين للعمل في جامعة صنعاء عام 1989م. - نال شهادة البكالوريوس في الاقتصاد- جامعة صنعاء عام 1996م. - رئيس قسم المبيعات- الإدارة العامة للمكتبات- جامعة صنعاء 1997م. - مدير إدارة الكتاب الجامعي- جامعة صنعاء 2000م. - تم تكريمه ضمن الموظفين المبرزين في عيد العمال العالمي عام 2003م. - رئيس لجنة الكتاب الجامعي- جامعة صنعاء عام 2004م. - شهادة تقديرية للأداء المتميز في عام تطوير وتحديث المكتبات الجامعية- جامعة صنعاء عام 2004م. - دورة تدريبية في نظم المكتبات الجامعية عام 2004م. - دورة تدريبية في أساسيات الحاسوب عام 2004م. - نيل دبلوم عام- كلية التربية- جامعة صنعاء 2004م. - مدير إدارة المكتبات الجامعية الفرعية عام 2007م. - دورتي لغة انجليزية- مركز تعليم اللغات- جامعة صنعاء خلال عامي 2008/2009م على التوالي. - للأستاذ محسن سفيان مشاركات فاعلة في تدريب طلبة قسم المكتبات في جامعة صنعاء.. وله أيضاً مشاركات فاعلة في معارض الكتاب الدولية التي نظمت في اليمن والإعداد لهذه المشاركات ضمن اللجنة الممثلة لجامعة صنعاء في فترات مختلفة، كما أعد العديد من الدراسات عن أو حول عدة موضوعات. - تم تعيينه مديراً لتحرير نشر «رسالة المكتبات» جامعة صنعاء وذلك عام 2010م. - نال الأستاذ محسن سفيان شهادة الماجستير في التربية تخصص إدارة وتخطيط تربوي كلية التربية جامعة صنعاء وذلك عام 2013م. - متزوج ولديه ولد وثلاث بنات. - حالياً يتبوأ منصب رئيس التحرير- نشرة رسالة المكتبات- جامعة صنعاء منذ عام 2016م.. ويحضر حالياً لشهادة الدكتوراه تخصص إدارة وتخطيط تربوي. اكتفي بالسطور أعلاه لقصة طفل نجا من الموت بلطف الله جل جلاله ثم اعترك الحياة بحلوها ومرها وحفر بأظافره في السخر في سبيل نيل وبجدارة واستحقاق شهادات مرتفعة في مضمار العلم والمعرفة لخدمة وطنه والذي خدمه ومازال يخدمه بإخلاص راسخ وتصميم لافت. أنها حقاً سيرة عطرة تستحق التقدير والاحترام. الحلقة القادمة يوم الثلاثاء بعد القادم حول أعمال التنكيل بالمواطنين في مديرية دمت بعد مصرع الرائد نعمان صالح يف على يد المقدم احمد محسن من ضباط قوات المظلات وأعوانه. الهوامش: مطهر سفيان محمد وجيه الدين: أحد وجاهات عزلة عزلة رخمة- مخلاف عمار- مديرية دمت محافظة الضالع. العميد عبدالكريم سفيان محمد وجيه الدين: أحد كوادر الأمن المركزي القياديين يتميز بالكفاءة والنزاهة وهو أحد الضباط المميزين في وحدته.. الأستاذ سفيان بن سفيان محمد وجيه الدين: خطيب جامع قرية معزوب الحذذ يتميز بالفقاهة وسعة الإطلاع والاستيعاب الغزير لعلوم الدين، ويمتلك قدرة خطابية مرتفعة وخبرة طويلة في الوعظ والإرشاد، والى جانب ذلك فهو أحد كوادر هيئة التدريس تخصص تربية إسلامية في مدرسة جابر بن حيان لقرى الحذذ وبيت طويل وبيت مهدي من عزلة رخمة- مخلاف عمار- مديرية دمت- محافظة الضالع. العقيد عبدالملك حسان محمد وجيه الدين: أحد الكوادر ذات الخبرة في قوات الشرطة العسكرية ويتميز بالقدرة القيادية والكفاءة والنزاهة.. كما يتميز بموهبة الكاريزمية اللافتة وأسلوبه الراقي في تعامله مع الآخرين.. القاضي عبدالله احمد سفيان: أحد كوادر رجال القضاء يتميز بالكفاءة والنزاهة والإخلاص في العمل. العقيد عبدالقادر محمد سفيان: من كوادر دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة في مجال الصحافة الورقية والصحافة الالكترونية يتبوأ بجدارة واستحقاق منصب نائب رئيس تحرير “سبتمبرنت”. خريج الاتحاد السوفيتي في أوائل تسعينيات القرن الماضي. العقيد عبدالقادر سفيان من الضباط المميزين في دائرة التوجيه المعنوي بالكفاءة والخبرة والنزاهة والإخلاص في عمله.. كما يتميز بسلوكه العالي وأخلاقه المرتفع في تعامله مع رؤوساءه ومرؤوسيه. بدر سفيان: من العاملين المهرة في كمبيوتر صحيفة “26سبتمبر” يتميز بالرصانة والإخلاص العالية وإنكار الذات والإخلاص في العمل.