حينما كان العدوان يدعي زوراً انه أصبح على ابواب صنعاء، لم يكن يدرك انه بذلك كان يستعجل نهاية امانيه، اما نحن فكنا ندرك ان هزيمةً كبرى بانتظاره، وان تحرير "نهم" سيغير مجرى الحرب كلها، ومنذ عامين أصبحنا على يقين ان العد التنازلي لقرب المعركة الفاصلة قد بدأ، وأن قرار الحسم في كل من "نهم" والساحل الغربي قد اتخذوا بدء التنفيذ. وقد يسأل سائل: كيف ذلك ؟! و"نهم" كانت في هدوء ناهيك عن أن العدوان قد رمى بكل قواته وقدراته الى شعابها ووديانها على جبالها الشاهقة؟! وأما الساحل الغربي ففي عهدة اتفاق "ستوكهولم"؟! نقول نعم: وتلك مرحلة من مراحل الحسم، ذلك ان تحقيق ذلك الحسم في كلتا الجبهتين يتطلب حرمان العدوان من الوسيلة المثلى التي يمتلكها، وبها تمكن من السيطرة عليها، الا وهي "الطيران" الذي كان دوماً ينفذ به سياسة "الارض المحروقة" ناهيك عن ان مرتزقته- كما اثبتت الحرب- لا يقدرون على القتال دون طيران يمسح لهم الطريق، ويظل يحمي مواقعهم على مدار الساعة، فهم بدونه لا يجرؤون على الهجوم، ولا يقدرون على الدفاع، وهذا مكمن الضعف لديهم والذي ادركته قيادتنا العسكرية منذ بداية العدوان، لذا كان لا بد من حرمان العدوان ومرتزقته من هذا السلاح الفتاك، وهو ما حدث ولله الحمد، وذلك من خلال: تطوير منظومات الدفاع الجوي المختلفة، والتي نجحت في افشال استفادة العدوان من الطيران المسير بأنواعه القتالي والتجسسي بصورة شبه كاملة من جهة، والتصدي ومنع الطيران الحربي بكافة اشكاله من استباحة سمائنا واحراق ارضنا، كما كان يفعل، بغض النظر عن عدم اسقاط اي منها فليس هناك فرق بين ان تفشلها عن تنفيذ مهامها بالإسقاط او بإجبارها على الهرب او الاضطرار للارتفاع الى مستوى تفقد معه دقة الاصابة. دخول منظومتي الصواريخ والطيران المسير ميدان "الردع الاستراتيجي" حيث تم استخدامها كسلاح فتاك في ساحة المعركة، وكسلاح ردعي في عمق العدوان، من حيث تدمير المطارات والقواعد والمنشآت الحساسة لإجباره على خفض استخدامه للطيران في المعركة، وتخليه عن الاستخدام المفرط للطيران الذي كان يعتمد عليه، وهو ما حدث. ولذا كان النصر لجيشنا وشعبنا كبيراً وعظيماً، وكانت هزيمة العدو مدويةً ومخزيةً ومذلةً، وهذا لم يكشف "عبقرية القيادة والمقاتلين" فحسب بل لأن "نهم" المعركة الشرقية، وهي بحق تعادل كل الجبهات الاخرى لأنها "عنق الزجاجة" بالنسبة لسيدة العواصم "صنعاء" الابية. على اننا لن نغفل هنا بأن اهم اسباب النصر في "نهم" هو "العقيدة" على المستويين "الإيماني والوطني" لجيشنا ولجاننا الشعبية، فشتان بين مجاهدين باعوا لله ارواحهم، ووهبوا للوطن انفسهم، فتصبح الشهادة لهم "اغلى أمانيهم" شعارهم النصر او النصر" وبين مرتزقة يقاتلون مقابل ما يقبضون، يحبون المال حبهم للحياة، وقد اتضح منذ بداية العدوان ان المعركة بين "مقبل ومدبر" فكيف يكون الامر مع قيادة ومقاتلي حزب لم يحدث ان انتصر في معركة طوال تاريخه بل دأب على خوض الحروب بالآخرين ثم يسرق ثمرة دمائهم. ولعل من البشارات الإلهية التي تجلت في معركة "نهم" انها حدثت بالتوازي مع إعلان ترامب صفقة العار الأبدية التي اشتركت في إعدادها، والتزمت بتنفيذها نفس دول العدوان على بلادنا فإذا بانتصار "نهم" الإلهي يلتقف كل ما صنعه السحرة، ويرد كيدهم في نحورهم معلناً أنه فاتحة عهد جديد في الجهاد الاكبر والمعركة المصيرية "تحرير فلسطين". اما البشارة الاخرى، فقد سمعنا وقرأنا وشاهدنا اعلام مرتزقة العدوان منذ ان فشل هجومهم الغادر في نهم، والرد المعاكس لجيشنا تشغيلهم اسطوانة ان جيشينا شن الهجوم عليهم انتقاماً وثأراً للقائد سليماني، ومن حيث لا يشعرون، فإن إرادة الله قد شاءت بأن يكون كذلك ويكون الثأر لقائد بحجم "سليماني" هو تحقيق هذا النصر المبين الذي زلزل أنظمة وعروش الاستكبار والصهيونية وأدواتهما العميلة "آل سعود وآل نهيان". والله خير الناصرين *عضو مجلس الشورى