اعترف وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس ورئيس هيئة اركان جيشه دان حالوتس أمس الخميس بتكبد الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة في جنوب لبنان، متوعداً بتطهيره من مقاتلي حزب الله. فيما واصل الطيران الإسرائيلي غاراته على الجنوب والبقاع مخلفاً مزيداً من الشهداء، الذي ارتفع عددهم إلى 600 شهيد منذ بداية العدوان. واعترف وزير الحرب الاسرائيلي بتكبد جيشه خسائر فادحة. ووافق مجلس الأمن الإسرائيلي المصغر على استدعاء جنود احتياط، إضافة لتكثيف القصف الجوي. واعلن بيرتس في مؤتمر صحافي مشترك مع حالوتس ان اسرائيل تعتزم استدعاء المزيد من قوات الاحتياط للمشاركة في العملية العسكرية البرية على لبنان. وتوعد بيرتس باستمرار القتال من دون توقف حتى القضاء على البنية التحتية لحزب الله وتوقف اطلاق الصواريخ على المستوطنات الشمالية واستعادة الجنديين الاسرائيليين الاسيرين لدى الحزب. وقال "لن نسمح باطلاق الصواريخ على اراضينا وسنعمل كل ما بوسعنا لاستعادة الجنديين كما لن نسمح باستمرار وجود حزب الله على الحدود ولن يعود كما كان "على حد تعبيره. وهدد بضرب ما اسماه "المنظمات الارهابية" في كل مكان ولكنه جدد تأكيده على انه "ليس لدى اسرائيل نية لضرب سوريا او الشعبين الفلسطيني واللبناني وان "الجهات المتطرفة" تستخدم الفلسطينيين واللبنانيين لتمرير الاجندة الايرانية في المنطقة" على حد تعبيره. وأشار أن لبنان هو من يدفع الثمن ، وبالامكان تحقيق السلام بالمنطقة لكن بدون السماح للجهات الارهابية أن تستمر"على حد تعبيره. واقر ان الجيش الاسرائيلي تكبد خسائر فادحة، زاعماً أن الجيش تمكن من ضرب قوة الحزب. وقال حالوتس إن حزب الله مني أيضا بخسائر فادحة على المستوى الإستراتيجي مشيرا إلى إصابة "المئات" من مقاتلي الحزب، على حد زعمه. وحسبما أعلنت إسرائيل فقد قتل تسعة جنود إسرائيليين وأصيب العشرات أمس في المعارك التي دارت رحاها بين حزب الله والجيش الاسرائيلي حول بلدة بنت جبيل بجنوبي لبنان. فيما أكد وزير الصحة اللبناني إن عدد اللبنانيين الذين قتلوا جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ ستة عشر يوما بلغ 600 قتيل ، وجرح المئات. يأتي ذلك بينما وافق مجلس الأمن المصغر في إسرائيل بالإجماع على تكثيف الضربات الجوية بدلا من توسيع نطاق الهجوم البري ضد مواقع مقاتلي حزب الله. كما وافق المجلس بالإجماع على استنفار ثلاث فرق احتياط بناء على توصية قيادة أركان الجيش الإسرائيلي لدعم "مواجهة حزب الله على جبهة لبنان". ويتوقع أن تشمل الخطة الإسرائيلية احتلال قرى، بل ومسح بعضها من الخارطة تماما، كما دعا إليه قادة عسكريون إسرائيليون بدعوى إيوائها مقاتلي حزب الله. جاء ذلك بينما تواصلت المواجهات العنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله في مثلث مارون الراس - عيترون - بنت جبيل. وأكدت إسرائيل أنها فقدت في معارك بنت جبيل 9 عسكريين إضافة إلى عدد من الجرحى، وشبه جنود جرحى المعارك بجحيم على الأرض، وأقروا بأن مقاتلي حزب الله أظهروا قدرة قتالية كبيرة، في حين ذكرت المقاومة اللبنانية أنها قتلت 13 جنديا إسرائيليا في بنت جبيل. وقد تواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان بقصف مكثف لجنوب لبنان ومنطقة البقاع، موقعا ما لا يقل عن 11 شهيداً. وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة على ثكنة للجيش اللبناني ومحطة نقل للبث الاذاعي. وقال شهود عيان إنهم سمعوا صوت انفجارات ضخمة في ثكنة الجيش الواقعة في عمشيت شمال العاصمة اللبنانية بيروت. كما استهدفت غارتان قرية جباع عاصمة إقليم التفاح، مستهدفة مساكن، وطرقات وجسورا، إضافة إلى قرى محيطة بالنبطية وبلدات بالقطاع الشرقي. وقتلت امرأتان وجرح عشرة أشخاص بغارات على وسط مدينة صور وقرية رب الواقعة إلى شرقها، فيما تتعرض قرى إلى جنوبها لقصف البوارج الإسرائيلية. واستشهد لبناني وأصيب آخر عندما استهدف القصف شاحنة صغيرة تقل خضارا على طريق رياق بالبقاع. كما أغارت طائرات حربية الليلة الماضية على مناطق قرب الحدود مع سوريا، وحلقت بكثافة على علو متوسط فوق منطقة معبر المصنع، وقصفت منطقة بعلبك. وكان أربعة لبنانيين قد استشهدوا في غارات على شاحنات تقل إمدادات غذائية في البقاع. كما استشهد شرطي في غارة أسفرت عن إصابة اثنين آخرين. وفي الجنوب اللبناني استهدف صاروخ مواطن نيجيري لدى مروره في شوارع بلدة جويا، مما أدى إلى وفاته. وتعرضت أيضا مكاتب حركة أمل لغارتين في قرية سلعا في جنوب صور. كما ذكر أهالي الناقورة أن قوات الطوارئ الدولية تطالب الأهالي بالجلاء عن مقرها، وتهددهم بالكلاب. فيما واصل حزب الله اطلاق صواريخ الكاتيوشا على بلدات العدو الاسرائيلي في صفد وروشبينا وشلوم على الحدود، واصاب إحداها مصنعا كيميائيا قرب كريات شمونة. ولم ترد أنباء عن وقوع اصابات. وتجددت الاتهامات باستعمال إسرائيل أسلحة محظورة لكن هذه المرة من منظمة هيومن رايتس ووتش. وقال مدير الطوارئ في المنظمة بيتر بوكاريت "إننا متيقنون بأن إسرائيل تستعمل قنابل عنقودية في حربها ضد لبنان, وقد صورناها في قرية بليدة, ولدينا شهادات تؤكد ذلك بشكل جلي". وأضاف دوكاريت أن المنظمة حذرت إسرائيل من مغبة استعمال هذه القنابل في المناطق المأهولة, مقدما نموذجا على آثارها عندما اصيبت عائلة بكاملها, فقتل الوالد وفقد أحد أفرادها ساقيه, موضحا أن آثارها ستستمر إلى ما بعد الحرب لأن كثيرا منها لم ينفجر بعد. وجاءت الاتهامات باستخدام قنابل عنقودية بعد اتهامات أخرى وجهها الرئيس اللبناني إميل لحود إلى إسرائيل باستعمال قنابل فوسفورية. واستقبلت مستشفيات بجنوب لبنان جثثا متفحمة بشكل قال أطباء محليون -عاصروا سنوات الحرب الأهلية والاحتلال الإسرائيلي- إنهم لم يروا مثلها من قبل. وقال الطبيب البلجيكي اللبناني الأصل بشير شام بأحد المراكز الطبية بصيدا إن جثث بعض القتلى كانت "سوداء مثل الحذاء" ما يدلل على استخدام أسلحة كيمياوية، وكان الشعر والجلد سليمين مما يؤكد أنها لم تحترق كما يقول الجيش الإسرائيلي. محيط