(كتبتُها قبل حوالي عقدين مصورًا معاناة المستأجرين من صغار الموظفين الذين اضطرتهم طبيعة عملهم إلى السكن بالأجرة في المُدن، ولأن وضع أولئك الموظفين يتدهور باستمرار، حتى لقد أقدم بعضهم بسبب ضيق الحال وبسبب عجزهم عن دفع ما يفرضه عليهم الملاَّك من إيجار، فقد ارتأيت نشرها مؤكدًا على استمرار المعاناة ذاتها). أنا المشرَّد- لو تدرين- في وطني لم استقر مُذْ بلغت الحلم في سكنِ إذْ مُنذ عهد الصبا لم أطمئن إلى ما كان من واقع الأحقاد والإحنِ فعشت في غربةٍ كانت- وما برحت- توسِّع الشَّرخ بين الروح والبدنِ ولم أكد أمتطي مهر اليفاعة ح تَّى هالني أنني ذاتٌ بلا وطنِ آوي إلى المنزل المأجور حيث متى ما شاء مُستهلك الإيجار شرَّدني فكان ما كان من وأد الطموح، فإذْ بي يائسٌ، وكأنَّ الحلم لم يكنِ وحيث أني- كآلاف الرجال-أُلا قي كل خطبٍ بلا ضعفٍ ولا وهنِ فقد أضعت ربيع العُمر مُرتحلاً ما بين مُختلف الأرياف والمدنِ وليس لي- غير ذُعري- ما يُؤانسني إلاّ النقوشُ على الأطلال والدِّمنِ وحيث أن رحيلي لم يُعد بسوى ما لم يطقْه فؤادَانا من الحَزَنِ فلم أزلْ دائم الترحال يتبعني ال أبناء في مشهدٍ دومًا يُؤرقني كأننا- لا أراكِ الله ضائقةً - لصاحب الدار مرهونون بالكفنِ من أجل ذلك لا لومٌ ولا حرجٌ إن ضقت بالوضع في سرِّي وفي علني