كل بداية لابد لها من نهاية.. وكل سطوة لا بد لها من كبوة.. بحسب ناموس الكون وسننه الإلهية في هذا الكوكب الأرضي ذي الوقت المعلوم.. ولا يبقى في نهاية المطاف إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام.. العالم اليوم بكل جبروته وقوته الفنية والمادية والتكنولوجية يمور ويموج بأحلام كابوسية مرعبة.. وهواجس مخيفة.. رغم امتلاكه أحدث وسائل التكنولوجية الفائقة الدقة.. والطفرة العلمية الهائلة غير المسبوقة.. مما يتيح للدول الكبرى الدخول في عالم غزو ما وراء الفضاء.. أو الدخول في حروب سرمدية لإخضاع الدول والشعوب النامية.. كما تنبأ به الكثير من خبراء وعلماء وقادة عسكريين أن السلاح الجوي أو السلاح النووي.. هو الذي تستطيع به تلك الدول الكبرى السيطرة على الكرة الأرضية قاطبة.. في حين عجزت كل العجز أن تسيطر على فيروس حقير عاث فتكاً وقتلاً بشعوبها.. ناهيك عن بقية شعوب العالم.. لقد عرى هذا الفيروس "كوفيد 19" عورة تلك الدول.. وأسقط قناعها الزائف بكل جبروتها وقوتها وسطوتها.. وبما تملكه من تكنولوجيا فائقة الدقة.. وأقمار صناعية فائقة الرصد.. ومفاعيل نووية.. وتقانة عالية ومتطورة.. ومراكز أبحاث طبية فائقة الفحص والتحليل.. كيف كلها تلاشت وسقطت في أول اختبار كوني غير مرئي.. مجهول المنشأ والتكوين.. وهز العالم في ثوانٍ معدودة.. وجعله يتخبط ويتلاطم كأمواج البحر الهائج.. وباتت ما تسمى القوى الكبرى حائرة وخائرة أمام هذا المخلوق الضئيل.. إنه مخلوق وكائن من كائنات الله عزوجل.. بل جند من جنوده.. ولكن قوته وجبروته وسطوته أعجزت علماء وجهابذة العالم.. وأيقنوا أن القوة لله جميعاً.. وأصبحت كل قوى العالم بكل ما لديها من إمكانات وقدرات وطاقات.. عاجزة تماماً أن تضع علاجاً ناجعاً لشعوبها التي أعياها وباء "كوفيد 19".. ولنا في القرآن الكريم الدروس والعظات والعبر.. في قوله تبارك وتعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) سورة فصلت: "53".. فالولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت اليوم بالعد التنازلي.. أو ما يسمى "التقدم القهقرى".. لخلق صراعات وتوترات بين الدول والشعوب.. ولسيطرة نفوذها الاحتلالي العسكري في العالم العربي والإسلامي.. وهذا ما تمناه.. ولكن خيب الله آمالها وأهدافها وأنكس راياتها.. هذا كل ما تهدف إليه القوى الكبرى بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها من الشرق والغرب.. حيث أثبتت الوقائع التاريخية والعسكرية أن التفوق الفضائي لا يعطي العدو سيطرة على الأرض مهما كان قوة وتطور السلاح الجوي.. وأن القوة العسكرية الهائلة مهما كانت ليس هي المقياس الحقيقي في إدارة المعارك إذا فقدت العقيدة والهدف.. واليوم الدول الكبرى تدفع الثمن باهظاً مضاعفاً نتيجة أعمالها الإجرامية الشنعاء تجاه دول وشعوب رفضت الوصاية والارتهانات والتبعية لها.. فكان الجزاء من جنس العمل..!!. "ولله في خلقه شؤون"..!!.