لعله تتطاير الى رأسي عدداً من الأفكار المزعجة حول مصير هذه الأمة .... فنحن نعيش أدق وأصعب فترة من فترات التاريخ على الأمة العربية والإسلامية ، ومن ثم كان ذلك سبباً للتفكير في السؤال المطروح منذ البداية وهو كيف يمكن لنا أن نواجه ونحجم ذلك الطاغوت المسمى بأمريكا .....؟!!! نعم أعلم أننا في مجال ووضعية لا تسمح على الإطلاق بالمواجهة فهي حقيقة لا بد أن نعترف بها أولاً أمام الله وأمام المجتمع وأمام أنفسنا . ويجب أن نقر أنه لا يوجد بيننا أولياء أو صالحين إلا من رحِم ربُك وأنه بذلك الإعتراف يجب علينا أن نبدأ بتطهير أنفسنا لأن المواجهة قادمة .. قادمة .. سواء قبلنا بذلك أو رفضناه فنحن سنكون مُجبرون على المواجهة .... !! لأن القادم سوف يكون صراعاً عقائدياً مغلف بسوليفان من الأفكار المعدلة والمتطورة التي يطرحها الغرب علينا إلا أنها في حقيقة الأمر حرباً عقائدية قادمة لهذه الأمة رُغماً عنها ...!! ومن ثم وجب أن نبحث في عناصر قوة وعناصر ضعف من سوف نواجهه وكيفية سُبل المواجهة . - لذا فإن من أقوى الأسباب لقوة أمريكا تتمثل في الآتي : 1- القدرات الأمريكية الإقتصادية الرهيبة ، فالنفوذ الإقتصادي أعطى لها سيطرة غير محدودة توفر لها القدرة للمواجهات لأطول فترة ممكنة . 2- القدرات العسكرية المهولة فلا أحد يستطيع أن يُنكر أن الولاياتالمتحدة تمتلك أكبر تقنية وقدرات عسكرية على المستوى العالمي بل وبلا مبالغة على مدار التاريخ الإنساني أجمع وأنها تعتمد في ذلك على التطور العلمي والتقنية الحديثة ... وهنا لنا ملاحظة تستوقفني وبشدة فإني أرى أن ذلك على قدر ما هو مصدر للقوة إلا أنه مصدر للضعف لا يقل أبداً في ضعفه عن كونه مصدراً للقوة والحق كل الحق لمن يختلف معي في ذلك ودليلي على ذلك أن الحروب دائماً ما تُحسم على الأرض وبالتالي فإن الإهتمام بالفرد المقاتل فكرياً وذهنياً وتدريبياً وعقائدياً وهو الأكثر دوراً ولنا في قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أن في المواجهات والحروب العقيدة هي عنصر الفصل ... فإن تساوت ذنوبنا مع ذنوب أعدائنا فحينها تكون الغلبة للعدة والعتاد ..... ) فالعبرة بالعقيدة وتاريخنا ملئ بما يدلل على ذلك فكم من الحروب خاضها رسول الله وصحابته وأتباعه وهم أقل عدة وعتاد وبالرغم من ذلك كان النصر حليفهم بإذن الله . 3- القدرات المخابراتية اللامحدودة – فالقدرات الأمريكية اللا محدودة في الجوانب المخابراتية . وتوافر المعلومات أحد أهم القوى التي تساعد صانع القرار السياسي على أن يتخذ قراراً سريعاً مدروساً . 4- القدرات التكنولوجية والنووية – تلك القدرات التكنولجية التي ساعدت الولاياتالمتحدة على تطوير برامجها التسليحية وتطويرها بشكل يفوق القدرات الذهنية في سرعته وكذلك إمكانيتها في تطوير برامجها النووية . 5- إعتبار دول أوروبا أو الغرب عموماً أن أمريكا هي مصدر قوة الحضارة الغربية أو بمعنى أدق هي الحارس الحقيقي لتلك الحضارة ، الأمر الذي يحسم في كثير من الأحيان السيطرة لصالح الولاياتالمتحدة . 6- سيطرة اللوبي الصهيوني على وسائل الإعلام والإقتصاد في العالم فهي ما تعطي لأمريكا قوة أخرى لمقدرة اليهود على تحريك الأمور في العالم وبالتالي ظهرت ما يسمى بجماعة الميسودوت ( الصهيونية الصليبية ) التي بدأت تدعو وتتحرك لإضافة شيئاً من الشرعية الدينية للأعمال الأمريكية والإسرائيلية وإقناع أتباعها بأن ذلك مقدر ومرسوم في التوراة ، ومن أبرز أتباعها هم جورج بوش الإبن وتوني بلير وقد ذاع صيت هذه الجماعة في أوائل التسعينات . - وننتقل الآن الى مرحلة أخرى هي أسباب ضعف الكيان الأمريكي : 1- بالقراءة التاريخية الجيدة نعلم أن لكل فترة في فترات التاريخ البشري تسطع شمس قوى وتأفل قوى أخرى وفقاً لمفاهيم ونظم جعلها الله ثوابت حتى تحفظ الوجود البشري على الأرض بتدبير إلهي راقي ومحكم . فإن ما وصلت إليه الولاياتالمتحدة من تطور مهول وغير طبيعي ومن تجبر على العالم فإن وجوب تدخل الله أمراً ضرورياً وإلا قُضى على العالم بأسره من أثر هذه القوة المفرطة ومن هنا يأتي الآن خطر الإسلام كفكر عقائدي يحمل بين طياته دفاعاً عن القيم الأخلاقية التي تحفظ للجنس البشري وجوده كما أن الحضارة الإسلامية بمفهومها الأخلاقي يتناقض كلياً مع الحضارة الغربية اللا أخلاقية ومن هنا ستكون المواجهة التي تفرض علينا . 2- الإنهيار الإجتماعي الزائد والتفكك الأسري الملحوظ في ظل غياب القيم الروحية والإنسانية وغياب الدور الديني داخل الولاياتالمتحدة أدى الى حدوث حالةً من الفوضى الأخلاقية وإنهيار إجتماعي واسع شامل لكل القيم وبكل الصور وهذا مؤشر ودليلٌ على ضعف الحضارة الأمريكية بل الغربية بالكامل لأن الموشرات التاريخية تؤكد أن إرتفاع القيم الأخلاقية أمر وثيق الصلة بحدوث نهضةٍ فكرية وتطور حضاري ، فالحضارة والأخلاق وجهان لعملة واحدة وهي صورة للمجتمع الإنساني السليم ، لأن المجتمعات المدنية منذ نشأتها كان المعيار فيها للقيمة الأخلاقية التي كانت سبباً في تجمع الأفراد ونشأة الحضارات ووضع معايير أخلاقية كانت في أحياناً كثيرة تأخذ القيمةً القانونية في الإلزام والتعامل والتفاعل . 3- إرتفاع معدلات الفساد وأبرزها ظهور فساداً سياسياً ومخابراتياً أدى الى خداع الرأى العام الأمريكي والغربي بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ولديه قدرات نووية تهدد أمن وسلامة العالم وأعترف بذلك كولين باول وغيره من أعضاء الكونجرس الأمريكي . وظهرت جرائم فساد إقتصادي ورشاوي وإبتزاز وغيرها من الجرائم حتى نفاجئ في عام 2005 أن هناك أكثر من شركة كبرى من شركات الطاقة والكمبيوتر وغيرها تتلاعب في بورصة نيويورك وغيرها وبلغ حجم التلاعب والرشوة الى مليارات الدولارات وأن هناك وزراء وأعضاء مؤثرين في الكونجرس والبيت الأبيض قد أتُهموا بقضايا فساد ورشوة وهي أمور شديدة الخطورة في ظل مجتمع يَدعى الديموقراطية والنزاهةِ والشرف وأن ذلك من الجرائم التي أعتبرها شديدة الخطورة لهدم هذه الحضارة . والدليل على ذلك أن المجتمعات الدنيا والمتوسطة والمواطن العادي الأمريكي عندمايُرى ويسمع ذلك فإنه بالضرورة يدفعه الى إرتكاب الكثير والكثير من هذه الجرائم والتي تؤكد أن التسوس والعفن قد بدء فعلاً بالتوغل داخل ذلك الكيان . 4- ومن توابع كل ما سبق ذكره هو الإرتفاع الغير عادي والمهول في معدلات الجريمة داخل المجتمع الأمريكي وجرائم تقترن بكل أنواع الفساد وأن المجتمع الذي تتعاظم فيه الجريمة ويغيب فيه الأمن يفقد عنصراً هاماً من أهم العناصر اللازمة لنشأة المجتمعات وتطور الحضارات . وهو أن يستشعر المواطن دائماً بأنه آمن على نفسه وعلى ماله وعلى ولده ومن ثم تزداد لديه الرغبة في العمل الجاد والهادف ويزداد طموحه في التطوير والتحديث وينمو إبداعه وتزداد قدرات العطاء عنده . أما المجتمعات التي لا يوجد فيها ضابط أو رابط يغيب فيها القانون وتنمو فيه الجريمة فإنه بالتبعية يفقد الرغبة في العمل ويفقد الطموح ويغيب عنه الإيمان بحقيقة مجتمعه ويفقد قدرته في الحفاظ على ما وصل اليه من تطور . 5- الثقافة الأمريكية ... وبنظرة متأنية نجد أن هناك دول في العالم لديها ثقافات خاصة ترغب في الحفاظ عليها كالعالم الإسلامي وتركيا والصين والهند واليابان وعدد محدود من بلاد أفريقيا ومن ثُم فإن الرغبة الأمريكية في فرض ثقافتها على العالم حتماً سوف تأتي بالمواجهة وسوف تسعى هذه البلدان الى فضح هذه الثقافة لأنها ثقافةٌ تحمل في طياتها إما خيالاً مبالغاً فيه لا يقبل حدوثه في حقائق الأمور وبطائنها أو ثقافة تنتصر للجنس والمخدرات والعنف والدماء وهو ما ترفضه النفوس السوية والقيم الأخلاقية المحترمة التي نشأت وتكونت في النفوس الطبيعية السليمة بصرف النظر عن التدين أو العقيدة ، مع العلم بأن العقيدة والتدين هي التي أرست الثقافات المحترمة ولم تتعارض معها بل بالعكس كانت سنداً لثقافات الإنسان القائمة على إحترام الإنسان للإنسان والتي ترفض كل أنواع الفجور والقهر وكشف المساوئ . 6- السذاجة الأمريكية بل أنه الغباء الأمريكي في معالجة أزمة الطاقة والوقود الأمريكية والرغبة الدائمة في السيطرة على منابع النفط في العالم فجعل المواجهات الأمريكية مع دول العالم أشد وأخطر في العراق وأفغانستان وإيران والشيشان وكشمير ودارفور وتواجد غير محدود في منطقة الخليج والسعي نحو السيطرة على بعض البلاد في الغرب الأفريقي ( نيجيريا – غينيا – غانا – كينيا – الكاميرون - .... وغيرها ) فالولاياتالمتحدة والصين أكبر دولتان في العالم تحتاجان الى النفط ، فالصين تسعى بالعقود التجارية والصفقات الجادة مع كل دول العالم للتوقيع على عقود تدوم لأزمنة طويلة ، أما أمريكا تسعى لذلك بالقوة والجبروت والتهديد ... وهو ما يُهدد بحدوث صدام لا محالة فيه بين أمريكا والصين على حدة وبين أمريكا ودول العالم السالف ذكرها حفاظاً على مواردها وقدراتها في ظل مرحلة مقبلة على العالم من حرب على النفط وعداء حول الطاقة المفقودة والمستهلكة فالحرب الآتية هي حرب على النفط وبعدها سوف تأتي حرب المياه لا محالة . 7- ظاهرة الإحتباس الحراري وإرتفاع معدلات الحرارة على كوكب الأرض بسبب التفاعلات الحرارية والتي سوف تؤدي على المدى البعيد لإنصهار القطب الشمالي المتجمد والقطب الجنوبي المتجمد نتيجة لتغير معدلات الحرارة والإختلاف الغير عادي في المناخ فخرجت علينا الولاياتالمتحدة وتؤكد أن لديها مشروع يسمى الدرع ، الذي تسعى لتنفيذه لخفض الإحتباس الحراري قبل عام 2050 ، ليس إلا ستاراً خفياً يأتي خلفه هدف رئيسي غير معلن وهو تطوير سلاح أيكولوجي وهذا ما أكده د/ منير الحسيني أستاذ المكافحة البيولوجية وحماية البيئة بكلية الزراعة – جامعة القاهرة .... وأكد أيضاً أن معهد مكافحة الأمراض في ميريلاند أن ضحايا تجريب هذا المشروع في الفترة من 1995 وحتى 2000 داخل أمريكا وصل من بين 60 الى 80 مليون نسمة سنوياً أصيبوا بأمراض غريبة .... وصاحب ذلك حدوث جفاف وزيادة في معدلات الوفاه وقد رفضت أمريكا التوقيع على أية إتفاقيات دولية لحماية أو حفظ المجال الجوي الدولي ، ولعل خطورة هذه الظاهرة سوف تؤثر على العالم ككل إلا أن الولاياتالمتحدة سوف تصبح أكثر تضرراً ، بل أنه من المتوقع أن إرتفاع منسوب المياه على كوكب الأرض سوف يؤدي الى عودة العالم الى بلدان العالم القديم فقط بعد تآكل أجزاء ضخمة على كوكب الأرض وتعود كيفما ظهر أفريقيا ، آسيا وأوروبا ومحاولة علاجه بتجفيف الغلاف الجوي أمر لا يقل في خطورته فهو ما يضيع العالم بين المطرقة والسندان . 8- التواجد العسكري الأمريكي بقدرات وأعداد كبيرة وبأسلحة متقدمة وبتكنولوجيا فائقة كل ذلك تبلغ تكلفته الإقتصادية بليونات الدولارات حتى يبدو أن تكلفة حرب العراق في العام الخامس عام 2008 بلغت ثلاثة تليريون دولار في هذا العام فقط . وكل ذلك يُسبب عجزاً في الموازنة وميزان المدفوعات ومن ثم فإن الإجراء الطبيعي الذي تفرضه الظروف على أي حكومة أمريكية في المستقبل هو زيادة الضرائب ورفع الرسوم ومن ثم سوف تزداد الأزمة الإقتصادية التي يعانيها المواطن الأمريكي . كل هذا في سرد موجز وقصير إلا أن هذه المواجهة قادمة لا محالة وأن مصر سوف تتحمل الشق الأكبر والأخطر في الدفاع عن هذه الأمة ( الأمة الإسلامية ) فتلك هي الأمانة التي حملها لها الله والتاريخ ومن ثم لابد على مصر أن تقوم بالآتي إستعداداً لهذه المواجهة : 1- أن نتصالح مع الله ومع المجتمع ومع النفس . 2- أن تعود الثقة والشفافية والمصداقية بين المواطن المصري وقيادته . 3- وجود قيادة وطنية حقيقية ليس لها أية مصالح شخصية وتحترم إرادة هذا الشعب . 4- إعادة تشكيل هيكلة المجتمع المصري من الداخل وإذابة الفوارق الطبقية .
5- الدعوة الى الله في أمريكا والغرب وأن يكون ذلك من خلال عمل المسلم وصدقه أمام الآخرين وإبتكار أساليب جديدة للدعوة . 6- تغيير كل الأنظمة السياسية الإستبدادية القائمة في العالم العربي والإسلامي . 7- التنمية العاجلة في كل قطاعات الدولة 8- اعادة توزيع الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية 9- رفع القدرات القتالية للجيوش العربية واعادة تكوين المفكك منهاوالدخول الي مجال صناعة السلاح 0