لقد نشر هذا المقال بتاريخ 24 يونيو 2011 باسم - تحديات ثورة 25 يناير مع العولمة ونظرا لعدم حدوث تغيير حقيقي ملموس في الواقع السياسي الان اري اهمية قصوي لا عادة نشر المقال مرة اخري لعل احد يعتبر ولا حذر من الإطارات تحاك بنا ولأنها نفس التحديات والاخطار منذ عقود الستينات اثناء الحرب الباردة وتطورها والعالم لا يعرف سوى قوتان رئيسيتان ظهرا وفرضا انفسهم على العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهما الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي وهذا هو مد طبيعي لموازين القوى الدولية التي عرفها التاريخ وهو دائماً وابدا ما توجد قوتين في العالم بدءا من الفرس والروم وانتهائها بأمريكا والاتحاد السوفيتي وهنا تبدأ الملاحظة ان الولاياتالمتحدة ادركت ان قدرة الاتحاد السوفيتي العسكرية اكثر من هائلة بل ان تقنيه السلاح الروسي افضل من الأمريكي لذا عملت جاهدة على حل الاتحاد السوفيتي وتدميره من الداخل عن طريق : اولا : زرع جواسيس في كل بقاعه تكون دورها الاول اختيار اسوء الناس واقلهم خبرة لمناصب قيادية وادارية شديدة الاهمية ثانيا : دعم فكرة ونموذج الحياة الامريكية على حساب القضاء على الثقافة الشيوعية وتغير استراتيجية الحياة الاقتصادية والاجتماعية بما تحمله من افكار وثوابت لماركس ولينين .
وبالفعل في بداية التسعينات انهار الاتحاد السوفيتي اقتصادياً وظهر الجوع والفقر وتأكدت ان فكرة الاشتراكية بعنصريها الاقتصادي والاجتماعي لا تصلح نموذجاً وبالتالي عدم القدرة على الحفظ على الثقافة الاشتراكية والنتيجة تفكيك الاتحاد السوفيتي الى عدة دول منفردة على حدا وضعفت قوته العسكرية وورثه روسيا جزءاً منها .. ومن هذا اعتبر العالم وتبلورت مفاهيم العملاق الوحيد وظهرت مصطلح ( احاديه القطبية – العولمة ) والقوى الاعظم في العمال .
وبالتالي فقد العالم ما يعرف بفكرة التوازن الدولي وفى حقيقة الامر انا لا ارى ان احاديه القطبية – والعملاق الوحيد – والعولمة فيما دعي اليها البعض نتاج مجتمع لمواطن أمريكي او سيطرة امريكية حقيقيه ولكنها في حقيقة الامر هي سيطرة لليهود وللوبي الخاص بهم على الحياة السياسية والاقتصادية والاعلامية الامريكية وبالتالي استغل اليهود قدرات الولاياتالمتحدة لتطويع العالم وارضاخه وهو ما وعد به القرآن الكريم بالعلو الثاني ببنو اسرائيل وهى مرحلة تسعى اليها اسرائيل من خلال وضع اسم امريكا في المقدمة للقضاء على عدوها الاوحد منذ بعثه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهم الاسلام .
وفى نهاية التسعينات كان لابد من تواجد عدو جديد ( وهى قضية قومية ) للمجتمع الأمريكي وقضية نفسيه اختلقها اليهود للأمريكان وللغرب بان المد الاخضر ( الاسلام ) هو اشد خطراً وفتكا عليهم من الشيوعية .
وهنا بدء الاحساس يتنامى بكراهية الاسلام ويكبر في ظل استبداد الانظمة العربية وجهل الحكام العربي والمسلمين بما يحاك لامتهم من ناحية ومن ناحية اخرى انها انظمه عميله وصلت للحكم وبقيت فيه سنوات لأنها حافظت على علاقاتها بأمريكا وبإسرائيل اسى انهم حكام رضا عنهم اليهود وارضعتهم الصهيونية فن تدمير الشعوب والنفوس العربية ويتم ذلك من خلال الاتي :
اولا : القضاء على فكرة الديمقراطية في المجتمعات العربية و الاسلامية ورفض ان تقام دولة على اساس ديمقراطي حقيقي تتوافر به اليات جادة للديمقراطية .
ثانيا : القضاء على فكرة توحيد الامه الاسلامية او العربية ثالثا : تدمير العقيدة لدى المسلم والمسلمة وجعلها عقيدة هشة لان عقيدة المسلم هي اشد الاسلحة واخترها بمواجهه مد العولمة وسيطرة اليهود على العالم .
رابعا : الاخذ من النموذج الأمريكي والغربي فكرة الاستهلاك الدائم والمستمر والا مبرر حتى تظل هذه الامه تحت رحمه الغرب وتترك القيم الحقيقية والعلمية للحضارة العربية بان تأخذ التافه ونترك الشيء القيم الذى يمكن ان يساعد على النمو والتحرر وبخاصه ان العقلية العربية والمصرية تحديداً تستطيع ان تطور وتعدل ان تبحث لها عن فرصه حقيقية في اثبات الذات .
ولا يستطيع احد ان ينكر ان الاسلام في الاصل هو سبب تطور الحضارة الغربية والأمثلة منها على ذلك : الخوارزمي – ابن سينا – الطبراني – وابن خرابه وابن رسته والمسعودي حول استدارة الارض في القرن الثاني عشر الميلادي . وكتاب ( نزهه المشتاق في اختراق الافاق ) للشريف الإدريسي وهو دراسة في القرن الثاني عشر عن منابع النيل العليا .
( وابن ماجه او ابن ماجد ) في جغرافية المحيط الذى ساعد فاسكو دي جاما على اكتشاف الأمريكيين وكذلك اكتشاف البوصلة والبارود والطباعة وقد حول الغرب هذا العلم واستغله لتطوير قدراته العسكرية والاقتصادية من القرن السادس عشر الميلادي لتأتى الثورة الصناعية في القرن السابع عشر الميلادي ويتوقف دور العرب والمسلمين مؤقتاً بسبب الاحتلال العسكري لا راضيهم وتقسيم هذا العالم وتوليه حكام عملاء وجهلاء خامسا : قتل فكرة الجهاد وروح المقاومة لتعجيز الامه وفقد ارقى واعظم ما فيها وهو سبب عزتها وكرامتها .
هذا هو منهج اليهود واعداء الاسلام منذ قرون عده يخططون له لذا فان ظهور العولمة وظهور الولاياتالمتحدة قطباً احادياً بفكر إسرائيلي وصهيوني سوف يؤدى الى دمار العالم لان الصدام قادم لا محاله والمواجهة اتيه لا مفر منها لان الامر لو استمر على هذه الحالة لقضى على الاسلام نهائياً ولأنتهي من الارض واعتقد بأيمان ان هذا الدين قد خلقه الله للاستمرارية .
وان الارض يرثها عبادي الصالحون – وهذا ما اخذه الله وعداً على نفسه وبعجز القادة الحاليين والمخلوعين المعزولين عن حماية دينهم بتخليهم عن فكرة الجهاد فسوف يزدادون ذللاً وهواناً يستوجب ان يستبدلهم الله بقوم اكثر ايماناً واعظم بأساً .
واليهود يعلمون ويدركون ذلك جيداً لذا يدعون الى حوار وهمى عن الاديان لتغطيه افعالهم واعمالهم فيكل بقاع الارض من سواد في السودان وافغانستان والعراق وفلسطين والشيشان وكشمير والصومال ... بل لا ابالغ انهم قد عبثوا بكل البلاد العربية على الاطلاق .
وفى نفس ذات الوقت ظهرت كتابات اكدت هذا ونمته فيما عرف ( بصراع الحضارات لهنتجتون - ونهاية العالم لفوكوياما ) وان المخططات قد وضعت جمعيها على ان العالم اصبح قرية واحدة وتعميم العولمة واخذ النموذج الغربي منهجاً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والغاء الحضارات المكتسبة طوال التاريخ وتشكيك اصحابها فيها وجعل الحضارة الغربية هي الافضل والتصور الامثل للعالم ومع ذلك فان بعض الجهلاء في الأنظمة العربية وبعض المثقفين قصار النظر وبعض الكتاب الماجورين لدعم هذه الافكار والرؤى ينادون بذلك ومردديه متناسين عمدا او عن جهل ان الحضارة دائماً لها شقان : الاول- الجانب المادي للحضارة والثاني- الجانب الروحي للحضارة وبهدان المفهومان يمكن ان نقدر قيمة ما تصنعه الحضارة من خلال تناسق هذان الشقان .
وقد صارت العولمة في عدة مخططات للسيطرة على العالم ثقافياً واقتصادياً وسياسياً وان لزم الامر عسكرياً ويتم ذلك من خلال الآتي : المخطط الاول- اخراج العالم من العقيدة :
وهو إخراج المسلم بل العالم من عقيدته وان يصبح التفكير في الله امراً ثانوياً بل امراً لا يخطر في بال احد لان الثوابت والنتائج اتت عن طريقة القدرة العقلية والمنطقية وان الموضوع كله كيمياء وتفاعلات ومن ثم تصبح السيطرة على هذه العقول والشعوب امراً سهلاً ويسيراً لأنها افقدتهم اهم عناصر قوتها وهو الايمان بالله .
المخطط الثاني - وهو الغزو الثقافي : هو بث العديد من القنوات الفضائية لتبث غزواً غريباً ثقافياً وسلوكياً واسلوباً اعلانياً استهلاكياً واستخدام لغات غريبة عن اللغة العربية والنظر للغات الاخرى على انها شيء من التحضر والسمو والنظر للعربية بمقدار من الدونية كل هذا سوف يدمر اللغة العربية ويغيب الهوية ويقتل الانتماء بل يفرغ الانسان من ثقافته وقيمه الثابتة .
المخطط الثالث - توحيد الاقتصاد والتجارة : وهذا المخطط مدبر بعنايه شديدة حيث توحيد الاقتصاد والتجارة على حساب ان الشرق عموماً وافريقيا خاصه هي السوق الذى يجب ان يستمر للابد مستهلاك كبير وان يمولوا من خلال صندوق النقد الدولي بقروض وديون تُنهب من حكامهم واتباعهم من رجال اعمال ليسوا شرفاء وتعجز الشعوب عن سدادها وبالتالي تستعمر اقتصادياً وتكون منظمه التجارة العالمية والتي يتحكم بها اليهود هي اليد الاولى في هذه الدول وتأتى اتفاقيات الجات وفتح الحدود بين دول تأخذ دائماً لتملأ بطونها وبين دول تملك مالاً تقوى به من ترساناتها العسكرية للقمع والضرب والاذلال انها السياسة الاستعمارية الدائمة ( العصا والجزرة ) ثم تأتى شركات متعددة الجنسيات لتحكم العالم وتسيطر عليه في اطار من مشروع لامتصاص دماء هذه الشعوب وللسيطرة الحقيقة على العالم .
المخطط الرابع - تدمير البيئة العربية : وهو تدمير البيئة العربية لتصبح جرداء فالعرب فشلوا صناعياً بفعل فاعل ومن ثم وجب تدمير التربة الزراعية وافساد الهواء وتلويث المياه ليحيى المواطن العربي في مناخ يساعده على الجهل والتخلف والفقر والمرض وذلك عن طريق الاسمدة المسرطنة وظهور الامراض المختلفة الناتجة عن المياه الملوثة نشر ما كان يعرف باسم الدرع الصاروخية الامريكية والتي تنشر انواعاً كيميائية غريبة قادرة على تدمير الهواء والماء والتربة ... المخطط الخامس - السيطرة على المياه :
لا احد يختلف ان المياه في حالة نقصان دائم ومستمر من على كوكب الارض وهو نتاج طبيعي لما يحدث من تطور هائل وتكنولوجيا مجنونه افسدت كثيراً من نواحي الحياة وان الكثير من خبراء الاقتصاد والمياه ومنهم د / ضياء الدين القوصي نائب رئيس المركز القومي – المياه في عام 1999 يؤكد ان القادم هي حروب للمياه ومن ثم ظهرت فكرة بنوك المياه وهى من اخطر الافكار المطروحة لان ذلك سيمكن الدول التي تمتلك قدرات مالية واقتصادية من الحصول على المياه وتنعم بها والضعفاء والفقراء لهم الموت ولا احترام لحياة او ادمية ومن ثم تكون دولاً تستهلك كل شيء تحتاجه ويأتي دور استهلاك المياه واستيراد المياه فنحن نبيع الغاز لإسرائيل ونستورد نحن منهم المياه فيما بعد وبدأ العالم بالفعل في اتخاذ بعض خطوات التي من شانها تثبيت مفهوم العولمة في مجال المياه اما بشكل مباشر او غير مباشر ومنها الاتفاقية الدولية بشأن الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية ومنها اعادة توزيع وتقسيم حصص المياه للأنهار الكبرى.
المخطط السادس – عولمة القانون : وهنا امر بالغ الخطورة فلا احد ينكر ان الشعوب هي الوحيدة التي لها القدرة على محاسبة حكامها ولكننا بمنطق العولمة وبسياسة الانبطاح تصبح محكمة العدل الدولية قادرة على مساءلة الحكام ومحاسبتهم بالشكل الذى يركع هؤلاء الجبناء اكثر واكثر والدليل ما حدث لصدام حسين وما يحدث من الرغبة في مساءلة البشير جنائياً .
ومن ثم يتضح ان هذا النموذج الغربي الفاشل لا يصلح على الاطلاق للتطبيق داخل المجتمعات العربية وان التسرع نحو ذلك يعنى تدمير العقل العربي والشعوب العربية .
ومن هنا تتضح الخطورة الحقيقة تجاه ثورة 25 يناير وثورة 30يونيو من الأنظمة الغربية واسرائيل حيث انها سوف تكون حجرة عسرة ضد هذه المخططات والتي تسعى للسيطرة على العالم ومن هنا تكون التحديات التي تواجه الثورة المجيدة والوليدة والتي عليها ان تصنع الآتي :
1لابد من دور تصاعدي ومتنامي للحكومات والدول الاسلامية والعربية بعد تحرره من انظمتها الاستبدادية بأجراء تحولات منهجيه وعلميه في سياساتها نحو الغرب وتجاه اسرائيل .
2انشاء دول ديمقراطية بالمنطقة العربية والاسلامية تستند الى قاعدة من المشاركة الشعبية ولديها القدرة على مواجهه الضغط الخارجي والتعامل مع اليات العولمة ومنظماتها .
3التعديل بإتمام اتفاقيات السوق العربية المشتركة لتحقيق التكامل فيما بينها او اتفاقيات السوق الاسلامية المشتركة حتى تدور الاموال العربية والاسلامية بين دول عربية واسلامية وتصبح اموال المسلمين والعرب تحت ايديهم فقط بشكل يحقق من التكامل والتعاون في كل ما يحتاجه العالم الإسلامي والعربي بدءاً من السلاح والتكنولوجيا وانتهاء بلقمة العيش وحبه القمح .
4بث الروح الايمانية والعقائدية لأنها المفتاح السحري لدمج العمل الوطني مع الروح القومية والانغماس في الثقافة العربية .
5تنمية وتطوير عمل الاجهزة المعلوماتية بالخارجية والمخابرات لدعم وتوفير معلومات عن البدائل والنظائر التي يمكن اتباعها للمواجهة .
6تحرير الاقتصاد العربي وتحقيق التكامل الاجتماعي والسياسي للأقليات واندماجها داخل المجتمع واعطاء كل ذي حق حقه .
7ان يكون القانون وسلطانه هو السيادة الوحيد على الافراد جميعاً داخل المجتمع وان يتساوى الجميع بغير تحيز او انحياز لاحد وان يكون احترام القانون هو اصل في انشاء الدولة القادمة .
8وضع منظومه اقتصادية تربط بين اقتصاد السوق وبين سيطرة الدولة على المشروعات الكبرى والعملاقة وبين تحقيق العدالة الاجتماعية لكل افراد الوطن بلا استثناء .
9ان يتصالح المجتمع العربي مع ذاته ومع مثقفيه ومفكريه ان يتصالح مع شعبه على ان تعود الروح الوطنية والانتماء من خلال المساواة واعطاء الحقوق لأنها الروح الوحيدة التي تستطيع ان توحد اسى اختلاف .
10عودة الدور العربي والمصري المؤثر في العالم وبخاصه دول العالم الثالث افريقيا وامريكا اللاتينية وشرق اسيا وما كان يعرف بدول واربا الشرقية لأنها دول فقيرة نسبياً بالنسبة لأمريكا والدول الغربية .
11نزع الانقسامات والخلافات العقائدية او المذهبة او الفكرية داخل الامه المصرية .
هذا هو تصوري للخطر الذى يوجهنا وما يجب علينا ان نصنعه حتى يمكن ان تعود مصر والعالم العربي الى سابق عهدة وقوته والله ولى التوفيق واثق ان النصر قادم لا محاله ولكن المسالة تحتاج الى قدر كبير من الصبر والاجتهاد والعمل الجاد والمخلص .