تهل علينا الذكرى الثانية لاستشهاد القائد البطل رئيس الشهداء/ صالح علي الصماد رجل السياسة والتفاهمات ورجل الحرب الذي اقترن ظهوره ورحيله بالتصدي للعدوان السعودي وأدواته. لقد كان للشهيد سلام الله عليه دور فاعل من خلال إدارتة لقدرات وجهد أبناء الشعب اليمني الشرفاء في معركة الدفاع عن اليمن في اصعب الظروف ومواجهة تحالف همجي يحمل الكثير من الحقد والضغينة لبلد الإيمان والحكمة وعلى رأس هذا التحالف يقف العدو الصهيو أمريكي وأذنابه مملكة الشر السعودي ودويلة الإمارات. لقد وضع أبناء الشعب اليمني مشروعهم المتمثل في بناء دولتهم الحديثة القوية العادلة التي سيشارك في بنائها كل أبناء الشعب بكافة أطيافه السياسية والعسكرية بعد أن تم القضاء على احتكار السلطة في أيدي أطراف معينة ظلت تحافظ عليها وتستميت من أجلها وهي قاعدة تم كسرها وعمل الرئيس الشهيد الصماد على وضع أساس للدولة المدنية الحديثة تحت شعار»يدٍ تبني ويدٍ تحمي» وتكون الدولة هي دولة للشعب وليس الشعب شعب الدولة, كما قال الرئيس الشهيد صالح الصماد سلام الله عليه. تأتي الذكرى الثانية لرحيل الشهيد الأستاذ صالح الصماد وقد حقق الشعب اليمني ممثلا في جيشه ولجانه الشعبية الكثير من وعوده وخاصة فيما يتعلق بقدرات أبناء الشعب اليمني التصنيعية من خلال تطوير الصناعات الحربية المعتمدة وفق تقنيات لا تمتلكها دول العدوان. لقد كان الرئيس الشهيد صالح الصماد يتمنى الشهادة منذ نيله المسؤولية كرئيس للمجلس السياسي الأعلى وقائداً أعلى للقوات المسلحة وكان يؤكد في كل مناسبة بأن دمه ليس أغلى من دماء الذين يقدمون التضحيات في الصفوف الأولى لمواجهة أعداء الله ورسوله وأعداء اليمن.. هذا هو الرئيس الشهيد صالح علي الصماد الذي أعلن على الملأ وبكل فخر واعتزاز بأن (مسح الغبار عن نعال المجاهدين أشرف من كل مناصب الدنيا).. ولذلك فقد كان حريصا على أن يكون متواجدا مع المقاتلين من أبناء الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات بما في ذلك جبهات ما وراء الحدود منتظرا الشهادة التي كان يتمناها في أية لحظة وقد تحقق له ما أراد . وبرحيل الرئيس الصماد شهيدا قبل عامين لم تنكسر إرادة الشعب اليمني وإنما ازدادت قوة وعزيمة وتصميماً على مواصلة الجهاد حتى تحقيق النصر المؤزر بإذن الله.. وحينما نحيي الذكرى الثانية لاستشهاد رئيس الشهداء ليس الهدف من ذلك ذكر مناقب شهيد اليمن العظيم واستذكارها لأنه موجود في قلب كل يمني حر وأعماله الخالدة هي من صنعت له الخلود في ذاكرة كل يمني ومسلم حر، ذلك لأنه رحل بجسده ولكن بقيت روحه النضالية ومبادئه الوطنية وفكره ومنهجه بيننا كمنهاج لنسير على هداها ونكمل ما كان قد بدأه .. وإنما الهدف من إحياء هذه الذكرى الأليمة هو أن نذكر أبناء الشعب اليمني وغيره من الشعوب الأخرى بأن كل عدوان كانت تشنه السعودية على اليمن وشعبها منذ تأسيسها من قبل بريطانيا كان يرتد إلى نحور حكام النظام العائلي السعودي الذين استعبدوا شعب نجد والحجاز وحرموا حتى من هويته الوطنية الأصلية واستحدثوا له هوية جديدة ليصبح الشعب الوحيد في العالم الذي ينتمي لأسرة تحكمه ربطت تاريخه بتاريخها. فسلام ربي عليك يا رئيس الشهداء فأنت الرجل الذي حمل القرآن في قلبه قبل أن يحمله بيده وأنت الرجل الذي كان همه أبناء شعبة وليس فقط أبناء أسرته فهنيئاً لك الشهادة والفوز العظيم. * قائد محور صعدة