تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد الحلم الذي انتظرناه كثيراً، ولما جاء كان مثل ضوء الفجر الذي بدد ظلاماً عشناه قبل مجيئه 35 عاماً.. فجر أسس لنهار طويل من الجهاد والنشاط والعمل والبنيان بإذن الله.. عاش الرئيس الشهيد صالح الصماد قائداً فريداً ومجاهداً شجاعاً لا يهاب الموت فأهابه اليمنيون وتشرف التاريخ بتوثيق سيرته وتخليد بطولاته في أنصع صفحاته المشرفة.. الصماد عرف الله سبحانه وتعالى واتقاه فكان خيراً لشعبه ولبلاده أميناً مجاهداً سار على هدى الله حتى نال ما تمناه وهي الشهادة.. ولأنه من البسطاء وكان قريباً جداً من الناس رغم خطورة ذلك أمنياً على حياته في ظل العدوان الغاشم، ولأنه مجاهد لم يؤثر حياته ولم ير روحه ونفسه أغلى من دماء المجاهدين الأبطال في جبهات القتال، فكانت له الشهادة.. وعندما أحاول أن أتحدث عن هذه الهامة الوطنية الكبيرة تعجز حروف قلمي عن وصفه، والدموع تتحجر عندما أتذكر يوم استشهاده الذي جاء بتوجيه من البيت الأبيض مباشرة وعلى أيدي العملاء والخونة والمرتزقة من تحالف العدوان وأذيالهم السعودية والإمارات، لم تعرف بذلك لأن الصماد كان يشكل خطراً وتهديداً حقيقياً لأمريكا وإسرائيل وللمنطقة ككل.. رحم الله الشهيد الصماد فقد مثل الخط الأصيل للمدرسة المحمدية القرآنية وهو الصوت والصدى، كما هو حاصل اليوم، وصدق قائد المسيرة السيد عبدالملك الحوثي حين قال: "النموذج الراقي".. لقد كان رجل المسؤولية بكل ما تعنيه الكلمة، وسيكون هناك من بعد الصماد الكثير من رجال المسؤولية، فهذا الشعب العظيم لا يمكن أن ينكسر.. ويجب علينا أن نحمل من روحية الشهيد الاستبسال والعطاء والقيم والمبادئ والصفات التي سار عليها وفي مقدمتها الشجاعة لأن كل شجاعة تنتهي بالشجاعة المرتبطة بالله سبحانه وتعالى، فهي الشجاعة التي ليس لها حدود، وهذا ما علمنا الشهيد الصماد.. ونحن اليوم نجدد العهد بالمضي قدماً على الطريق والمنهج الذي أسسه وسار عليه مشروعه الذي أطلقه تحت عنوان: "يد تبني، ويد تحمي".