التطبيع يعني إعادة الشيء إلى طبيعته ؛ وبمعنى آخر إكساب الوضع الشاذ أو الغريب وضعا طبيعيا؛ أما ما يروج له من محاولات لمنح الكيان الصهيوني مشروعية جغرافية وتاريخية وسياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية لإضفاء تلك المشروعية عليه ليصبح جزءا (من نسيج هذه المنطقة ) المعروفة بالوطن العربي؛ليصبح هو القائد والرائد والحاكم الناهي المتحكم بمقدرات الأمة وماضيها وحاضرها ومستقبلها فهذا ( ليس ) تطبيعا بل هو(التصهين)بعينه حيث تجد المروجين لهذا المشروع صهاينة أكثر من الصهاينة. والعجيب اليوم و نحن نرى هذه الضجة لما أقدمت عليه بعض الأنظمة الخليجية المتصهينة من تماهي مع الكيان الصهيوني (ثقافياً) و كأنه سلوك جديد في حين أنه فقط انتقل من السر إلى العلن في شتى المجالات. أيها السادة المملكة الصهيونية السعودية هي راعية (الكيان الصهيوني)منذ أن كان فكرة ،ثم وعداً؛ثم مشروعاً؛ ثم دولة؛ ومن يرى غير ذلك فهو يغرس رأسه في الرمال أو يعلم ولكنه يحاول إنكار ذلك. آل سعود شركاء الكيان الصهيوني وحلفائه وأحبائه منذ مائة عام ؛وحين نقول أنهم اليوم يطبّعون معه إنما نضحك على أنفسنا فهم جزء من المشروع؛ أليسوا هم الكيان الغريب الذي لا يُعرف له أصل؛والنبتة الشيطانية التي تم غرسها في بلاد الحرمين للتحكم بجنوب البلاد العربية،كوجه آخر لعملة واحده وجهها الأول الكيان الصهيوني الذي تم جلبه من شذاذ الأفاق من أصقاع الأرض إلى فلسطين المقدسة للسيطرة على شمال البلاد العربية ؛ليكونا كماشة استعمارية صهيونية ماسونية لخنق هذه الأمة والسيطرة على مقدراتها . وعليه أيها الأعزاء فإن استمرار التوصيف لهذه الكيانات المتصهينة بأنها جزء من النظام الرسمي العربي هو الخطيئة كل الخطيئة ؛لقد آن الأوان لأن نسمي الأشياء بأسمائها فهذا الحلف الذي تقوده السعودية هو حلف صهيوني بامتياز معاد للعرب والعروبة والإسلام والمسلمين وحان وقت مجابهته والتصدي له و مقاومته حتى إسقاطه وإزالته . لقد أراد هذا الكيان المتصهين ان يبسط سيطرته على اليمن لاستكمال حلقات مخططه بتحويل الوطن العربي الى مستعمرة صهيونية لكن الشعب العربي في اليمن هزمه وسيواصل إلحاق الهزائم به حتى تنهض الأمة من سباتها وتسقطه وتقضي عليه والى الأبد لان اقتلاعه مسؤوليتها . إن الحقد السعودي وإذنابه على شعبنا العربي في فلسطين انه أعاق مشروع حلفها في الانطلاق من فلسطين إلى بقية شمال البلاد العربية وحاصره داخل فلسطين وهي مهمة عظيمة لشعب عظيم أما اقتلاع الكيان الصهيوني من جذوره فهي مسؤولية العرب والمسلمين . نعم لن يخيفنا مسلسل تلفزيوني ولا فيلم سينمائي ولا مسابقة رياضية لأنه يراد منها إلهاؤنا عن القضية الجوهرية وهي النضال ضد الحلف الصهيوني الممتد من فلسطين الى الحجاز واقتلاعه لان هذا هو السبيل لتحرير ونهوض هذه الأمة لتتمكن من اجتياز واقعها الراهن وتنطلق لاستئناف مسيرتها الحضارية . لقد كشف العدوان على اليمن سوأة كل الشذاذ المتصهينين في هذا العالم،وتمكن الشعب اليمني من مواجهته وهزيمته؛وسيواصل مسيرته التي اختصه بها الله تعالى ومن أراد من العرب اللحاق به فهذا زمنه زمن أن تكون في الحساب أو تسقط من كل حساب . * عضو مجلس الشورى