لم يهنأ قائد سلطة انقلاب 11 أكتوبر 1977 م بصنعاء المقدم أحمد حسين الغشمي طويلا بكرسي الحكم.والسلطة , ولم يدر بخلده وهو يقوم بأقذر عملية اغتيال سياسية انقلابية غادرة استهدفت شخص الزعيم إبراهيم الحمدي ماكانت تحيك له الأقدار له في الخفاء ‹ ولم.يتوقع الغشمي أيضا وهو في ذروة انتشائه بعد سطوه على السلطة وتسلله إلى كرسي الرئاسة تسلل اللصوص وقطاع الطرق على حين غفلة من التاريخ أن يأتي اليوم الذي يجازى فيه من جنس عمله ويجد من يقتله ويرسله إلى جهنم غير مأسوف عليه . حيث استقبل الغشمي في أحد أيام شهر يونيو / حزيران من عام 1978 م مبعوث عزرائيل ورسول الموت القادم من جنوب الوطن متمثلا في شخص قيل أن اسمه « تفاريح « بحسب الرواية الرسمية والتحقيقات قدم من عدن إلى صنعاء حاملا إليه رسالة من القيادة الجنوبية طي حقيبة مفخخة أعدها خبراء متفجرات من إحدى الدول الإشتراكية , وحين استقبل الغشمي المبعوث الجنوبي بمكتبه بالقيادة العامة صبيحة يوم اغتياله بادر المبعوث الجنوبي تفاريح بفتح الحقيبة المفخخة التي انفجرت به وبالغشمي لحظتها ويعلن بعدها بساعات وفاة الرئيس الغشمي في عملية اغتيال اتهمت فيها عدن ونظامها الإشتراكي الشيوعي الموالي لموسكو آنذاك وتدخل علاقات الشطرين بعدها في طور جديد من التأزم والتوتر وصلت إلى حد المواجهات العسكرية على حدود الشطرين . وكانت فترة حكم المقدم أحمد حسين الغشمي لليمن الشمالي أو ماعرف حينها بإسم الجمهورية العربية اليمنية من أقصر فترات حكم.رؤساء الجمهورية الذين تعاقبوا على حكم البلاد منذ قيام وتأسيس النظام الجمهوري في اليمن في أعقاب ثورة 26 سبتمبر 1962 م التي أنهت حكم.الأئمة الملكي. ولم.يدم حكم.الغشمي للبلاد سوى ثمانية أشهر لم.يحقق قائد سلطة انقلاب 11 أكتوبر 77 م خلالها أي شيئ يذكر للبلاد والعباد وأقصى ماعمله الغشمي الذي كان يستقبل ضيوفه من الرؤساء والوفود العربية والأجنبية غالبا بمنزله بمسقط رأسه بمنطقة ضلاع همدان. بل إن الوقت لم يسعف الغشمي ليصنع أو يحقق شيئا له جدواه وقيمته في عهده القصير , وقد جاء للحكم.شر خلف لخير خلف ولم ينس له أبناء الشعب اليمني ضلوعه المباشر في جريمة اغتيال الحمدي. وقد أكتفى الغشمي خلال فترة الثمانية أشهر التي قضاها رئيسا للجمهورية العربية اليمنية على مايبدو في تتبع وملاحقة رجال الحمدي واستهدافهم بالحبس والإغتيال والنفي والإقصاء . وقد عمد الغشمي إلى طرد وتسريح عشرات الضباط من الجيش من ذوي الرتب الكبيرة والكفاءة المحسوبين على الحمدي كما اطلق العنان لأجهرته القمعية الأمنية وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني بقيادة محمد خميس لإعتقال وتتغييب عشرات السياسيين والناشطين والإعلاميين وطلبة الجامعات والعاملين في منظمات المجتمع المدني ووجاهات اجتماعية وقبلية لمجرد الإشتباه بإنتمائهم لعهد الحمدي الزاهي وصلتهم به . وجاءت خطوات السلطة الإنقلابية هذه بصنعاء بقيادة الغشمي بدافع الخوف والتوجسات من أولئك.الذين استهدفتهم هذه الخطوات القمعية والثأرية والإنتقامية ولضمان تعزيز سلطة مرفوضة شعبيا ومدانة بجريمة اغتيال الحمدي. وما حدث من استهداف لقائد لواء المظلات القوي عبدالله عبدالعالم الذي ينتمي لمحافظة تعز الذي عرف بولائه الشديد للحمدي واخراج حملة عسكرية إلى منطقته بالحجرية التي تحصن بها ثم استهداف عدد من مشائخ المحافظة والمشتغلين بالعمل الحزبي منها بالقتل للبعض واعتقال البعض الآخر كل ذلك يندرج ضمن خطوات واجراءت احترازية تعزز سلطة الإنقلابييين بقيادة الغشمي كما يتصورون إلا أن كل ذلك لم يقيهم من شر قادم كان يرتب له بعناية ودقة في عدن من قبل نظامها الإشتراكي الذي قيل أنه أخذ عهدا على نفسه بالإنتقام للحمدي وقتل الغشمي في أقرب فرصة ممكنة في تلك الفترة التي شهدت تلك الأحداث العاصفة , وهو ماحدث بالفعل بعد ذلك إذ قتل الغشمي وجرى اغتياله في عملية غامضة دبرت بليل او نهار لايهم على النحو الذي تم بعد 8 اشهر من قيامه بالإنقلاب على الحمدي في عملية انقلاب دموية غادرة . وفي كل الأحوال لانملك بعد استعراض جزء مما حدث إلا أن نقول مذكرين هنا : فعلا وصدقا وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين وهذا ماينطبق على أحمد الغشمي الذي تآمر وخطط وشارك في جريمة اغتيال الحمدي حيث قتل بعد بضعة اشهر من جريمته السالفة الذكر ولم يمهله القدر وقتا أطول من مصيره المحتوم.وهو الموت قتلا واغتيالا .. إنها عدالة السماء ولا اعتراض عليها على الإطلاق!!.. ..... يتبع .