العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    تضحياتٌ الشهداء أثمرت عزًّا ونصرًا    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    مانشستر سيتي يسحق ليفربول بثلاثية نظيفة في قمة الدوري الإنجليزي    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس صالح مازال في دورته الأولى ..بعد 32 عاماً رئاسة
كيف رقص على رؤوس الثعابين؟
نشر في يمنات يوم 21 - 08 - 2010

قال الشيخ سنان أبو لحوم في يوم مقتل الرئيس الغشمي أقمنا العزاء في دار الرئاسة وذهبنا أنا وهو يقصد (الرئيس صالح) والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لأخذ العزاء وبينما الكل مشغول بالعزاء التفت يميني ويساري ولم أجد علي عبد الله صالح فذهبت لأبحث عنه ولم أجده وعندما فكرت أنه قد يكون في مكتب الغشمي دخلت إلى المكتب وإذا بعلي عبد الله صالح جالس على كرسي الرئيس الغشمي فقلت له أيش فيك أيش اللي جلسك على كرسي الرئيس الغشمي فقال تبايعني يا سنان وتعاهدني بعهد الوفاء فقلت أيش من عهد وأيش مبايعة يا علي الرئيس لم يمضي على وفات? سوى يوم فقال علي عبد الله صالح: فهل تبايعني على أن أصبح رئيس بدل الغشمي" وفي رواية أخرى أضاف جربني يا عم سنان وهنا طبعاً احتار الشيخ سنان وقام بدعوة الشيخ الأحمر وبعض القادة العسكريين وعرض عليهم ما يطرحه علي عبد الله صالح فقال الشيخ الأحمر "أنا أقبل ما دام هو من قبيلة حاشد وليس من قبيلة بكيل"
أما الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر فقد قال: جاءني الرائد علي عبد الله صالح إلى بيتي ليعبر عن رغبته بتولي الرئاسة ولو أسبوعاً واحداً من أجل الانتقام للغشمي"
وفي مذكراته يقول الشيخ الأحمر وصلت صنعاء يوم 26 /6 /1978 م أي يوم دفن الغشمي وكان منصب الرئيس شاغراً وقد صارحنا علي عبد الله صالح وترجيناه وكنا نعرفه من قبل ولم يكن يرغب أن يتولى منصب الرئيس لأننا من ناحية كنا نعتقد أنه غير قادر على تحمل المسئولية ومن ناحية أخرى كنا نصر على عودة الحكم المدني والتكفير عن خطأ 23 يونيو 1974.
- الزمن: 21 مارس 1942 ولد طفل اسموه علي عبد الله صالح
المكان: قرية بيت الأحمر مديرية سنحان محافظة صنعاء
عاش كبقية أبناء منطقته مع شيء من المعاناة الناتجة عن انفصال والده عن والدته وتلقى بعض من الدراسة في كتاب القرية ثم غادربيت الأحمر والتحق بدار الأيتام ولم يطل فيها البقاء.
- في عام 1958 التحق بالقوات المسلحة وبعد وساطة قيل أن الوسيط قال للقائد الذي بيده القبول هذا بايكون قائد كبير في الجيش وعندما تم تعيينه رئيس للجمهورية تذكر الوسيط هذا القول واتصل بذلك القائد ليذكره بما تنبأ به فرد عليه أنت قلت قائد في الجيش وليس رئيس جمهورية.
- في عام 1963 رقي إلى رتبة ملازم
وبعدها تولى مناصب قيادة دروع وقيادة سرية.
عام 1975م قائد لواء تعز
24 يونيو 1978 عضو مجلس رئاسة الجمهورية المؤقت
ونائب القائد العام ورئيس هيئة رئاسة الأركان العامة
- 17يوليو 1978 علي يصل إلى الكرسي.. يتيم بيت الأحمر رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة.
32 عاماً ومازال في الدورة الأولى
في منتصف شهر مايو 1983 ألقى الرئيس علي عبد الله صالح خطاباً أمام مجلس الشعب التأسيسي قال فيه أن المدة الدستورية لرئاسته انتهت وأنه لا ينوي ترشيح نفسه وطلب من المجلس ترشيح من يريد لخلافته في المنصب، فقرر مجلس الشعب مواصلة اجتماعه تزامناًَ مع مسيرات خرجت أو تم إخراجها لا فرق المهم أن الرئيس تراجع عن قراره ومجلس الشعب أعاد انتخابه
وفي عام 1988...",. أعلن الرئيس أيضاً أنه لن يرشح نفسه للرئاسة ونفس الشيئ يتكرر والجماهير تخرج أو يتم إخراجها فالأمر سيان المهم أن الرئيس تراجع عن قراره وأعيد تنصيبه في 17 يوليو 1988 رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة.
في 22 مايو 1990 أختير رئيساً لمجلس الرئاسة للجمهورية اليمنية وباتفاق بين قيادتي الشطرين آنذاك وهو ما يحسب لعلي سالم البيض الذي تنازل وقبل بمنصب نائب الرئيس وهي أكبر عقبة كانت تواجه كل من يفكر في تحقيق الوحدة وعلينا أن نسأل، الرئيس هل كان سيقبل بمنصب نائب الرئيس من أجل الوحدة؟ وهو حل مازال قائماً إلى الايوم.
16 أكتوبر 1993 أختير رئيساً لمجلس الرئاسة باتفاق أحزاب الأئتلاف الثلاثي (المؤتمر، الاشتراكي، الاصلاح).
28 سبتمبر 1994 مجلس النواب يقر تعديلات دستورية على إثر نتائج حرب 94م وينتخب صالح رئيساً للجمهورية في 1 أكتوبر 1994
في 23 سبتمبر 1999 وفي أول انتخابات رئاسية رفض مجلس النواب قبول أي مرشح للرئاسة سوى نجيب قحطان الشعبي عضو المؤتمر الشعبي العام الذي كان مجرد منافس لتمرير الانتخابات ليس إلا وفاز بها الرئيس صالح
في عام 2006 ومع اقتراب نهاية فترة رئاسته أعلن الرئيس صالح أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت في نفس العام.. لكن المهجل القديم يعود مرة أخرى مع تغيير موقع التراجع حيث كان الرئيس يعلن تراجعه عن عدم الترشيح في مجلس الشعب أما في المرة الأخيرة فقد أعلن تراجعه في مسيرة كبيرة معظمها من قبيلة حاشد مع وجود تعزي ممثلاً بشخص سلطان البركاني وذلك في ميدان السبعين حيث قال الرئيس: لقد استجبت لإرادة الشعب وسأترشح للفترة الرئاسية القادمة"
وفي كل مرة طبعاً يجري تعديل الدستور تماشياً مع ظروف الترشيح الجديدة
الرئيس يغادر القصر
متى يغادر الرئيس القصر الجمهوري ويعيش كمواطن عادي أو لاجئ في دولة أخرى لا أحد يعلم حتى الرئيس نفسه لا يعلم وما نعلمه ويعلمه الرئيس أن فترة ولايته الحالية تنتهي في عام 2013 لكن مغادرة القصر مازال زمنه مجهول.
أقدم رئيس
يعد الرئيس علي عبد الله صالح ثاني أقدم رئيس عربي على الإطلاق فقد مضى على توليه الحكم 32 عاماً ومازالت الأيام والأعوام تتابع ولا يوجد من القادة العرب من هو أقدم منه سوى العقيد القذافي الذي يتربع على عرش ليبيا منذ 41 عاماً حين أعلن عن ثورة الفاتح التي فتحت ليبيا للقذافي وأغلقتها على غيره.
قبلي عدم ومن بعدي ندم
في مقابلة مع الرئيس في قناة الجزيرة أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2006 قال الرئيس إن كل الإنجازات الموجودة في اليمن تحققت في عهده وأنكر على المذيع أي إنجازات لرؤساء سابقين، وقد صمت المذيع لأنه لا يعلم أن طريق صنعاء تعز من منجزات الإمام ومصافي عدن من منجزات بريطانيا.
وفي هذه الانتخابات بشر الرئيس اليمنيين بتوليد الكهرباء بالطاقة النووية ليستيقظ الشعب على فضيحة "بهران" الشهيرة التي تم التوقيع عليها مع شركة أمريكية ليس لها علاقة بشغلة كهذه ومن يومها لم نعد نسمع بالنووي ولم نعد نتجرع سوى طفي أكثر من لصي.. هذا الكلام نقوله ليس لأننا نرى بعين واحدة ولكن لاننا على ثقة بأن الصحف الرسمية ستتكفل بهمة العين الثانية أما قولتا قبلي عدم ومن بعدي ندم فهو نص عبارة كانت مكتوبة على لوحة معلقة في مدخل مدينة عدن تم ازالتها العام الماضي بعد نشر إحدى الصحف صورتها.
المطب الأول وأغرب حادثة انقلاب
في 10/10/ 1978 بدأ الناس يتداولون في الشارع ودواوين القات أن هناك انقلاباً قادم ضد الرئيس علي عبد الله صالح مع أن الانقلابات عادة ما تحاط بالسرية والتكتم ولم نعرف أن تم الإعلان عن انقلاب مقدماً في تاريخ الانقلابات السياسية. لكن هذا ما حدث في اليمن فقد كان معظم سكان صنعاء في ليلة 15 /10 /1978 ينتظرون على أسطح منازلهم بدء انطلاق الشرارة الأولى وهو ما حدث بالفعل فبمجرد أن أطلق الناصريون رصاصاتهم تم إخمادهم بسرعة البرق وقد رجح بعض المحللين أن هذا الانقلاب لم يكن جاداً وكان مدبراً من قبل السلطة كي تتخلص ممن تبق? من الأشخاص الموالين للحمدي ربما وربما.
طرفة القهالي
أثناء حرب الشطرين عام 1972 كان قائد الحملة في الحشا علي عبد الله صالح وكان القهالي ضمن الحملة وفي احدى الليالي استأذن مجاهد القهالي علي عبد الله صالح للنوم وكانت لدى القهالي ساعة مرسوم عليها سفينة ونخله حصل عليها كما قال هدية من الملك فيصل فاستغل صالح نوم القهالي وكتب ورقة عليها هذه الأسئلة.. من أين لك هذه الساعة؟ وما علاقتك بالقوى الرجعية؟.. وبعد الأسئلة كتب اجابتها وعند سؤاله عن ذلك قال: من أجل إذا وقعت في الأسر يحصلون على اجابات أسئلتهم لأنك أنت من الصعب أن تعطيهم إجابة.
صالح ظهيرة مقتل الحمدي
أخطر وأبشع جرائم الغدر والتصفية شهدتها اليمن ظهيرة 11 / 10 /1977 م ففي هذه الظهيرة شهدت صنعاء فاجعة وأدت حلم اليمنيين بدولة حديثة وتنمية حقيقية وفي الساعة الحادية عشرة مساءً أعلنت إذاعة صنعاء النبأ المروع والدبلجة المكسيكية لحادثة الاغتيال الشنيعة... كل من سمع بالتعليل الرسمي كذّبه والرئيس صالح رغم أنه كان من أركان الحكم المقربين وهو من لقبه الحمدي تيس الضباط إلا أنه إلى اليوم لم يدلي بشهادته عن الحادثة التي قيل عنها واضحة إلى درجة الغموض وغامضة إلى درجة الوضوح، ويتساءل الناس لماذا لا يرد الرئيس على تلك ال?قاويل التي تذكر أنه كان حاضراً لمشهد اغتيال الرئيس الحمدي وعن أسباب انتقاله من تعز إلى صنعاء قبل يوم واحد من اغتيال الحمدي.
ولماذا صرخت باسمه شقيقة الحمدي إلى جوار اسم الغشمي يوم تشييع جنازة إبراهيم؟
لماذا يصمت الرئيس عن ملف كهذا؟ ولماذا يصمت عبد العزيز عبد الغني والجنيد والحاوري واليوسفي مادام المتهم الرئيس بالقضية قد مضى على غيابه عن الساحة 32 عاماً؟ هذا الملف لن يغلق إلا بصراحة من حضروا وليمة الغدر فمن يجرؤ على تقديم شهادة للتاريخ؟!
أين كان صالح صبيحة مقتل الغشمي؟
كان رئيس هيئة الأركان العامة الشيبة في زيارة لمدينة تعز وبعد مغادرته المطار بلحظات وصل إلى علي عبد الله صالح الذي كان يشغل قائد لواء تعز نبأ مقتل الغشمي فاتصل فوراً برئيس هيئة الأركان العامة الذي كان ودعه قبل قليل طالباً منه العودة إلى مطار تعز وعندما عاد استقلا الطائرة معاً إلى صنعاء.
وبدلاً من ذهابه إلى مقر القيادة ذهب صالح إلى معسكر في جوار المطار وقام بتصرفات مع القيادة هناك وكأنه رئيس
مساء نفس اليوم أرسل صالح برقيات التعازي للقيادات والمشائخ كما وجه رسائل الدعوات للحضور في تشييع جنازة الغشمي
وفي مذكراته قال الشيخ سنان كان الرائد علي عبد الله صالح يتحدث معنا وكأنه المسئول الأول كرئيس
ففي حين كان الآخرون يعدون بيان نعي الغشمي واتهام عدن وسالم ربيع بالقتل وإذاعته عبر إذاعة صنعاء كان صالح يجهز مقر القيادة لبداية عهد الرئيس صالح.
قبيلة الدولة
بعد حركة 15 /10/ 1978 اعتمد الرئيس على إخوته وأقاربه الذين عينهم على الجيش والأجهزة الأمنية ومفاصل الدولة وأصبحت الدولة هي القبيلة أو العكس.
اختبار حقيقي
لم يمضِ عاماً على تولي الرئيس للحكم حتى وجد نفسه أمام اختبار حقيقي لدولته ورئاسته حيث أندلعت الحرب بين شطري اليمن عام 1979م ولم تتوقف إلا بعد وساطة عربية وعقد قمة الكويت بين الرئيس علي عبد الله صالح وعبد الفتاح إسماعيل وفي هذه القمة كان الرئيس صالح هو الطرف الأضعف وتم الاتعفاق على إعداد دستور الوحدة ورغم معارضة مراكز القوى في الشمال لهذا الاتفاق إلا أن الرئيس وقع عليه فلا خيار آخر أمامه فإمكانياته شحيحة وجيشه هزيل والدعم السعودي قليل في مقابل جيش منظم قادر على الوصول إلى صنعاء ودعم روسي كبير.
وبعد هذا الاتفاق دخل صالح في حرب استنزاف طويلة مع الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى وتعرضت القوى الوطنية المدنية التي لم تشارك في حمل السلام للحبس والتعذيب والتنكيل وصار مجرد الكلام في السياسة حرام ولم بستطع الجيش القضاء على الجبهة الوطنية فلجأت السلطات الشمالية إلى ضرب الناس ببعضهم والتهبت وصاب وعتمة وريمة وخبان والنادرة وشمير وشرعب وحدثت مواجهات بين أفراد وتكوينات الجبهة مع المشائخ الموالين للسلطة وهو نفس المشهد تقريباً الذي تحاول السلطة الآن تكراره في صعدة ، فبعد أن فشلت في ستة حروب في القضاء على الحوثيي? لجأت إلى دعم القبائل الموالين لها للاصطدام مع الحوثيين من خلال ما يسمى بالقوات الشعبية.
الرئيس يستدين ثلاثين مليوناً
بعد مقتل الغشمي وخلال الفراغ الرئاسي كان استخراج خمسة ألف ريال من الخزينة العامة صعباً يتطلب موافقة أكثر من مسؤول فاستغل الرئيس هذا الوضع واستدان ثلاثين مليوناً من أحد تجار تعز.. وكان يصرف للمشائخ وأصحاب الوجاهات كل حسب مركزه وقدرته على التأثير واستطاع من خلال هذا التصرف أن يقول أنه أقوى من الآخرين وأنه يصلح رئيس واستخدم بعد ذلك هذا الأسلوب كثيراً خلال فترة رئاسته وقد قيل أن الرئيس قال للتاجر شطلع رئيس وشاردها.
عملية انتحارية تمهد الطريق الصالح
لم تجد حادثة اغتيال الرئيس الغشمي صدى حزيناً لدى عامة الشعب كتلك العملية التي حدثت عند سماع اغتيال الحمدي بل أن الكثيرون ذهبوا إلى اعتبار منفذ تلك العملية بطلاً ... خصوصاً وأن قطاعاً كبيراً من أفراد الشعب كان يحترق ويتلظى أملاً في الثأر من قتلة الحمدي.
ورغم الروايات التي ربطت بين مقتل الغشمي وتهديد "سالم ربيع علي بالانتقام للحمدي ووصية تفاريش منفذ عملية الاغتيال إلا أن البعض يرى أن هناك سيناريو آخر تم طبخه في صنعاء وليس في عدن، الغرض منه دفن جريمة الحمدي باغتيال الغشمي.
ففي حين تقول الرواية المعلنة أن فرحان الخليدي وهو قيادي في أمن الدولة في الجنوب اتصل بالرئيس الغشمي ليلة الحادثة مقلداً صوت الرئيس سالم ربيع قائلا له أنه سيرسل له مبعوث صباح اليوم التالي لإيصال بعض الوثائق إليه" وفي اليوم التالي 24 /6 /1978 وصل مهدي أحمد صالح تفاريش ودخل بحقيبته مكتب الرئيس الغشمي وفجر الحقيبة في أول عملية انتحارية يقتل خلالها رئيس عربي ومع هذه الرواية تحضر أسئلة كثيرة ومنها لماذا لم يحضر اللقاء أشخاص آخرين مع الغشمي ولماذا قتل الغشمي وحده؟ هل معقول أن يعقد رئيس دولة اجتماع مغلق مع مبعوث و?صل لتوه، بل أنه لم يصب أحد بشظية واحدة من الانفجاروغيرهما؟ هذه التساؤلات تجيب عليها رواية أخرى نادرة التداول وهي أن الحقيبة تم تغييرها في مطار صنعاء وليس في مطار عدن وهناك من يذهب أنه تم تغييرها قبل دخول تفاريش مكتب الغشمي فلذلك لم يدخل معه أحد وعلى العموم مقتل الغشمي يحتاج إلى شهادات جريئة أيضاً.
الطريق إلى الوحدة
في عام 1978 وفي قمة الكويت قال عبد الفتاح إسماعيل للرئيس علي عبد الله صالح "المهم أن نتوحد ولتكن صنعاء عاصمة دولة الوحدة وأنت رئيسها وفي نوفمبر 1989 قال الرئيس صالح للشيخ سنان أبو لحوم
"أنه سيكون سعيداً أن يترك الحكم عند تحقيق الوحدة وسيعتبر ذلك أكبر إنجاز في حياته"
وفعلاً تحققت الوحدة وحكم الرئيس لكنه لم يترك الحكم حتى يصبح سعيداً.
تخزينة تفضي إلى الوحدة
وفي نوفمبر 1989 بعد أن اختلفت آراء قيادات الشطرين في الاجتماعات قرر الرئيس صالح والبيض أن يجتمعا في مقيل منفردين دون حضور أعضاء وفدي الجانبين والتقيا على انفراد في جلسة قات بمنزل علي سالم البيض وفي عصر ذلك اليوم قدم البيض منصب الرئيس فداء للوحدة وقبل بمنصب نائب رئيس وأن تكون صنعاء عاصمة لدولة الوحدة.
ولم يكن استعجال الرئيس السفر في مغرب ذلك اليوم إلا للضغط على القيادة التي كانت لها آراء أخرى حول الوحدة الاندماجية لأن البيض كان قد وافق على الوحدة وترك مسألة التوقيع على القرار لاجتماع قيادة الحزب أما الرئيس فكان يمضي منفرداً تاركاً معارضيه في صنعاء يعدون للمظاهرات المليونية ضد الدستور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.