عثر على رفات عشرات من ضحايا الغزو الأمريكي لبنما في 1989 في حفرة جماعية بعد ثلاثين عاما على هذه العملية العسكرية التي أنهت نظام الرئيس مانويل أنطونيو نورييغا. ووفقا لوكالة "فرانس برس" قالت النيابة العامة البنمية الخميس "حتى اليوم عثر على سبعين جثة" نقلت 16 منها إلى معهد الطب الشرعي، فيما ذكر مصدر قضائي أن عدد الجثث التي عثر عليها يبلغ 76. وكانت عمليات البحث بدأت في يناير في هذه الحفرة المشتركة الواقعة في مقبرة "حديقة لاباز" في مدينة بنما بعد إعادة فتح ملفات 14 مفقودا منذ الغزو الأمريكي. ويفترض أن يقوم الأطباء الشرعيون الآن بتحديد هويات الجثث وتحديد سبب الوفاة. وستفتح أيضا حفر جماعية أخرى في مقبرة في مونتي ايسبيرانزا في منطقة كولون (شرق) على بعد خمسين كيلومترا عن العاصمة. وكانت لجنة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان أكدت في 2018 مسؤولية الولاياتالمتحدة عن "انتهاكات لحقوق الإنسان" ارتكبت خلال التدخل العسكري، وطلبت من واشنطن "دفع تعويضات كاملة" للضحايا. وتطالب جمعيات الدفاع عن حقوق الضحايا بأن تعترف الولاياتالمتحدة التي وعدت بالتعاون مع التحقيق، بمسؤوليتها وتكشف أماكن الحفر الجماعية وتدفع تعويضات. وتجري عملية انتشال هذه الجثث بطلب من لجنة شكلها الرئيس خوان كارلوس فاريلا للتحقيق في ظروف التدخل الأمريكي ووضع حصيلة دقيقة للضحايا والتعرف على جثثهم. وكان 27 ألف جندي أمريكي اجتاحوا في 20 ديسمبر 1989 بنما لإطاحة مانويل نورييغا الذي كان يحكم البلاد منذ 1983 وتلاحقه الولاياتالمتحدة بزعم تهمة تهريب المخدرات. ولجأ نورييغا إلى السفارة البابوية في بنما لكنه استسلم في نهاية المطاف لقوات الاحتلال الأميركية في الثالث يناير 1990، وتوفي نورييغا في السجن في 2017 في الولاياتالمتحدة. وفق ما تعلنه الولاياتالمتحدة يبلغ عدد ضحايا الغزو ا لبنما 500 قتيل، لكن منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان تقول إن عددهم الفعلي يبلغ آلافا.