انجاز إيراني وانتصار عسكري استراتيجي يعزز موازين قدراتها الدفاعية الساحة الفضائية لم تعد حكراً على امريكا والدول العظمى ودخول ايران يشكل نقلة نوعية لمحور المقاومة من تحت منظومات الضغط الصارمة والحرب الاقتصادية الشرسة التي تشنها أمريكا وحلفاؤها على إيران وأيضا تداعيات كارثة وتفشي وباء كورونا ،،تنتفض إيران من واقعها وتقوم باختراق كل هذه التحديات المعقدة والكارثية وتطلق جيلاً جديداً من الصواريخ الفضائية والأقمار الصناعية إلى الفضاء ،حيث أعلن الحرس الثوري خلال الآونة الأخيرة عن إطلاق صاروخ الفضاء" قاصد الاستراتيجي "ومعه القمر الصناعي العسكري "نور" وإرساله إلى الفضاء بعملية ناجحة . زين العابدين عثمان هذا الانجاز المهم والذي أتى في ظروف استثنائية وإيران تعاني جور الحظر والحصار الأمريكي وجائحة كورونا وأيضا في توقيت أمريكا ما تزال فيه تعقد الأمل على" انهيار إيران تحت منظومة الضغط والحصار "هو في حد ذاته إنجازاً وانتصاراً استراتيجياً يضاف إلى رصيد إيران وموازين قدراتها الدفاعية..وبالنسبة للأبعاد والتداعيات التي ستترتب على هذا الإنجاز فهي كثيرة ومن أهمها :- 1-أن إيران بعد عمليتها في إطلاق القمر الصناعي أثبتت تفوقها وقدرتها في التغلب على منظومات الحظر والحصار الأمريكي وأن الأخير فاشل حرفيا في تركيع إيران والحد من تعاظم قدراتها العسكرية .. 2ايران بهذا الإنجاز دخلت مرحلة جديدة من المواجهة وأصبحت عضوا حقيقياً في الساحة الفضائية التي طالما كانت حكراً على أمريكا والدول العظمى فقط ،،لذا فدخولها هذه الساحة سيشكل نقلة نوعية في استراتيجيتها الدفاعية وخصوصا فيما يتعلق بالحرب الالكترونية والمخابرات ضد أي عدو وبالمقدمة أمريكا وحلفائها. 3-إطلاق إيران لصاروخ عملاق وبعيد المدى إلى الفضاء ليس أمراً عادياً إنما هو دلالة حقيقة على أن إيران قطعت شوطاً مهماً في امتلاك صواريخ استراتيجية تستطيع عبور الحدود الدولية وحتى القارات فالصاروخ الذي حمل القمر الصناعي نور هو من طراز الصواريخ المتطورة ذات المدى البعيد التي تستطيع حمل رؤوسا حربية مختلفة الأوزان وضرب أهداف بعيده في أوروبا وأفريقيا لا تتوقعها أمريكا . 4-القمر الصناعي الإيراني ""نور"" الذي أصبح حاليا في مداره حول الأرض هو لم يصمم لينفذ مهام روتينية في الجانب العسكري فقط بل صمم بتقنية متقدمة تأتي لتلبية أغراض استراتيجية تتحفظ بها إيران وهي واسعة منها : حرب المعلومات والمخابرات التي ستقودها ضد المعسكر الأمريكي والصهيوني وأيضا في مسار تعزيز القدرة الدفاعية والردعية . في الأخير نؤكد حرفياً ومن هذا الواقع أن أمريكا خسرت كل الرهانات لتركيع إيران ولاشك في ذلك فحربها الاقتصادية وسيل العقوبات التي أنزلتها على الجمهورية الإسلامية طيلة العقود الماضية إلى اليوم لم تأتي بجديد سوى الفشل والإخفاق وخروج إيران منها بعوامل قوة وقدرات أكبر وأكثر تطوراً من ذي قبل ،،وما قدمته من إنجازات في المجال العسكري والتقني وفي برنامجها الصاروخي يجعلها من الدول المنافسة وفي مصاف الدول العظمى .