تتردد إلى إسماعنا الكثيٌر من العبارات منها: لماذا لا تدعمون الشرعٌة بقيادة عبدربه؟ خاصة وأنها معترف بها دولياً من قبل الأممالمتحدة, فربما تكون هذه الايجابية الوحيدة للشرعية, لكن مقابل ذلك هناك الكثير من السلبيات لهذه الشرعية, وقبل أن نذكر بعضاً منها نود التوضيح أن هناك عدداً من الأركان الأساسية لقيام أية شرعية أو لقيام الدولة منها: أن تقوم الدولة على مساحة من الأرض، وان تكون هناك سيادة للدولة, ووجود شعب راضٍ عن قيام الدولة على تلك الأرض, وتسود الشعب الديمقراطية لانتخاب من يراه ليحكم دولته، ووجود سلطة القانون ونظام لتسيير أمور الدولة. وكل ما سبق للأسف غير موجود كما يعلم الجميع, حيث توجد الشرعية في أرض دولة أخرى غير أرض الدولة التي تنادي بشرعيتها, وهنا يمكن القول انعدام شرعية الدولة تماماً. وما اعتراف الأممالمتحدة والدول الأخرى إلا مجرد اعتراف مالي (أي اعتراف بالمال السعودي) وليس اعترافاً قانونياً. وإذا افترضنا جزافا أن هناك حكومة شرعية لكن سلبياتها تطغى على إيجابيتها بحيث تجعل منها شرعية عديمة الجدوى. عن أية سلبيات سنتحدث فهناك الكثير منها : الفساد المالي من خلال النهب وسرقة المال العام حتى وصل بهم الحال إلى سرقة مرتبات موظفي الدولة, أما الفساد الإداري مثل المحسوبية وتوظيف الأقارب في مناصب عليا دون أي خجل أو الرجوع لقانون الخدمة المدنية, انعدام الخدمات المقدمة للمواطنين وعدم الاهتمام أو الالتفات إلى معاناتهم, لا صحة ولا كهرباء ولا مياه نظيفة ولا تعبيد للطرقات، والدليل على ذلك ما أدت إليه كوارث السيول في الأشهر الماضية على المحافظات الجنوبية أثناء هطول الأمطار, وعدم معالجة الأضرار الحاصلة في ذلك الوقت, وهو نتيجة لعدم تواجد ما تسمى بالشرعية في تلك المناطق, وانشغالها بأعمالها ومشاريعها الخاصة في الخارج. أما السلبيات الأكثر بشاعة والتي يعاقب عليها القانون باعتبارها خيانة عظمى وهي كالآتي:- استدعاء دول العدوان لاستباحة أجواء اليمن وقتل اليمنيين من الأطفال والنساء والشيوخ دون تحديد حجة سوى استعادة الشرعية المزعومة.. السماح لدول العدوان بعمل بتدمير كل ما هو جميل في اليمن بما في ذلك البنية التحتية بالكامل, ونهب ثروات البلد بالكامل, الاستيلاء على جزر اليمن بالقوة بعلم أو بدون علم الشرعية, السيطرة على الموانئ والمطارات والتحكم فيها, منع أي مسؤول معارض لتصرفاتهم من دخول اليمن, تكريس ثقافة المناطقية بين أبناء البلد الواحد, ونشر ثقافة الكراهية فيما بينهم،إنشاء مليشيات مسلحة تتبع كل من الإمارات والسعودية خارج نطاق الشرعية للاقتتال فيما بينها وزعزعة الأمن داخل المحافظات الجنوبية, انتهاك حقوق الإنسان من خلال الزج بمن يعارضهم في سجون مخفية خارج نطاق الشرعية, إفشاء مهمة الاغتيالات نتيجة انعدام الأمن. هناك الكثير من الفساد ولكن لا يسعفني الوقت لذكره, وكل ذلك جعل المسؤولين لا يبالو بإنهاء الحرب التي دعوا لها منذ ست سنوات ويتمنون لو طالت لأمد بعيد, لأنهم وحدهم المستفيدون من إطالتها للأسباب والأمور التي ذكرتها، لهذا قدموا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة لأبناء اليمن.. وبعد كل ذلك عن أية شرعية تتحدثون؟