حادثة مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد التي كان لها تداعيات عالمية.. لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في الممارسات العنصرية الأمريكية، فمنذ اكتشاف القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، وقدوم الهجرات الأوروبية الذين أطلقوا على أنفسهم صناع العهد الجديد، وبناة الحلم الأمريكي هؤلاء الأمريكان الأوائل القادمون من القارة العجوز أوروبا، والهاربون من صنوف التمييز والتهميش العنصري في بلدانهم، مارسوا بعد وصولهم أبشع صنوف القتل والتمييز العنصري الذي استهلوه بإبادة تدريجية للهنود الحمر "السكان الأصليين" في القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية.. وتلا ذلك اقتياد الشباب والشابات من قارة أفريقيا عنوةً مكبلين بالسلاسل وتوصيلهم إلى أمريكا كعبيد لزراعة الأرض وعبيد لكل شيء.. وفي عهد جورج واشنطن أول رئيس أمريكي- من أصل بريطاني- واتجاهه يساري إلا ربع، لكنه لم يستطع كبح جماح الاتجاه اليميني العنصري في بلاده، ومن إيجابيات الرئيس جورج واشنطن التحرر من الاستعمار البريطاني أي من أبناء جلدته فيما يخص استقلالية القرار السياسي الأمريكي، وإنهاء هيمنة الاقتصاد البريطاني، بالإضافة الى أنه سن فترة الرئاسة بفترتين 4+4 سنوات = 8 سنوات فقط لا غير.. وحتى الآن حالة مسنونة.. هذه الإيجابية لو استفاد منها الرؤساء العرب لكن لم تكتب الخطوة- ملاحظة: نظام انتخاب الرئيس العربي مختلفة يهبط من ظهر الدبابة، ويصعد الى كرسي الرئاسة، ومن كرسي الرئاسة الى القبر أو الى المطار.. وفي حالات أخرى يصعد الرئيس العربي الى كرسي الرئاسة كأمر واقع.. وفي أول انتخابات يحصل على 99,99% وفي انتخاب نجاحه مضمون، وهكذا حتى يشيخ أو بالأصح يهرم.. عودة الى الموضوع: استمر جورج واشنطن 8 سنوات، ومعه استمر عتاولة التمييز العنصري.. وجاء الرئيس الثاني للولايات المتحدةالأمريكية ابراهام لنكولن وهو يساري من الاقحاح، وأشتهر بنضاله الطويل والحثيث في سبيل مساواة السود مع البيض، مما جلب له حقد الجماعات اليمينية العنصرية في الداخل الأمريكي، فأغتاله اليميني العنصري روث الفلاني، وهكذا استمر المد العنصري اليميني في الداخل الأمريكي خلال من تبقى من القرن الثامن عشر، وصل ذروته منتصف القرن التاسع عشر، وتحديداً عام 1850م وما بعده في ذلك الوقت لم تكن أمريكا ضمن الدول العظمى مثل بروسيا- وهي ألمانيا الحالية- إضافة الى بريطانيا والنمسا وروسيا القيصرية، وكانت العنصرية الأمريكية معظمها قيادات يهودية مقتصرة في الداخل الأمريكي، حيث كان يتعرض الأمريكان السود للاستغلال والتنكيل من قبل الأمريكان البيض، أما الهنود الحمر وهم السكان الأصليون فقد كانوا يتعرضون للإبادة الجماعية، وهم الآن يشكلون أقل من 1% من السكان فقط، وفي أواخر القرن التاسع عشر وتحديداً في 1897م أسس اليهودي هرتزل الحركة الصهيونية العالمية، وأصبحت من ذلك الوقت ضمن النسيج السياسي لأمريكا.. وقد وضعت الأممالمتحدة خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وصفت الصهيونية شكلاً من أشكال التمييز العنصري.