الحمد لله الذي والى علينا نعمة الظاهرة والباطنة, ومن علينا بالنصر تلو النصر, وهدانا لأقوم السبل وأوضح الطرق بتولينا له ولرسوله وللإمام علي وأعلام دينه القائل في محكم كتابه:(فلا تخشوهم واخشوني اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الذي أمسك بذراع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقال:(أيها الناس من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله). من هذه المحطة التاريخية القرآنية النبوية العلوية المفصلية والتي تعد بحق دستوراً إلهياً يعالج إشكاليات الأمة الراهنة. وبهذه المناسبة العظيمة يطيب لنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لسيدي ومولاي العلم المجاهد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد المسيرة القرآنية كما نرفع التهاني إلى القيادة السياسية ممثلة في فخامة الأخ المشير مهدي المشاط رئيس الجمهورية وإلى قيادة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وإلى رجال الرجال المرابطين في جبهات القتال الداخلية والخارجية.. مجددين العهد والولاء مع الله ومع الرسول ومع الإمام علي ومع سيدي ومولاي عبدالملك- يحفظه الله ويرعاه بصدق التولي لهم لكي نحظى باستجابة إلهية لدعوة نبوية مفادها (وانصر من نصره) ونتجنب عواقب:" واخذل من خذله" مؤمنين ومعتقدين أن هذه دعوات مستجابات وجهها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله للجموع في غدير خم في أكبر مؤتمر إسلامي في عهده ضم أكثر من مائة ألف محتشدين ليسمعوا إتمام النعمة وإكمال الدين بولاية أمير المؤمنين وأنها توجيهات ملزمة لكل مؤمن ومؤمنة.. داعين الأمة إلى الرجوع إلى تطبيق مبدأ الولاية كضرورة حتمية للإنتصار في ميدان الصراع الشامل مع أعداء الله والرسول والإمام علي وأعداء الاسلام والمسلمين من اليهود والنصارى وعملائهم الذين يسعون إلى حرف بوصلة الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وآله والإمام علي حتى تفقد الأمة توازنها ورعاية وتأييد الله لها. إن هذا الدعاء المحمدي ليس مجرد دعاء في محراب بل هو أمر إلهي نبوي يتضمن دروسا وعبرا ويترتب عليها مستقبل الأمة في الدنيا والآخرة وتوجيه إلزامي يهدف إلى نصرة صاحب الدعوة وهو أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وأعلام الهدى من أهل بيته. والاستجابة لهذا الدعاء من قبل الله تعالى مرهونة بالاستجابة العملية من قبل أبناء هذه الأمة حتى يدخلوا ضمن دائرة وانصر من نصره ويحصنوا أنفسهم من عواقب واخذل من خذله. ولاخيار للأمة الإسلامية في مواجهة الهجمة العدوانية الشاملة التي تستهدفها من قبل أمريكا وإسرائيل في مختلف جوانب الحياة إلا العمل وفق المنهجية القرآنية التي سطرها الله تعالى في القرآن الكريم وأكد عليها الرسول محمد صلى الله عليه وآله في حديث الولاية في يوم الغدير, إلا العودة الصادقة لمفهوم ولاية الأمر في الاسلام. ونحمد الله ان هدانا كشعب يمني لأن نمضي وفق منهجية القرآن وتوجيه الرسول صلى الله عليه وآله ونجعل من دعاء الرسول محمد صلى الله عليه وآله في يوم الغدير وانصر من نصره قاعدة أساسية نتحرك على أساسها في مواجهة العدوان الامريكي السعودي الإماراتي الصهيوني ونجعل من تولّي الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى في عصرنا الحاضر وفي طليعتهم قائد المسيرة القرآنية سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي أهم عناصر قوتنا وأهم عوامل صمودنا وأهم مصاديق استجابتنا لله ورسوله, وأهم مقومات ثباتنا على مواقفنا في مواجهة العدوان ونبذل في سبيل ذلك الدماء والأرواح والأموال لنحصد الرعاية والتأييد من الله تعالى. كما نحمد الله على ما منَّ به من نعم وآلاء متعددة علينا منها: الأمطار الغزيرة على بلادنا والانتصارات الساحقة والمتوالية في معظم الجبهات الداخلية والخارجية ونعدها من بركات الهدى القرآني والتولي للعلم الرباني حيث لاسعادة للفرد والمجتمع إلا بالعودة لتطبيق مبدأ التولي وتنفيذ ما اكمل لله به الدين وأتم النعمة على المسلمين وبها لا بغيرها الممتثلين بالنصر والتمكين والعزة والقوة.. سائلين الله أن يوفقنا للثبات على الولاية والنهج الرسالي وأن يكتب المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والخلاص والتحرر للأسرى والنصر والعزة والسؤدد لشعبنا اليمني المظلوم.. *عضو مجلس الشورى