والحركة التي جسدت بميلادها وخروجها وظهورها في البداية مظلومية أبناء محافظة يمنية كانت تعاني في السابق التهميش والإهمال المتعمد من قبل النظام والحكومات المتعاقبة في صنعاء , ثم مثلت هذه الحركة لاحقا شعب بأكمله , وتبنت قضايا مطلبية وحقوقية شعبية عادلة وثارت لأجل ذلك وقاتلت وناضلت وقدمت التضحيات الجسام , وكان لها التمكين والغلبة والظهور والظفر الذي لفت أنظار العالم في بضع سنين , صار خليق بها وجدير بها أيضا بعد كل ذلك , ومعه أن تبقى على نفس المثالية والمبادئ والقيم المجتمعية التي خرجت من أجلها , وحري بها اليوم كذلك, وقد أنتصرت للمظلومية التي قاتلت وناضلت في سبيلها ووصلت إلى كرسي الحكم في صنعاء أن تعمل على البر بوعودها التي قطعتها للشعب من قبل فيما يتعلق بمحاربة ومكافحة الفساد واستغلال النفوذ والمناصب الحكومية من قبل رموز الفساد أينما وجدوا . بل إن حركة أنصار الله مطالبة الآن بخوض حرب لاهوادة فيها ضد من يمثلون العدوان الداخلي على هذا الشعب في كل مرفق ومؤسسة ومصلحة حكومية بنفس الوتيرة والقوة والعزم والصمود والثبات التي تخوض به حربها المقدسة ضد العدوان الخارجي على اليمن ممثلا بالسعودية وأمريكا والصهاينة والأمارات وبقية تحالف دول العدوان الذي يضم عشرات الدول . ولأن حركة نضالية وجهادية ووطنية كحركة أنصار الله مؤهلة اليوم لخوض حربين معا في نفس الوقت , الحرب الأولى ضد جيوش وجحافل العدوان الخارجي على اليمن ومرتزقته من الداخل التي تخوضها وتقودها بإقتدار وثبات منذ أكثر من خمسة أعوام , والحرب الثانية ممثلة بمواجهة عدوان داخلي ممثلا بالفاسدين ومستغلي النفوذ والمناصب. لايقل خطرا عن العدوان الخارجي على البلاد والعباد , فإنه يعول عليها الكثير لاسيما وهي تمتلك من الإمكانيات والقدرات مايجعلها محط آمال كل اليمنيين حتى على الرغم من وجود بعض الملاحظات والمآخذ عليها على خلفية ارتكاب الكثير من الأخطاء والتجاوزات التي لايمكن اغفالها ونكرانها والسكوت عليها بأي حال من الأحوال .. وبإعتبارها القوة الوطنية الوحيدة المقتدرة حاليا على مقاومة العدوانين الخارجي والداخلي على اليمن وخوض الحرب ضدهما في مختلف الجبهات والميادين المفتوحة فإنها مطالبة بأن تكون مع ذلك وبه عند حسن الظن بها , وهي قوة تلفت الإنتباه إليها والإعجاب بها كحركة ثورية ووطنية يمنية خالصة تعبر عن ارادة شعبية وجماهيرية حرة . ولو لم تكن هذه الحركة الوطنية اليمنية الصاعدة كذلك , ماأفرد لها الإعلام الغربي وفي مقدمته الأمريكي بمختلف وسائله صفحات اهتماماته لتسليط الضوء عليها وتناول أخبارها بإستمرار وجعلها تتصدر قائمتها كل يوم بما تحققه من انتصارات على جبهات القتال في الحرب العدوانية الحالية التي تشن على اليمن .. وقبل أيام خصصت صحيفة أمريكية , واسعة الشهرة والإنتشار مقالها الإفتتاحي لتناول أخبار الحرب والتطورات الميدانية في اليمن , وأكدت قدرة جماعة أنصار الله والجيش اليمني الذي يقاتل إلى جانبها على تحقيق مزيد من المفاجآت والإنتصارات على دول تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية في ظل استمرار التراخي والتراجع السعودي الملحوظ في تلك الحرب وتنامي حجم تورط مملكة آل سعود في حرب عدوانية كهذه . وفي مقالها الإفتتاحي قبل أيام أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الجيش اليمني ومقاتلو اللجان الشعبية الذين ينتمون لحركة أنصار الله سيتجولون في شوارع الرياض قبل نهاية العام الجاري وبحسب الصحيفة الأمريكية المذكورة فإن مقاتلي اليمن سيصبحون القوة العسكرية الأكبر في المنطقة.. وتوقعت صحيفة " الواشطن بوست" الأمريكية :" هزيمة مدوية للسعودية في حربها الحالية على اليمن وأن ما أسمتهم الحوثيين سيتجولون في شوارع العاصمة السعودية “الرياض” قبل نهاية العام الجاري " .. وأضافت الصحيفة في مقالها الإفتتاحي والذي حمل عنوان ” الحوثيون سيتجولون في شوارع الرياض قبل نهاية العام الجاري ” : " إن الحوثيين استغلوا ضعف الجانب العسكري والسياسي السعودي، بعد سيطرتهم على مناطق واسعة شرق اليمن وتقدمهم باتجاه مأرب" . كما توقعت الصحيفة الأمريكية انهيار النظام السعودي قريبا لا سيما بعد الأزمات المالية والعائلية التي عصفت بالمملكة جراء سياسة الطيش التي ينتهجها الأمير الشاب محمد بن سلمان .. لافتة إلى أن معنويات المقاتلين اليمنيين في ذروتها ولن يوقفهم أي تهديد من قبل السلطات في المملكة.. وأكدت الواشنطن بوست أيضا أن مقاتلي اليمن لم يتأثروا بطول الحرب التي دخلت في عامها السادس رغم تفشي الأوبئة في اليمن وارتفاع نسبة الإصابات، وأن ذلك لم يمنعهم من مواصلة تقدمهم باتجاه محافظة مأرب، سيما وأنهم أصبحوا على مرمى حجر من مركز محافظة مأرب النفطية وآخر معقل لقوات الرئيس الفار “عبد ربه منصور هادي” في شمال البلاد .. وأرجعت الصحيفة الأمريكية أسباب تنامي قدرات " أنصار الله " الحوثيين" العسكرية إلى اعتمادهم على أنفسهم في تصنيع الكثير من الأسلحة الاستراتيجية، وقالت :" هذا مايؤهلهم ليصبحوا اكبر قوة في المنطقة".. وخلصت الواشنطن بوست الأمريكية في مقالها الإفتتاحي إلى القول :" إن حرص الحوثيين على توطين خبرات التصنيع العسكري يعطيهم المزيد من استقلال القرار وقوة الموقف يوما بعد آخر , فضلا عن ذلك , فإن الحوثيين يمتلكون قدرة متميزة في حشد المقاتلين الأشداء الذين اكتسبوا خبرة فائقة في القتال خلال سنوات الحرب الخمس الماضية، الأمر الذي أهلهم ليكونوا في مقدمة الجيوش الأكثر قوة في العالم، بالإضافة إلى امتلاكهم مشروعاً استقلالياً واحداً يعبر عن تطلعاتهم، وسط تخبط منافسيهم في المنطقة بأسرها " . .... يتبع ....