العميد الركن: صالح محمد معيوف ما كان لليمن أن يخرج من ربق الهيمنة الأمريكية والوصاية السعودية التي حولت وطنا وشعباً حضارياً عريقاً وعظيماً إلى حديقة خلفية إلا بقوة إيمانية تحمل مشروعاً تحررياً نابعاً من عقيدة اليمانيين القرآنية الجهادية التي يمثل تجسيدها المعاصر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- سلام الله عليه- الذي أدرك من وقت مبكر إن كل ما حل باليمن والأمة العربية والإسلامية من ضعف ووهن وتمزق وشتات ناتج عن انحراف كبير عن النهج الثوري التحرري للإنسانية من عبودية الطغاة والمستكبرين لتكون العبادة كلها لرب العباد وهو نهج حمله أعلام الهدى الذين كانوا منارات تضيء الطريق بعيداً عن الانحرافات التي ضللت الأمة وجعلتها تنحرف إلى دروب وعرة تاهت في مسالكها عن مسارات أنوار الهدى فكان مشروع المسيرة القرآنية للشهيد القائد هي بداية الانطلاقة نحو ثورة حقيقية حمل رايتها قائد عالم علم مجاهد هو السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي- حفظه الله.. هذا هو سياق ثورة ال21 من سبتمبر 2014م والتي استوجبتها ضرورات وطنية كبرى بحجم مؤامرات أعداء وطننا وشعبنا وأمتنا، والتي كانت تسعى إلى استهدافنا ليس فقط في وحدتنا الدينية والاجتماعية والجغرافيا, بل في وجودنا التاريخي على هذه الأرض من خلال مشاريع التقسيم والتمزيق.. من أجل ذلك كنّا على وعي واستيعاب عميق لما سنواجهه من قبل أولئك المجرمين الذين أرادوا أن يبقى هذا الشعب العزيز والعظيم خانعاً خاضعاً لمشيئة أولئك الأعداء الطامعين في ثروات اليمن، وموقعه الجغرافي الحيوي الاستراتيجي.. غير مدركين إن ثورة ال21 من سبتمبر ليست كغيرها من الثورات اليمنية والعربية والإسلامية التي سهل لهم احتواؤها وضربها في المهد وهم حاولوا ذلك وبما ينسجم مع مخططات المشروع الاستعماري الأمريكي البريطاني الصهيوني الذي ما كان له أن يأخذ مساره لولا صنائعهم الذين مكنوهم من السيطرة على ثروات هذه الأمة النفطية ومقدساتها ونقصد هنا آل سعود وبعض إمارات مشيخيات الخليج الذين كانوا مطمئنين بأنهم نجحوا في شراء وتدجين أطراف سياسية داخلية لضرب هذه الثورة وتنفيذ مشروعهم التدميري التمزيقي في اليمن.. وكان عدوان التحالف الأمريكي البريطاني الصهيوني الإماراتي السعودي الإجرامي الوحشي في 26مارس 2015م.. معتقداً هذا التحالف الباغي انه لن يحتاج إلا لأيام أو أسابيع، وإن طالت شهور لوأد ثورة ال21 من سبتمبر والقضاء على مشروعها وتحقيق أهدافهم, لكن إرادة الله ووعي قيادة هذه الثورة العظيمة وصمود الشعب اليمني الأسطوري في التصدي والمواجهة لهذا العدوان، وكان في طليعة الجميع الأبطال الشجعان الميامين في الجيش واللجان الشعبية الذين سطروا أروع ملاحم العزة والكرامة والفداء في مواجهة معتدين وغزاة لم يعرف التاريخ مثيلاً لبربريتهم ووحشيتهم.. وهانحن في العام السادس نزلزل عروش مملكة الخيانة ومن حالفها من أدوات أمريكا والصهيونية.. والذي كانوا يحلمون أن ننهار في أسابيع وأشهر، ولكن الصمود والاستمرار للعام السادس وما حققناه من انجازات عسكرية ميدانية وتكنولوجية تجسدت اليوم في القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير بعقول يمنية وإمكانات بسيطة في ظل عدوان وحصار همجي وحرب اقتصادية لا مثيل لقذارتها عبر التاريخ.. مغيرين ليس فقط موازين القوى وقواعد الاشتباك, بل ووصلنا إلى ردع يحقق التوازن الاستراتيجي، وما هو أبعد على ذلك النحو الذي تجلى في ضربات الطيران المسير على قلب الشريان النفطي الحيوي للعالم.. واضعين ذلك التحالف أمام خيارين لا ثالث لهما, إما العودة عن غيه والجنوح للسلام أو النهاية المذلة والمخزية، ولا نحتاج اليوم لشرح ذلك فوقائع النصر اليماني القادم لا تخطئها عين.. وما النصر إلا من عند الله.. وهكذا تكون ثورة ال21 من سبتمبر ثورة عزة وكرامة واستقلالية شامخة ومستمرة حتى يتم تحقيق النصر بإذن الله تعالى.. العزة لكل أحرار اليمن والرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى.. تحيا اليمن بقائد الثورة. * قائد محور صعدة قائد اللواء 133