قد تبدو المسافة التاريخية بين ثورتي ال26سبتمبر 1962م.. وال21سبتمبر 2014م.. شاسعة بسنواتها الطويلة. لكن بقاؤنا طيلة تلك السنوات تحت قبضة الوصاية السعودية شكل إحباط تجاه نجاح الثورات اليمنية.. لهذا كان لابد من ثورة تمكن هذا الشعب من قدرة الخلاص من هذه الوصاية.. يعتقد الكثير من البشر بان مفهوم الاحتلال قد ينحصر بين التواجد العسكري المغتصب للارض بقوة السلاح بينما يكون هذا النوع من الاحتلالات شيء قابل للإزالة. على خلاف النوع الاخطر من الاحتلالات وهو الذي لاتلمس منه سوى افعال وفرضيات. دون حتى مشاهدة لحظات صناعة القرار التعسفي. للمحتل نفسه.. فما عشناه طوال ذلك الفارق الزمني بين الثورتين السبتمبريتين شي غير مصدق.. حتى انه ولد لدينا التعجب لقدرة التحمل والصبر الذي كابده ابناء هذا الشعب ردحا من الزمن. في هذا الصدد لانسعى الى الحسبة الزمنية بفارق السنوات بقدر ما يهمنا فارق الانجاز والنجاحات.. وخصوصا ما اذا كان العدو الحقيقي للثورتين هو واحد.. لتكن ثورة ال21سبتمبر هي الامتداد الحقيقي لثورة ال26سبتمبر. وهذا سيقودنا الى نقطة الاعتراف بأن ثورة 26سبتمبر قد أجهضت وقيضت اهدافها تحت طغيان هيمنة الوصاية السعودية.. مع ان اول اهدافها هو التخلص من هيمنة الوصاية السعودية... وهذا سيعني بان بقية الاهداف ايضا لم تتحقق. رغم مرور ذلك الكم من السنوات. وتتقلب السلطة. خلال هذه الفترة.. لكن الامر بقي كنا هو عليه. وهذه النقطة بالذات سنصل معها الى السبب الحقيقي لاغتيال الرئيس الحمدي. وهو امرا واضحا. جدا.. فلو لم تكن أولى خطواته في بناء الدولة تقوم على الخلاص من هيمنة الوصاية السعودية.. لما اغتيل.. وعملية اغتياله شكلت هاجس لدى من عقبه من القيادات يشير الى ان الخروج عن خطوط الوصاية يحتم بالضرورة نهاية مؤسفة. لذا بدأ الخضوع الاجباري ثم أصبح الامر اعتيادي خالطته روح العمالة... ولكن ولكي ننجح في الخلاص الحقيقي من تبعية هذه الوصاية لابد من التضحية خصوصا ان هيمنة الوصاية السعودية باتت متجذرة في العمق اليمني ولن يكون من السهل. نزعها.. وهو مافعله نتاج ثورة ال21من سبتمبر.. فلم تضحي بحمدي واحد. بل قدمت كوكبة من الرجال الاخيار.. وهذا من اهم الأسباب المقنعة في نجاحها... ولاننسى ايضا انها بدأت من تحقيق الاهداف أولها بناء جيش يمني استطاع ان يواجه بل ويكسر شوكة العدوان.. شهد الوطن خلال فترة وجيزة قفزة نوعية في التصنيع الحربي. رغم القصف المستمر ورغم الحصار العدواني الجائر.. وسنحتفل كل عام بانجازات وانتصارات ميدانية ساحقة.. هما من رصيد هذه الثورة الجماهيرية المجيدة.. ثورة الحرية والاستقلال الوطني.