أعلن رئيس أذربيجان، إلهام علييف، اليوم الأحد، عن انتزاع قوات بلاده مدينة جبرائيل وعددا من القرى المجاورة لها من قبضة قوات جمهورية قره باغ المعلنة ذاتيا والمدعومة من أرمينيا. وذكر علييف في تغريدة نشرها قبل قليل على حسابه في "تويتر": "حرر الجيش الأذربيجاني اليوم مدينة جبرائيل وعدة قرى في مقاطعتها من الاحتلال. المجد لجيش أذربيجان! قره باغ جزء من أذربيجان!". ولم يقدم الجانب الأذربيجاني حتى الآن أي أدلة تثبت صدقية هذا الإعلان، فيما ذكرت المتحدثة باسم وزارة دفاع أرمينيا، شوشان ستيبانيان، على صفحتها في "فيسبوك" أن الأنباء عن سيطرة أذربيجان على جبرائيل كاذبة. إلى ذلك أعلنت جمهورية قره باغ المعلنة من جانب واحد، اليوم الأحد، عن تدمير قواتها المطار العسكري في مدينة كنجه بجنوبأذربيجان، وهددت بقصف مواقع عسكرية أخرى في أكبر مدن البلاد. أذربيجان: مدينة يقطنها 335 ألف نسمة تتعرض للهجوم ومقتل مدني * التصعيد يقرب أرمينياوأذربيجان أكثر للدخول في حرب شاملة * أرمينيا تنفي إطلاق صواريخ على أذربيجان * قوات أذربيجان تزعم تحقيق مكاسب ميدانية جنوب ناجورنو قرة باغ (لإضافة إحراز أذربيجان تقدما كبيرا جنوب ناجورنو قرة باغ) من نايليا باجيروفا ونفارد هوفانيسيان وحمل رئيس الجمهورية المعلنة من جانب واحد، أرايك هاروتيونيان، في تصريح نشره المركز الإعلامي الأرمني الموحد حمل أذربيجان المسؤولية عن استهداف سكان عاصمة “الجمهورية” مدينة ستيباناكرت (خانكندي) باستخدام راجمات الصواريخ “بولونيز” و”سميرتش”، رغم التحذيرات المتعددة. وتابع هاروتيونيان: “أصبحت المواقع العسكرية الدائمة في مدن كبيرة داخل أذربيجان الآن أهدافا لجيشنا، وأحث سكان أذربيجان على مغادرة هذه المدن على وجه السرعة بغية تفادي خسائر محتملة. إن قيادة أذربيجان العسكرية هي التي تتحمل المسؤولية عن كل ذلك”. وفي وقت لاحق، ذكر الرئيس أن عدة ضربات صاروخية وجهت إلى مدينة كنجه جنوبأذربيجان (ثاني أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان)، مؤكدا أنه أمر بوقف تنفيذ الغارات على المدينة بهدف تفادي وقوع خسائر بين المدنيين. ويشكل هذا التطور تصعيدا حادا للحرب التي اندلعت قبل أسبوع في منطقة جنوب القوقاز. وحتى الآن تدور المعارك الرئيسية بين أذربيجان وناجورنو قرة باغ، وهو جيب يقطنه ويديره الأرمن داخل أذربيجان، لكن القتال صار يُنذر بالتحول إلى حرب مباشرة مع أرمينيا. وقال حكمت حاجييف مساعد الرئيس الأذربيجاني “أذربيجان ستدمر أهدافا عسكرية مباشرة داخل أرمينيا ينطلق منها قصف مراكزنا السكانية”. وأشار إلى سقوط ضحايا من المدنيين في منطقة أخرى في البلاد وهي بيلقان المحاذية لناجورنو قرة باغ. ونفت أرمينيا إطلاق نيران “من أي نوع” باتجاه أذربيجان لكن زعيم إقليم ناجورنو قرة باغ قال إن قواته استهدفت قاعدة جوية عسكرية في كنجة إلا أنها أوقفت إطلاق النار فيما بعد لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وينطوي الصراع على خطر جر قوى إقليمية أخرى، إذ تدعم تركياأذربيجان بينما أبرمت أرمينيا معاهدة دفاع مع روسيا. وقالت وزارة الخارجية التركية “هجمات أرمينيا التي استهدفت مدنيين في كنجة … تعبير جديد عن سلوك أرمينيا المخالف للقانون. نستنكر هذه الهجمات”. وكتب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على تويتر أن قواته تمكنت من السيطرة على بلدة جبرائيل والعديد من القرى فيما يعتبر، حال تأكيده، تقدما هاما في المناطق الواقعة في الطرف الجنوبي من إقليم ناجورنو قرة باغ. ونفت شوشان ستيبانيان المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية ذلك واصفة إياه بأنه “تزييف آخر”، ولم يتسن التحقق من الأمر من مصدر مستقل. وسجل إقليم ناجورنو قرة باغ وفيات وإصابات بين المدنيين في منطقتي ستيباناكيرت وشوشي نتيجة للقصف الأذربيجاني. في غضون ذلك، أعلن مساعد رئيس جمهورية قره باغ، غير المعترف بها دوليا، فاهرام بوغوسيان، على صفحته في “فيسبوك” عن تدمير مطار كنجه العسكري الذي سبق أن صرح الجانب الأرمني بأن مقاتلات تركية من طراز “إف-16” منتشرة فيه، وأسقطت إحداها في 29 سبتمبر طائرة حربية أرمنية من طراز “سو-25″، ونفت أذربيجان ذلك. بدورها، أعلنت وزارة دفاع جمهورية قره باغ عن تنفيذ قواتها “ضربات قوية إلى أهم المواقع العسكرية في عمق أراضي أذربيجان”، محملة حكومة باكو المسؤولية عن التصعيد. في الوقت نفسه، نفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة دفاع أرمينيا، شوشان ستيبانيان، شن أي غارات على أراضي أذربيجان من أراضي البلاد. من جانبه، أكد مساعد رئيس أذربيجان، حكمت حاجييف، أن كنجه تعرضت للقصف الصاروخي المكثف، متوعدا الجانب الأرمني ب”رد مناسب”. ونشر المسؤول على حسابه في “تويتر” لقطات تظهر منازل سكنية في كنجه تضررت جراء القصف. وأكدت وزارة الخارجية الأذربيجانية على حسابه في “تويتر” سقوط قتيل وأربعة جرحى على الأقل بين المدنيين جراء القصف. ونفت وزارة الدفاع في أذربيجان قصف أي مواقع عسكرية في كنجه، واصفة الخبر الصادر بهذا الشأن عن الجانب الأرمني بأنه “كاذب واستفزازي”، وتابعت: “”نتيجة للقصف من قبل العدو، تضرر سكان محليون ومرافق مدنية ومبان تاريخية عريقة”. وعلى الرغم من نأي الحكومة الأرمنية بالنفس عن أي غارات على أذربيجان، صرح وزير الدفاع الأذري ذاكير حسانوف بأن القصف نفذ من أراضي أرمينيا، مضيفا أن الهجوم “يحمل طابعا استفزازيا ويوسع رقعة الأعمال القتالية”. وفي وقت سابق من اليوم، تبادل طرفا النزاع الاتهامات باستهداف مرافق مدنية. من جهتها دانت تركيا الأحد ما قالت إنها هجمات نفّذتها القوات الأرمينية على مدينة كنجه في إطار النزاع المرتبط بقره باغ. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن “الهجمات الأرمينية التي تستهدف المدنيين اليوم في ثاني كبرى المدن الأذربيجانية كنجه تعد مؤشرا جديدا على موقفها (يريفان) الذي لا يعترف بالقانون. ندين هذه الهجمات”. وتدعم تركياأذربيجان في النزاع المستمر منذ عقود بشأن ناغورني قره باغ الذي تعتبره باكو تحت الاحتلال الأرميني. وتتمتع تركياوأذربيجان بعلاقات قوية وكلاهما تعتبران أنهما “أمة واحدة في دولتين”. وتصاعدت حدة الاشتباكات التي اندلعت قبل سبعة أيام للسيطرة على قره باغ وتبادلت قوات انفصالية أرمنية والجيش الأذربيجاني إطلاق الصواريخ. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن مدينة كنجه التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 330 ألف نسمة في غرب أذربيجان “تتعرض أيضا لإطلاق نار”، فيما ذكرت القوات الانفصالية المدعومة من أرمينيا أنها دمرت قاعدة جوية هناك. واتهمت وزارة الخارجية التركية القوات الأرمينية “بانتهاك كل مبادئ القانون الإنساني ومهاجمة مناطق يعيش فيها مدنيون إلى جانب المناطق المحتلة التي كانت مسرحا للاشتباكات”. وأضافت “تلك الهجمات تظهر أن أرمينيا لن تتردد في ارتكاب جريمة ضد الإنسانية لمواصلة احتلالها غير الشرعي” ووصفت البلاد بأنها “أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار في المنطقة”.