اعلامي جنوبي يدعو لطرد رشاد العليمي وشرعيته من عدن والجنوب العربي    إتلاف 180 طناً من المواد الغذائية منتهية الصلاحية في أمانة العاصمة    تعز… أخ يعتدي على شقيقته المحامية بعد ترافعها في قضية مرتبطة به    الدولار يتراجع إلى أدنى مستوى له    الأمين العام للأمم المتحدة: "ما حدث في محافظتي حضرموت والمهرة تصعيد خطير"    المغرب يهزم سوريا ويبلغ نصف نهائي كأس العرب 2025    غوتيريش: مركز الملك سلمان للإغاثة يُعد نموذجًا بارزًا على السخاء وجودة الخدمات الإنسانية    توزيع مساعدات عاجلة للأسر المتضررة من الأمطار في المحويت    العليمي يهدد بتجويع الجنوب .. ويبحث عن شرعيته في غرف الفنادق ..    الرئيس الزُبيدي يتفقد سير العمل بديوان عام وزارة الزراعة والري والثروة السمكية وقطاعاتها    المحرّمي يطّلع على أداء وزارة الأوقاف ويشدد على نشر ثقافة التسامح والوسطية    بوتين يعلن تحرير سيفيرسك ويؤكد امتلاك الجيش الروسي زمام المبادرة    إغلاق مفاجئ لمطار سيئون بوادي حضرموت    تكرّيم أبطال بطولة منتخبات المحافظات للكاراتيه بصنعاء    غوغل تعلن ضوابط أمان جديدة لحماية مستخدمي كروم    ثلاث عادات يومية تعزز صحة الرئتين.. طبيب يوضح    سوء الخاتمة: الاشتراكي يختتم تاريخه الأسود بفضيحة.    شهد تخرج 1139 طالبا وطالبة.. العرادة: التعليم الركيزة الأساسية لبناء الدولة واستعادة الوطن    جلادون على طاولة التفاوض    ضحايا جراء سقوط سيارة في بئر بمحافظة حجة    منظمة اممية تنقل مقرها الرئيسي من صنعاء إلى عدن    نيويورك.. رابطة "معونة" تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان وتطلق ثلاثة تقارير رئيسية    الترب: أخطر مشروع يستهدف اليمن اليوم هو الانفصال    النفط يواصل الارتفاع بعد التوتر المتصاعد بين واشنطن وكاراكاس    الصحفية والأديبة الشاعرة سمية الفقيه    نتائج الجولة السادسة من دوري الأبطال    أمريكا تستولي على ناقلة نفطية في البحر الكاريبي    جرائم العدوان خلال3,900 يوم    الأجندة الخفية للإعلام السعودي والإماراتي في اليمن    الجنوب راح علينا شانموت جوع    بيان مجلس حزب الإصلاح وسلطان البركاني    الكاتب الصحفي والناشط الحقوقي نجيب الغرباني ..    إسرائيل تحذر واشنطن: لن نسمح بوجود تركي في غزة    اليونسكو تدرج "الدان الحضرمي" على قائمة التراث العالمي غير المادي    عود يا أغلى الحبايب... يا أغنيةً عمرها ثلاثون سنة ولا تزال تشعل قلبي كلما هبّ اسمها في الهواء    لا مفر إلى السعودية.. صلاح يواجه خيبة أمل جديدة    فعالية حاشدة للهيئة النسائية في صعدة بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    وزارة الزراعة والثروة السمكية تعلن فتح موسم اصطياد الجمبري    المنتخب الوطني تحت 23 عاما يغادر بطولة كأس الخليج بعد تعادله مع عمان    المحرّمي يطّلع على جهود وزارة النفط لتعزيز إمدادات وقود الكهرباء والغاز المنزلي    ندوة بصنعاء تناقش تكريم المرأة في الإسلام وتنتقد النموذج الغربي    بيان مرتقب لقائد الثورة في اليوم العالمي للمرأة المسلمة    "اليونسكو" تدرج الدان الحضرمي على قائمة التراث العالمي غير المادي    النفط يحافظ على مستوياته مع تزايد المخاوف من تخمة المعروض    نبحوا من كل عواصم العالم، ومع ذلك خرجوا من الجنوب.    مباراة حاسمة.. اليمن يواجه عمان مساء الغد على بطاقة التأهل لنصف نهائي كأس الخليج    اجتماع موسع بصنعاء لتعزيز التنسيق في حماية المدن التاريخية    60 مليون طن ركام في غزة بينها 4 ملايين طن نفايات خطرة جراء حرب الإبادة    اكتشاف أكبر موقع لآثار أقدام الديناصورات في العالم    إتلاف 8 أطنان أدوية مخالفة ومنتهية الصلاحية في رداع    حضرموت.. المدرسة الوسطية التي شكلت قادة وأدباء وملوكًا وعلماءً عالميين    شبوة.. تتويج الفائزين في منافسات مهرجان محمد بن زايد للهجن 2025    المثقفون ولعنة التاريخ..!!    ضرب الخرافة بتوصيف علمي دقيق    ميسي يقود إنتر ميامي للتتويج بلقب كأس الدوري الأمريكي    إب.. تحذيرات من انتشار الأوبئة جراء طفح مياه الصرف الصحي وسط الأحياء السكنية    رسائل إلى المجتمع    في وداع مهندس التدبّر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد القائد: حريتُنا هدفٌ إيماني مقدس
نشر في 26 سبتمبر يوم 19 - 10 - 2021

جاء خطابُ قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، عصر أمس الاثنين، مُتَّسِقاً في مضامينه مع حجم أهميّة وخصوصية ومميزات المناسبة "الجامعة" التي بات واضحًا أن الشعبَ اليمني من خلال إحيائه الفريد لها يتصدر مكانة قيادية في العالم الإسلامي، فكان الخطابُ مليئاً بالدلالات والرسائل الهامة المتعلقة بالصراع مع الأعداء على كافة مستوياته، بدءاً من المستوى الأشمل والأوسع الذي تخوض فيه الأُمَّة الإسلامية بأكملها معركتها العالمية الممتدة من الصراع الأزلي بين الحق والباطل، إلى مستوى الصراع الإقليمي وقضاياه المركزية وفي مقدمتها قضية القدس وفلسطين ثم قضايا بقية شعوب المنطقة المستهدفة، وُصُولاً إلى مستوى معركة التحرّر اليمنية المقدسة التي لا يمكن فصل مجرياتها عن بقية مستويات الصراع.
الجوهرُ الجهادي في شخصية النبي والرسالة الإلهية
الخطابُ بدأ كالعادة من مدخل "الحدث" نفسه الذي تتعلَّقُ به المناسبةُ وهو ولادةُ النبي الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله، بما يمثله ذلك الحدث من نقطة تحول نهضوي شامل وغير مسبوق في تاريخ البشرية كلها، وفي تاريخ المنطقة العربية بشكل خاص؛ كونها البيئةَ التي احتضنت مسارَ هذا التحول وانطلاقته نحو بقية العالم.
ولأهميّة هذا التحوُّلِ بالنسبة لواقع الجمهور العربي والإسلامي اليوم كمرجعية نهضة مضمونة النتائج دائماً، تنقّلَ قائدُ الثورة بإيجازٍ بين بعض مراحل ومجريات مسار حياة صانع هذا التحول العظيم، صلوات الله عليه وآله، مسلِّطًا الضوءَ على بعضِ السمات الرئيسية والجوهرية لشخصية النبي الأعظم وَالدين الإسلامي، القيادة والمنهج اللذين ينتج عن التمسك العملي بهما خلاصٌ مضمونٌ من المشاكل والأزمات.
أبرز تلك السمات كانت "الجهاد" وتحمل مسؤولية التصدي للأعداء الذين لم تتغير هُوِيَّتهم وأساليبهم على امتداد قرون، في دلالة على أزلية الصراع العام بين الحق والباطل، والموقع المحوري الذي تمتلكه هذه المواجهة في تعاليم وروح الدين الإلهي، وقد حرص القائد في هذا السياق بشكل مباشر وغير مباشر على إزالة التشويش الذي تمت صناعته بشكل ممنهج من قبل الأعداء وأدواتهم لحرف الأنظار عن مسألة الصراع ومسؤولياته، فشد الانتباه نحو تفاصيل الجانب "الجهادي" في شخصية النبي الأعظم، وهو جانب رئيسي واسع يشكل تجاوزه أَو تجاهله انتقاصاً رهيباً من كمال الرسالة وكمال قائدها وقدوتها.
وسلّط قائدُ الثورة الضوءَ أَيْضاً على جوانبَ من صفات العدوّ وأتباعه داخل الجمهور الإسلامي، لتكون الصورة واضحة بما يكفي لسد أية ثغرة يتسلل منها التضليل إلى وعي الجمهور وفهمه لأدبيات الصراع بين الحق والباطل في الرسالة المحمدية، وفي الدين الإلهي بشكل عام، حَيثُ أوضح القائد أن إطلاق تسمية "اتّفاقات إبراهام" على صفقات "التطبيع" بين العدوّ الإسرائيلي والأنظمة العميلة، تمثل إساءة لمقام نبي الله إبراهيم عليه السلام، الذي كانت "البراءة من أعداء الله" ومواجهة الاستكبار والظلم جوهر سيرته وشخصيته كما حكاها القرآن الكريم.
اليمن في معادلة إزالة "إسرائيل": نراه قريباً
من هذه الخلفية العامة المهمة التي تحدّد بوضوح معالم المواجهة وضرورتها وموقعها الجوهري في الإسلام وفي مسار التحول النهضوي المحمدي الذي بدأ لحظة المولد النبوي الشريف، انتقل قائد الثورة إلى الحديث عن الواقع الحاضر لهذه المواجهة، والتي تدور اليوم بشكل مباشر وعلى مستوى إقليمي مع العدوّ الصهيوني.
وفي هذا السياق، أكّد قائد الثورة على أن ملامح حتميات هذه المواجهة (هزيمة العدوّ وخسارة أدواته الإقليمية وانتصار المقاومة) بارزة اليوم عمليًّا على الأرض، وأشَارَ إلى أن تحقّقها الكامل صار أقرب من أي وقت مضى.
هذا التأكيد حمل رسالة مهمة تبشر بتحولات كبرى على مستوى المنطقة، وسيكون اليمن أحد صانعيها الرئيسيين، فالقائد جدد أَيْضاً التأكيد على الاستعداد والجهوزية للمشاركة الفاعلة في معادلة "الحرب الإقليمية" التي أعلنها سماحة السيد حسن نصر الله سابقًا، لصد أي تهديد أَو خطر على القدس والمسجد الأقصى، كجزء من محور المقاومة.
ويؤكّد هذا الإعلان المتجدد بوضوح على أن هذا الموقف لا يخضع لأية مساومات، ولا يمكن التراجع عنه، وهي رسالة مهمة للقوى التي ما زالت تحاول التحكم بمستقبل اليمن وتشكيله وفقا لأهوائها، كما أنه تأكيد جديد على أن هذا الموقف يمتد من جوهر الالتزام الديني الذي يعبر عنه إحياء هذه المناسبة وبالتالي فهو موقف مجمع عليه شعبيًّا، وليس مُجَرّد خيار سياسي "نخبوي".
ولا يختلف ذلك عن موقف التضامن مع بقية شعوب المنطقة المستهدفة من قبل الصهاينة ورعاتهم، والذي أكّد القائد أن اليمن ملتزم بشكل مبدأي وثابت بالوقوف إلى جانبها، كما أكّد "الاعتزاز بالأُخوَّة الإسلامية مع أحرار الأُمَّة ومحور المقاومة"، وهو تأكيد آخر على إغلاق الباب نهائيًّا أمام محاولات الأعداء لفرض رؤى ومسارات سياسية تتحكم بشكل العلاقات بين اليمن ومحيطه العربي والإسلامي، وخُصُوصاً العلاقة بمحور المقاومة.
استقلالنا هدف مقدس لا مساومة فيه
والأمر نفسه بالنسبة لمعركة التحرّر اليمنية التي أكّد قائد الثورة أن هدف تحقيق الحرية والاستقلال الكامل فيها هو هدف "مقدس" بقداسة الهُوِيَّة الإيمانية الجامعة التي ينطلق منها، في رسالة واضحة لقوى العدوان الإقليمية والدولية بأن المسألة ليست مطلباً تفاوضياً سياسيًّا يخضع للأخذ والرد أَو "اشتراطات" يمكن تعديلها في إطار صفقة ما.
وجدّد قائد الثورة التأكيد على التمسك بالمحدّدات الرئيسية لهذا الموقف الثابت، والمتمثلة بإنهاء العدوان والحصار والاحتلال ومعالجة الملفات الإنسانية ودفع التعويضات، وهي النقاط الرئيسية التي يحاول تحالف العدوان منذ مدة، وبلا جدوى، التحايل عليها واستدراج صنعاء للتخلي عنها والقبول بمقايضات فاضحة تنطوي على الاستسلام.
ولطالما حملت الرسائلُ التي يوجّهها قائد الثورة في خطابات المولد النبوي أهميّة بالغة؛ لأَنَّها لا تعبر عن مواقفَ سياسية فحسب، بل تشكل ثوابت دينية ووطنية ومعالم راسخة لمسار التحَرّك الشعبي والرسمي والثوري على كُلّ المستويات، ومن خطاب هذه السنة يبدو بوضوح، إجمالًا، أن مستقبلَ الصراع مع الأعداء في اليمن وفي المنطقة، مليءٌ بمفاجآت وانتصاراتٍ لن تكونَ نتائجَ للصدفة بل لخطط معدة وخيارات محسومة.
ويمكن القول إن السمة الأبرز لهذا الخطاب التاريخي كانت التأكيدَ الواضِحَ والصريحَ على الثبات الدائم لمختلف المواقف المعلنة في إطار الصراع مع العدوّ على كُلّ المستويات، وبعبارة أُخرى تأكيد الجذور الدينية والإيمانية لهذه المواقف وبالتالي قطع كُلّ احتمالات التراجع والتنازل عنها، مهما كان حجمُ ونوعُ التضحيات التي يتطلَّبُها الأمر.
وقد برزت هذه السمةُ بوضوحٍ في حجم التفاعل الجماهيري الكبير مع الخطاب ومضامينه، والذي يأتي في إطار التفاعل الاستثنائي مع المناسبة نفسها ومع دعوة القائد للتفرد في إحيائها، حَيثُ يعكس هذا التفاعل بوضوح الإجماع الواسع على المواقف التي عبرت عنها القيادة كمواقفَ إيمانية عامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.