كشفت صحيفة "هآرتس" (Haartz) الإسرائيلية عن أن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، أدار علاقات نظام والده بإسرائيل. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من كون والده من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية ودعم الجماعات الفلسطينية المسلحة بالمال والسلاح والتدريب، فإن سيف الإسلام قد التقى علنا مسؤولين إسرائيليين وكان على علاقة بممثلة إسرائيلية. وأوضح تقرير هآرتس أنه على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية تربط البلدين، فإن إسرائيل ونظام القذافي كانا على اتصال "بشأن قضايا دبلوماسية وإنسانية"، وقد أدار سيف الإسلام القذافي تلك الاتصالات من خلال رجال أعمال يهود من أصل ليبي من بينهم رجل أعمال يهودي يدعى والتر أربيب. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تولي أهمية خاصة لليبيا نظرا لموقعها الجغرافي الإستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط وقربها من مصر، وبسبب الجالية الكبيرة من اليهود الليبيين في إسرائيل وتأثيرهم على اليهود الليبيين الذين هاجروا إلى إيطاليا. وأفاد تقرير نشرته الصحيفة الأسبوع الماضي بأن الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي تروج أنباء عن نيته الترشح أيضا للانتخابات الرئاسية الليبية، أوفد ابنه صدام إلى إسرائيل طلبا لمساعدة عسكرية ودبلوماسية من تل أبيب مقابل وعود بإقامة علاقات دبلوماسية بين ليبيا وإسرائيل إذا فاز برئاسة الحكومة الليبية التي ستشكل بعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الثاني المقبل. رفض واحتجاج وكانت مفوضية الانتخابات الليبية قد أعلنت الأحد تسلّمها ملف ترشح سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي في مكتبها بمدينة سبها (جنوب)، ليعود سيف الإسلام إلى الواجهة بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده إبان ثورة 17 فبراير/شباط 2011. وأفات مصادر اعلامية في ليبيا بأن محتجين في مدن غرب ليبيا أغلقوا مراكز الانتخابات احتجاجا على ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، في حين طالب مكتب المدّعي العسكري العام مفوضية الانتخابات بوقف إجراءات ترشح كل من سيف الإسلام واللواء المتقاعد خليفة حفتر. وكانت مفوضية الانتخابات الليبية حذفت تدوينة نُشرت على صفحتها بفيسبوك كان مضمونها أن المفوضية رفضت ترشيح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية المقبلة. وظهر المنشور في الصفحة لنحو 5 دقائق، وجاء فيه أنه في ضوء ما تشهده المفوضية من زعزعة للاستقرار وإغلاق لمكاتبها بسبب ترشح نجل القذافي للانتخابات، فإنها قررت عدم قبول هذا الترشح. من جهته، طالب مكتب المدّعي العسكري العام في ليبيا مفوضية الانتخابات بوقف إجراءات ترشح كل من سيف الإسلام القذافي وحفتر إلى حين امتثالهما للتحقيق.
