تاريخنا اليمني حافل بالكثير من الأيام الخالدة والتواريخ العظيمة التي حفرت أمجادها في وجدان الشعب وفي أنصع صفحات التاريخ.. ومن أعظم تلك الأيام خلوداً وتمجيداً وقداسة هو يوم ال30من نوفمبر 1967م ذلك اليوم الذي لن ينساه اليمنيون جيلاً بعد جيل، لأنه اليوم الذي أشرقت فيه شمس الحرية والاستقلال على جنوب الوطن الغالي، وأثمرت فيه تضحيات كل الأحرار من أبناء الوطن ونكست راية المستكبرين والمتسلطين وانهارت أحلام الطامعين والمتآمرين وكشفت أقنعة الزيف والخداع عن وجوه المرتزقة والبائعين لأوطانهم بثمن بخس. إن ال30من نوفمبر تاريخ شعب عريق ضحى بآلاف الشهداء العظماء في سبيل دحر غزاة ومحتلي أرضه الجنوبية والشرقية وأرغمهم على الرحيل وإلى غير رجعة تحت الضربات الموجعة والتي تلقوها من الفدائيين الذين اعتبروا الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لإجبار المستعمر البريطاني على الرحيل وعلى مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فتحقق النصر العظيم على أعتى وأقوى محتل على وجه الأرض. ال30من نوفمبر 1967م هو تتويج لنضال وكفاح أبناء الشعب اليمني ضد الاستبداد والاستعمار الأجنبي وتجسيد حقيقي لإرادته في الحرية والاستقلال من براثن الاحتلال الذي جثم على أرضه الطاهرة ردحاً من الزمن وهو يعاني ويلات ومآسي هذا العدو الغاصب لأرضه وخيراته وكرامة شعبه الذي ينشد الحرية والانعتاق من الظلم والوصاية والهيمنة والتبعية للخارج، فكانت القوى الحرة التحررية في شمال الوطن وجنوبه يتحركون ليل نهار لطرد هذا المستعمر البغيض وتوجهوا بكل قواتهم وقدراتهم المتواضعة إلى ميادين الشرف والكرامة والتصدي للإمبراطورية الاستعمارية ومواجهتها بكافة الوسائل والإمكانات حتى تم طرد آخر جندي بريطاني من أرض جنوب الوطن. وهاهم اليوم المستعمرون الجدد وما يقومون به من عبث وتدمير وقتل لأبناء شعبنا في الجنوب ما هو إلا امتداد وتنفيذ لاحتلال جديد تحت عدة مسميات كاذبة ولكن الشعب اليمني الحر الأبي معروف على مر التاريخ تضحياته وبطولاته وأنه لا يقبل من يريد أن تطأ قدمه أرضه الطاهرة وكما استطاع تحرير أراضيه الجنوبية من أقوى إمبراطورية استعمارية في العصر الحديث في 30من نوفمبر 1967م هو قادر على دحر الغزاة والمحتلين الجدد ومرتزقتهم بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل الرجال الشرفاء الأحرار من أبناء هذا الوطن وعلى أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية الميامين.