الجلسة الأولى بين الرئيسين علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد والتي حضرها بعض المسؤولين من الشطرين في أواخر عام 1980م كانت ودية تخللها كما أسلفت في الحلقة الماضية بعض الوجوم بسبب بعض عبارات علي صالح "الجلفة" لكن تعليقات الزعيم الشعبي علي عنتر وعباراته الساخرة كانت تخفف من حدة التوتر في أغلب الحالات وقد أعجبت الرئيس المستجد آنذاك علي عبدالله الذي لم تمضِ على فترة تسلمه الرئاسة غير سنتين وبضعة أشهر حتى ولو كانت ضده مباشرة وقد اختتم الجلسة الأولى بقوله:"شكراً لكم على حضوركم هذه الجلسة أما في الجلسات القادمة بيني وبين أخي الرئيس علي ناصر، سنناقش قضيتين الأولى تبادل المطلوبين أمنياً بين الشطرين والقضية الثانية: وقف الحرب في المنطقة الوسطى. ثم انفض الاجتماع الذي كان قد بدأ من بعد صلاة العصر وانتهى الساعة السابعة من مساء نفس اليوم. ثم انصرف الجميع إلى صالة وليمة وجبة العشاء. الجلسة الثانية: من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الحادية عشرة والنصف مساء وهي جلسة سرية مغلقة اقتصر قوامها على الرئيسين:علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية القائد العام للقوات المسلحة ونظيره علي ناصر محمد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رئيس مجلس الوزراء في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. والأستاذ الصحفي المعروف فاروق مصطفى رفعت مقرر الاجتماع أي كاتب محضر الاجتماع. نقاط الاجتماع نقطتين وهي: الأولى: تبادل المطلوبين أمنياً بين الشطرين. الثانية: وقف الحرب في المنطقة الوسطى. ملاحظة: لم يوثق الاجتماع لأي جلسة لا في شريط تسجيل مسموع ولا مرئي حسب طلب الرئيس علي عبدالله صالح لا في هذه الجلسة ولا في سابقتها ولا حتى في الجلستين الثالثة والرابعة من جلسات اللقاء الثنائي. أما التدوين الخطي لمحاضر الجلسات فقد أصر على وجوبه الرئيس علي ناصر محمد على أن يكون من نسختين فقط نسخة أصل ونسخة كربون عادي. الصحفي فاروق مصطفى لم يدون محاضر صحفية للنشر بل هي محاضر جلسات لقاء ثنائي بين رئيسين ترويستها (سري للغاية) نقطتي اللقاء الثنائي تقدم بها الرئيس علي عبدالله صالح وهي أساساً الموضوع الأساسي والوحيد للقاء الثنائي بين الطرفين بجلساتها الأربع. الجلسة الأولى أعد لها محضراً منفصلا عن بقية الجلسات الثانية والثالثة والرابعة والتي كان لها محضراً خاصاً بها كون نقطتي اللقاء فيها كانت كل لا يتجزأ بعكس الجلسة الأولى التي كانت جلسة ودية حضرها بعض المسؤولين من الجانبين الشمالي والجنوبي. معرفتي الشخصية بالصحفي المعروف فاروق مصطفى رفعت معرفة بسيطة كنت مساهماً بسيطاً بكتابة بعض المقالات المتنوعة لصحيفة 14اكتوبر في ثمانينات القرن الماضي و كان هو رئيس تحريرها. آخر مرة شاهدته في مقر الصحيفة في المعلا- عدن- قبل أيام قلائل من أحداث 13يناير عام 1986م. يقال والله أعلم أن الأستاذ فاروق كان مواليا لجماعة علي ناصر التي نزحت بعد 13يناير 1986م إلى شمال الوطن. عودة إلى الموضوع: ناول الرئيس صالح نظيره علي ناصر محمد دفتر(إيه فور) مكون من أكثر من خمسين ورقة قائلاً له: هذا كشف بالمطلوبين امنياً من الجنوبيين رد عليه ليس لدينا أشخاص مطلوبين أمنياً من مواطني الجنوب قال صالح إلا فيه أبسر وأدرس الكشف.. وأضاف إذا فيه أسماء غير موجودة ارفعوا لنا بها ونحن سنعمل على تسليمها في أسرع وقت ممكن. قال الرئيس علي ناصر هذا قد هو كشوفات,ثم اطلع عليه مدة أكثر من نصف ساعة ثم قال بعض الأسماء اعرف أصحابها شخصياً بعضهم من جبهة التحرير وبعضهم من يمين الجبهة القومية لكنهم ليسوا مطلوبين أمنياً ووضع الدفتر على الطاولة قائلاً: لسنا بحاجته. يتبع العدد القادم