مارس النجم كريم بنزيما هوايته في أداء دور البطولة في ريال مدريد، وسجل ثلاثية جديدة "هاتريك"، قاد بها الميرنجي للفوز على مضيفه تشيلسي 3-1 مساء الأربعاء، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. ويسهل القول إن بنزيما شكل الفارق، بفضل قدرته الفائقة على استغلال العرضيات، واستثمار أخطاء المدافعين، لكن هناك عوامل أخرى، أدت لحسم ريال مدريد للمباراة بهذه النتيجة، رغم أن خصمه يلعب على أرضه وأمام جمهوره. من الناحية العملية، لم يقدم ريال مدريد ما هو جديد، ولم تخرج تشكيلته أو طريقة لعبه عن المألوف، لكن التزام اللاعبين بالخطة الموضوعة، وقدرة لاعبي الوسط على فرض وجودهم، كانت عوامل حاسمة وأساسية في خروج الفريق الملكي بالفوز الثمين، ولا يمكن إغفال أن تشيلسي لم يكن في أفضل أحواله إطلاقا. افتقد تشيلسي أمورا عديدة ، وبدا مهتزا أو متأثرا من الخسارة الأخيرة في الدوري الإنجليزي 4-1 أمام برينتفورد، فظهر شبحا لذلك الفريق الذي أحرز لقب المسابقة القارية العام الماضي. وربما تظل حالة عدم اليقين بشأن مستقبل النادي اللندني وغموض هوية ملاكه الجدد قد لعبت كذلك دورا في تشتيت اللاعبين ذهنيا. لم تكن هناك أي مفاجآت في تشكيلة ريال مدريد الذي انتهج مدربه الحَذِر كارلو أنشيلوتي طريقة اللعب 4-4-2، التي كانت تتغير عند امتلاك الكرة إلى 4-3-3، حيث تكون الخط الخلفي من ديفيد ألابا وإيدر ميليتاو في العمق، وفيرلان ميندي وداني كارفاخال على الطرفين. وبرز ثلاثي الوسط المذهل اليوم كاسيميرو وتوني كروس ولوكا مودريتش، مع إسناد في الحالة الدفاعية من فيدي فالفيردي، الذي كان يتحرك على الجناح الأيمن عند امتلاك الكرة، مقابل وقوف فينيسيوس جونيور على الجناح الأيسر، إضافة لحركة دؤوبة من بنزيما في مركز المهاجم "9". وساعد ريال مدريد على التقدم بالنتيجة في الشوط الأول، الخطورة التي شكلها كارفاخال وميندي على طرفي الملعب، من خلال تحركات أنيقة أحدثت شرخا في دفاع البلوز، دون إغفال الواجب الدفاعي الذي كان أولويتهما في المقام الأول. يضاف إلى ذلك، تفوق ثلاثي وسط ريال مدريد على ثنائي وسط تشيلسي، مما أدى لفقدان الفريق اللندني زمام المبادرة في وسط الملعب، فلم يتمكن من اللعب بين الخطوط، في ظل التزام كاسيميرو وكروس بعدم المبالغة في التقدم، بينما أدى مودريتش دور لاعب الوسط الهجومي وقت حيازة الكرة. وشعر وسط ريال مدريد بالإنهاك في الشوط الثاني، وتأخر أنشيلوتي كثيرا في تبديلاته، خصوصا أن كروس بدا متعبا للغاية قبل تبديله، في وقت فقد فيه كاسيميرو الكرة في أكثر من مناسبة، إضافة إلى تأخر اللاعب البرازيلي في التصرف بالكرة عند الضغط، وهي سمته الدائمة في كل الأوقات. إلا أن تشيلسي لم يستغل إرهاق منافسه، فأهدر الفرص تباعا في الشوط الثاني، وهو الذي استعان مدربه الألماني توماس توخيل بطريقة اللعب 3-4-3، مع تعديل غريب تمثل في إشراك الإسباني سيزار أزبيليكويتا، في الظهير الأيسر، مقابل وقوف أندرياس كريستينسن إلى جانب تياجو سيلفا وأنطونيو روديجر في عمق الدفاع، مع وجود ريس جيمس في الطرف الأيمن. أشرك توخيل أزبيليكويتا في هذا الموقع، لعدم اقتناعه بشكل كامل بوجود ماركوس ألونسو في التشكيل الأساسي، علما بأنه جرب كلا من كريستيان بوليسيتش وساوول نيجيز في هذا الجانب من الملعب، في بعض مراحل الموسم الحالي مع غياب المصاب الإنجليزي بن تشيلويل، دون أن تنال التجربة رضاه. لكن الأمر الأكثر غرابة هو غياب التفاهم بين أفضل 3 مدافعين لديه هذا الموسم، فكان بنزيما يتحرك بأريحية، على عكس التوقعات بحصاره بين هذا الثلاثي الصلب. وأجرى توخيل تعديلا تكتيكيا في طريقة لعبه في الشوط الثاني، فتغيرت طريقة اللعب إلى 4-2-3-1، بعد سحب كريستينسن وإشراك حكيم زياش، إضافة إلى إخراج غير الموفق كانتي وإدخال ماتيو كوفاسيتش. لكن عدم قدرة المهاجم البديل روميلو لوكاكو على استثمار الفرص أمامه، مقابل توفيق بنزيما وانقضاضه على تمريرة الحارس إدوارد ميندي الطائشة، شكل الفارق الحقيقي بين الفريقين.