بايدن الرئيس الأمريكي سيزور المنطقة منتصف الشهر القادم وكما قال ان هذه الزيارة أهميتها لا تكمن في إعادة النظام السعودي ومعه الأنظمة الخليجية الى بيت الطاعة الامريكية بل حماية إسرائيل من خلال خلق تحالف صهيوني اعرابي الى جانب السابقون بالتطبيع ونعني هنا مصر والأردن والجناح الأمريكي في النظام العراقي والغاية تامين كيان العدو الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين المقدسة. ما كان لهذا التحرك الأمريكي ان يكون لولا مؤشرات المواجهة الاطلسية الروسية في أوكرانيا والتي تبين ان أمريكا وحلفها الغربي يستشعر خسارة هذه المعركة وبالتالي عليه ان يعيد ترتيب أوراقه في مكان اخر. في هذه الزيارة تتداخل موضوعات وقضايا كثيرة تعيق إعادة ترتيب الأوراق واللاعبان الرئيسيان فيها محوران تحرري استراتيجيته تعمل من اجل تحقيق انتصار يعيد فلسطين للامة ويحرر المقدسات ومحور يسعى الى تأبيد التبعية والعمل على ملء فراغ الحماية بقيادة إقليمية لكياناته العميلة بقيادة إسرائيل بعد ان بات واضحا ان خروج أمريكا من المنطقة أصبح حقيقة بعد بروز تحديات ومخاطر امام زعامتها المتوحشة للعالم. كل هذا يأتي بنا الى استفهام .. اين نحن ؟!.. الإجابات تتحدد وفقاً للزاوية التي ننظر منها الى المكان الذي نتحرك فيه ومع من نصتف .. أمريكا وتحالفها وقبلهما وخلفهما اسرائيل الى زوال. المعنى فيما سبق ان أبناء الشعب اليمني صمدوا وصبروا وواجهوا لأكثر من سبع سنوات واصبحوا قاب قوسين او ادنى من انتصار ملحمي تزداد أهميته وعظمته انه يأتي في مفترق طرق لاستعادة التوازن العالمي الذي لن يكتب التاريخ الا اننا كنا مشاركين ومساهمين في كل هذا وبالتالي مكانة اليمن اذا ما عملنا على انجاز هذا النصر واكتماله فان المكانة التي سنأخذها في هذا العالم لن تكون الا في مستوى هذا النصر ويجب ان نتحرك بروح ايمانية وعقول كبيرة تستشعر المسئولية تجاه التضحيات التي قدمها أبناء هذا الوطن الاحرار الشرفاء. المنطقة والعالم مقبلة على تحولات كبرى والعقول الصغيرة لا تستوعبها لهذا الرهان على أصحاب العقول الكبيرة .. اما الصغار فسيضلون صغار في نظرتهم وفي بصرهم وفي بصيرتهم ورؤيتهم لا تتجاوز ارنبة انوفهم وعلينا ان نصنع فارق بين ما كنا عليه وما يجب ان نكون عليه ونمتلك إرادة من يصنع التاريخ .. فلا نغلط بالحساب لأننا سنحاسب امام الله وخلقه!