في إطار عمليات التموضع التي يجريها كيان العدو الإسرائيلي في المنطقة ودويلات الخليج ، وما يوازيه من أعمال التطبيع بين تل أبيب والأنظمة الخليجية على رأسها الإماراتالبحرين والسعودية ودول أخرى . بدأت تظهر معالم جديدة تتمثل في تشكيل التحالف الإقليمي الذي تنشده تل أبيب والذي يجمعها مع دويلات الخليج مع حالة استكمال تنفيذ برتوكولات التحضير العسكري المشترك في مقدمته المجالات الدفاعية التي يجري تأسيسها حالياً بوتيرة متصاعدة وبمستوى يهيئ الساحة عملياتياً لمواجهة تحديات محور الممانعة وخصوصاً المثلث إيران، واليمن، وحزب الله. بالتالي يجري التحرك على هذا الأساس برعاية وتشجيع أمريكي، وقد تم تعجيل عملية التطبيع مؤخراً لتنضم السعودية ومصر وقائمة من دويلات الخليج ،وبدء تنفيذ البرتوكولات الهادفة إلى سرعة فتح المجالات الجوية المشتركة وتوقيع مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية وإعادة نشر القوات الإسرائيلية وبعض المعدات الدفاعية لها في أهم وأكبر القواعد الجوية لدى هذه الدول والبداية: نشر الرادارات مؤخرا نشرت إسرائيل مجموعات من المنظومات الرادارية في كلا من الإماراتوالبحرين كأول مرحلة لتنفيذ المشروع الذي تقدمت به أمريكا والذي يتضمن دمج القدرات الدفاعية والجوية لإسرائيل مع دول الخليج وتوسيع دائرة التنسيق والتعاون الدفاعي ليشمل ست دول تتقدمها الإماراتوالبحرين ثم السعودية والكويت وقطر ومصر وغيرها. وقد تحدثت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن هذا المشروع الذي سيتبناه البنتاغون سيهدف بشكل رئيسي نحو تعزيز استراتيجية أمنية ضد سلسلة من التهديدات من إيرانواليمن ودول المحور وسيتطلب مشروع الاقتراح، تقديم خطة دفاعية كاملة في غضون 180 يوماً ضد الهجمات الجوية والصواريخ وغيرها . الأهداف والأبعاد مما لاشك فيه أن كيان العدو الإسرائيلي اليوم يدرك جيدا انه قد يتعرض لضربات قاصمة إذا ما اندلعت حرب إقليمية ضد محور الممانعة وان الصواريخ والمسيرات الإيرانيةواليمنية وصواريخ حزب الله يمكنها دك أعماق الكيان بعمليات هجومية مدمرة لا يمكن للقدرات الدفاعية المنتشرة على جغرافيا فلسطينالمحتلة صدها أو احتواءها، لذا أتى المشروع الأمريكي الذي يسعى لدمج الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية مع دويلات الخليج على أمل تحقيق مستوى اكبر من الحماية والتنسيق لصد ما يمكن صده من الهجمات الصاروخية والجوية المتوقعة نحو العمق الإسرائيلي. وعليه هناك محاولة أمريكية لتحصل إسرائيل على نسبة اكبر من الحماية والأمن عبر تشكيل خطوط دفاعية مشتركة في الخليج في حين تحصل دويلات الخليج على نسبة حماية من هجمات القوات المسلحة اليمنية ونعني بذلك الإمارات والسعودية التي هي في دائرة شعاع العمليات الصاروخية والجوية. لذا فهذه خطة أمنية لمواجهة إيران ومحور الممانعة ستحاول أمريكا أن تطبقها في الفترة القادمة وسيكون هناك تكثيف لانتشار القوات الإسرائيلية في الخليج بشكل أوسع مع نشر مجموعات من أنظمة الرصد والإنذار المبكر والمنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ والمسيرات . ما نود تأكيده أن مجمل ما يتم التحضير له وما يترتب على هذا المشروع يعتبر عملاً تصعيدياً له مساراته و يأتي في إطار التعبئة العسكرية للمعسكر الأمريكي الإسرائيلي وأدواته في الخليج لعمليات عدوانية متوقعة ضد محور الممانعة وهذا ما تشير له المعطيات خصوصاً بعد فشل المفاوضات النووية، لكن الأمر الأكيد إن هذا الاستعداد لن يؤتي الثمار الذي يرجوه المعسكر الأمريكي الإسرائيلي فمحور الممانعة بما وصل له من عناصر قوة استراتيجية في مجال التسلح والاقتدار العسكري فهو جاهز لكل الخيارات ولديه فائض قوة هجومية وردعية بمستوى يفوق دائرة التوقعات، فأي حرب مقبلة أو عمل عدواني يقوم به كيان العدو الإسرائيلي تجاه إيران أو أي طرف من محور الممانعة سواءً حزب الله أو اليمن ستكون تداعياته كُبرى وسيكون آخر خطأ يرتكبه هذا الكيان قبل أن يتحول إلى ساحة ملتهبة ينصهر فيها ..