حذر المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز محمد الترب من الأطماع السعودية المتزايدة في اليمن والتي تسعى لتحقيقها عبر حفنة من المرتزقة المأجورين الذين لاهم لهم سوى مصالحهم الشخصية على حساب الوطن وعزته واستقلاله. واضاف البروفيسور الترب ان الجمهورية اليمنية من أعرق البلدان من حيث الحضارة، ومن أهمها من الناحية الجغرافية التي يتمتّع بها هذا البلد والتي تجعله عرضة لأطماع الدول ذات النزعة التوسّعية، الدولية منها والإقليمية ولذلك تسعى السعودية ومنذ ستينيات القرن الماضي الى التوغل في اليمن وايجاد مرتزقة لتنفيذ هذه السياسة الخبيثة وأخرهم مجلس العار الذي تم تشكيله وفقا لأهواء الرياض وتتحكم به كالدمية لتنفيذ اجندتها ومخططاتها التأمرية فاليمن معروف بكبر احتياطاته النفطية التي يزيد حجمها عن جميع احتياطات نفط السعودية وعموم المحميات الخليجية بحسب الدراسات المنشورة. واشار البروفيسور الترب الى ان الواقع الجديد في اليمن الذي تشكل بعد ثورة 21 سبتمبر شكل صدمة كبيرة للنظام الحاكم في المملكة السعودية وأصبح من الصعب المراهنة مجدداً على أدواتها السابقة في اليمن، لا سيما وأن تلك الأدوات فشلت في القيام بما هو مناط بها من دور في إخضاع حاضر ومستقبل اليمن للنفوذ السعودي، هذا الفشل دفع الأمير الشاب محمد بن سلمان وبدعم من والده الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الدخول في مغامرة حرب في اليمن غير محسوبة العواقب. وقال البروفيسور الترب أن السعودية لا يعجبها أن ترى اليمن دولة قوية تنافسها في الجزيرة العربية ولذلك تعمل على زعزعة واستقرار اليمن خدمة لهذه الأجندة كونها تملك التأثير والنفوذ على بعض القبائل وقد استخدمتهم في ذلك فمنذ بدء العدوان السعودي وتحالفه الاماراتي على اليمن تنفيذا لاجندة "صهيوأميركية" معروفة في العام 2015، سيطرت قوات دول تحالف العدوان على حقول ومواقع نفطية، وحالت دون الاستمرار بعمليات الاستكشاف والتنقيب، ما أدى إلى توقف غالبية أنشطة التنقيب عن النفط في اليمن، وبالتالي خفض الإنتاج بواقع 40%، وقد شهد قطاع النفط في هذا البلد خسائر كبيرة، وتعرضت آبار النفط لهجمات، ليفقد اليمن بذلك جزءا كبيرا من الموارد التي تدر على الخزينة مليارات الدولارات سنويا. ونوه البروفيسور الترب الى من يخدم مخطط العدوان هم أولئك العملاء والخونة من أحزاب وتنظيمات سياسية خدعت أبناء بعض المحافظات بشعاراتها المناطقية والمذهبية والطائفية بأوامر وتوجيهات من الغزاة، والمصيبة أن نخبها سواءً تلك التي تدعي شرعية مزعومة أو التي دخلت تحت أجنحة أعداء اليمن وتحاول بعدما انكشفت عبر ارتداءها أساميل الوطنية وتعبر عن ذلك نخبهم السياسية والإعلامية والأكاديمية وهذه خيانتها مركبة لأنها تمارسها عن وعي وإدراك مقابل ما تحصل عليه من مال ثمنه الأرض والعرض ودماء أبناء اليمن المسفوكة. ودعا البروفيسور الترب ابناء المحافظاتالمحتلة أن يتوحدوا ويتنظموا ويوجهوا كفاحهم صوب الغزاة والمحتلين وهذا لن يتحقق إلا بوجود قيادة موحدة لمقاومة العدوان وتوجيه ضربات مؤلمة لجنوده ومعسكراته ومرتزقته تجعله يحس أن لا مكان له على الأرض اليمنية، ويدرك أن الشعب اليمني عرف عدوه ولن يتوقف إلا بعد تطهير كل شبر فيه من الغزاة والمحتلين وبدون ذلك لن يحصلوا على شيء واحتجاجاتهم ومظاهراتهم بالصورة القائمة الآن تضاعف لذة تحالف العدوان في هذه المعاناة وتندرج ضمن الفوضى التي يريدها.