أكد المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان دول العدوان غير جادة في تنفيذ بنود الهدنة ويتضح بما لا يدع مجالا للشك انها لا تريد سلام ولا استقرار في المنطقة . واضاف البروفيسور الترب ان موقف القيادة الثورية والسياسية في صنعاء واضحا من السلام حيث رأت في الهدنة فرصة لبناء السلام اذا كانت هناك جدية واختارت فرض الشق الانساني بدلا من الذهاب الى مفاوضات سياسية غير واضحة الملامح خاصة و شعبها تحت الحصار والعدوان للعام الثامن على التوالي وهذا ليس من ضعف بل حرص على حقن الدماء وتجنيب المنطقة المزيد من الدمار وويلات الحروب. وقال البروفيسور الترب في الوقت الذي ردت القيادة الثورية والسياسية على تمديد الهدنة ستة أشهر بضرورة الالتزام بأحكام الهدنة وبنودها وأننا لن نقبل بتمديد جديد لها إلا مع دفع رواتب الموظفين وتشغيل مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة والممرات البحرية وهذه حقوق لا مساومة عليها ولن يمكن القبول بتجاوزها ولدى اليمن ما يكفي للرد الموجع على الدول العدوان. ونوه البروفيسور الترب الى أن الهدنة كانت ضرورة لدول العدوان حيث شكلت الهدنة التي رعتها الاممالمتحدة حاجة ماسة للتحالف الامريكي السعودي نتيجة اشتعال الأزمة في اوكرانيا والصدام الغربي مع روسيا وعلى اثره ونتيجة للعقوبات الغربية على روسيا اندلعت ازمة طاقة عالمية وغذائية كذلك ، قبل ان تعود الاخيرة الى سابق عهدها قبيل الأزمة في اوكرانيا بمستوى اسعار القمح ، فيما لاتزال اسعار الطاقة تتأرجح ومرشحة لمزيد من التصاعد مع امساك روسيا بمصير اوروبا العاجزة عن الاستغناء على النفط والغاز الروسيين حتى اللحظة وتدفع الولاياتالمتحدة حلفائها الاوروبيين الى الاصطدام بروسيا وذلك يفرض تامين مصادر طاقة بديلة لأوروبا ، منطقة الشرق الاوسط تمثل حلقة مهمة في هذا السياق ، لكن الملف اليمني الساخن يشكل عقبة وقد يفشل كلية هذا الخيار المتاح لإنقاذ أوروبا، ومن هذا المنطلق سعت امريكا الى تبريده . واشار البروفيسور الترب ان الشعب يدرك اليوم انه لا سلام بدون تدمير منشآت دول العدوان الاقتصادية والشعب اليوم يضغط باتجاه انهاء الهدنة واستئناف القتال و لا يمكن بأي شكل العودة الى الهدنة بشكلها الحالي وكان يفترض بالهدنة ان تكون عتبة لبناء السلام وذلك ما اريد لها منذ اللحظة الاولى ، لكن طرف التحالف هو من اضاع بعنجهيته وغروره تلك الفرصة وعليه ان يتحمل نتائج غيه وتلاعبه ولدى صنعاء بنك واسع من الأهداف سيجعل دول العدوان تركع وتتجه الى الحوار فالسلام للكل أو العكس من ذلك ولا يمكن القبول يتجاوزها.