26 سبتمبر نت: متابعات .. في فناء السجن ثمة شيخ تبدو على محياه ملامح الخجل يدعى سلطان الجمل (42 سنة)، كان تاجر برأس مال متواضع. حاول في وقت سابق أن يستثمر في العقارات فاشترى أرضية في منطقة المساجد بالقرب من العاصمة بقيمة 49 مليون ريال، واضطر لاستدانة مبلغ من أحد أصدقائه إلى أجل مسمى، وبعد فترة بسط متنفذون من أهالي المنطقة على الأرض. في حديث معه قال الجمل: إنه عجز عن استرجاع حقه بعد أن تكالب عليه الكثيرون واضطر للخوض في شريعة خسر فيها كل ما بقي له من مال حتى جاء موعد تسديد الدين فلم يقدر عليه. قال أيضا وفي حلقه غصة كبيرة: "تخلى عني آخرون وبقيت بمفردي أحاول دون فائدة ثم وجدتني خلف قضبان سجن لا سبيل للخلاص منه سوى دفع المبلغ المذكور". وباللهجة العامية أضاف: "كل من زقموا لي على صدورهم وقتما كنت تاجر ماعاد ردوا حتى على اتصالي".. بقي سلطان في السجن أربع سنوات ينام على فراش مهترئ، لا يرى الشمس إلى بمواعيد محددة ولا يلتقي بأسرته إلا بإذن مسبق وهو الذي اعتاد على حياة كريمة أمّنتها له تجارته البسيطة لعقود.. خلال سنوات السجن اضطررن بناته للعمل كخياطات لإعالة أنفسهن حتى جاءت لجنة من الهيئة العامة للزكاة بمشروع الغارمين فكان واحدٌ ممن اختارهم القدر لعناق الحرية من جديد.