كيف نصرخ (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام)؟ لن نتحدث لنبين تاريخ الصرخة مثلا وهل هي صرخة أم شعار ولن نتطرق للجانب الفقهي أيضا فقد وضح الكثير من العلماء وهناك بحوث كثيرة كالذي قدمه العلامة حمود عبد الله الأهنومي بعنوان (مشروعية الصرخة), ولكنني سأتطرق إلى كيفية الصرخة العملية وأثرها, والتي تظهر في العمق الفلسفي لملزمة (الصرخة في وجه المستكبرين). حيث يجب على المؤمنين أو الذين يرفعون الصرخة ويرددونها عندما يحدث ما يزعجك في حياتك العملية حتى على مستوى تعثر خطواتك في الشارع فلتصرخ بالموت لأمريكا.. وعندما تصدم سيارتك.. وعندما تفقد شيئاً او عندما تتعرض للظلم أو.. او.. او.. وكذلك أليس من الواجب أيضا على الأشخاص المحجمين عن الصرخة: أن يجربوا ويصرخوا وسيشعروا بانحصار الجانب السلبي في حياتهم على المستوى النفسي والعملي.. فالإنسان الذي تعود كبت أحزانه وما يؤلمه ويضايقه سيشعر بانشراح في صدره وذهاب الاكتئاب عندما يصرخ, والإنسان الذي يرى أولاده يحتويهم الخجل ولا يستطيعون حتى الدفاع عن أنفسهم في الشارع او المنطويين نفسيا فليصرخوا وسيجدون تحولا كبيرا في نفسياتهم, وأيضا في حل مشاكل بعض الأسر او الجيران، فليتجه السخط إلى العدوان الذي منعنا من حقوقنا الشرعية وسرق مقدرات أمتنا وحاصرنا في أقواتنا وفي كل مادة لبناء الدولة القادرة المستقلة وفي نفس الوقت. لماذا يحرمون بعض الناس أنفسهم من فوائد الصرخة والسخط إن تحول السخط باتجاه عدو كبير كأمريكا وإسرائيل. إن العدو الأمريكي والإسرائيلي لم يتضرر مهما صرخنا.. أليس هذه محاكات النفس فينسيك الشيطان الآيات البينة التي تجلت في محطات المواجهة مع العدو الأساسي للأمة من اليوم الأول وفي جميع محطات المسيرة القرآنية فقد أمرنا الله بالتفكر في آياته القرآنية والكونية، فما أحدثته الصرخة في نفوس المجاهدين والصابرين والمحتسبين العجائب لقد رأينا أناساً كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة لا يمتلكون القدرة على مواجهة الأحداث فأصبحوا صخرة من اليقين والثبات بل إن هناك نماذج أفقدت العدوان صوابه وجعلته يخطط وينفذ منهجيا حروبه الستة وما بعدها ويخسر بطريقة لم يتوقعها عقل او مركز، أليس هذا حجة على الصامت عن الصرخة ما الذي ينتظر.. هل يريد ملائكة من السماء ليقتنع بعدوانية إبليس وأهمية مواجهته بما استطعنا.. قد نأخذ العذر للذين تأخروا عن الصرخة عندما نتذكر بيان الله وهو يشرح قصة أبينا آدم وهو في الجنة وكيف استطاع الشيطان بخبرته الفائقة دفع أبينا ادم عليه السلام الى مخالفة وعمل ما منعه الله منه، فما بالك بما لم يمنع الله منه أي الصرخة وما بالك بخبرة إبليس المتراكمة منذ تلك السنين. أليس الأجدر بنا ان نفهم مباشرة الحجة علينا أيضا أقوى لأن تاريخ إبليس مع البشرية واضح فالذنب علينا اشد بعد تبيان الله ونماذج القرآن الواضحة.. إن هناك عمقاً كبيراً في شرح الشهيد القائد رضي الله عنه لأهمية الصرخة فلها عمق إعلامي ونفسي لو تفكرنا ببصيرة لأجبرنا العدوان على فك حصاره على هذا الشعب العظيم دون قيد او شرط.. وهنا لا اقصد الصرخة نفسها في هذه النقطة بالذات فهناك عمق إعلامي للمواجهة تم الإشارة إليه من الشهيد القائد أتمنى على المختصين العمل به لإجبار العدوان على السلام دون شروط مسبقة.. فمن المؤكد أن أركان تحالف العدوان لا يتمكنون من المواجهة في هذه الجبهة الى فترة أطول.. فسيخضعون لإرادة الله وشرائعه السماوية رغما عنهم بنشر السلام والإيمان به وتنفيذه.