أعلنت الجزائر، الأحد، أنها قدمت مشروع قرار "غير قابل للتعديل" أمام مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. وأفاد التلفزيون الرسمي بأن "الجزائر وضعت آخر نسخة غير قابلة للتعديل لمشروع قرار مجلس الأمن باللون الأزرق (غير قابل للتعديل) المتعلق بالوضع في فلسطين وخاصة في غزة". وأوضح أن مشروع القرار، "الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، سيُعرض على أعضاء مجلس الأمن للتصويت عليه الثلاثاء المقبل". والجزائر عضو غير دائم في مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة بينما 5 دول دائمة العضوية تستخدم النقض (الفيتو)، وهي الولاياتالمتحدةوفرنساوبريطانياروسياوالصين. وملمحةً إلى اعتزام بلادها استخدام "الفيتو" لرفض مشروع القرار، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة ليندا توم غرينفيلد في وقت سابق الأحد إنه "لن يتم اعتماد" مشروع القرار الجزائري في حال طرحه للتصويت بصيغته الحالية. وتابعت غرينفيلد، في بيان على موقع البعثة الأمريكية، أن "الولاياتالمتحدة تعمل على صفقة (تبادل) رهائن بين إسرائيل و(حركة) حماس من شأنها أن تجلب فترة هدوء فورية ومستدامة إلى غزة لمدة 6 أسابيع على الأقل، تمنحنا الوقت للقيام بالخطوات اللازمة لبناء سلام أكثر استدامة". ومطلع فبراير/ شباط الجاري، ذكرت مصادر دبلوماسية أمريكية للأناضول أن الجزائر وزعت مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن يدعو إلى "وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية"، استنادا إلى قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي يلزم إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة. كما يجدد المشروع التأكيد على "رفض التهجير القسري للفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال، باعتبار ذلك مخالفا للقانون الدولي الإنساني"، وفقا للمصادر. وأكد دبلوماسيون أنه من المرجح أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء على مشروع القرار الجزائري المطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وهي خطوة لوحت الولاياتالمتحدة إلى أنها ستستخدم ضدها حق النقض (الفيتو). وطرحت الجزائر مشروع قرار أولي قبل أكثر من أسبوعين. لكن سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة ليندا توماس جرينفيلد سارعت إلى القول إن النص قد يعرض للخطر "المفاوضات الحساسة" التي تهدف إلى التوصل إلى وقف مؤقت للحرب. وقال دبلوماسيون إن الجزائر طلبت أمس السبت من المجلس التصويت يوم الثلاثاء. ويحتاج قرار مجلس الأمن الدولي لإقراره إلى موافقة تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام الولاياتالمتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو الصين أو روسيا حق النقض (الفيتو). وقالت توماس جرينفيلد في بيان أمس السبت "الولاياتالمتحدة لا تؤيد اتخاذ إجراء بشأن مشروع القرار هذا. وإذا طرح للتصويت بصيغته الحالية فلن يتم تبنيه". وتحمي واشنطن تقليديا حليفتها إسرائيل من أي تحرك في الأممالمتحدة، واستخدمت حق النقض مرتين بالفعل ضد قرار المجلس منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول. لكنها امتنعت أيضا عن التصويت مرتين، مما سمح للمجلس بتبني قرارات تهدف إلى تعزيز المساعدات الإنسانية لغزة ودعت إلى فترات هدنة إنسانية عاجلة وممتدة في القتال. وتجري محادثات بين الولاياتالمتحدة ومصر وإسرائيل وقطر سعيا إلى وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وقالت توماس جرينفيلد "من المهم أن تمنح الأطراف الأخرى هذه العملية أفضل فرص النجاح، بدلا من الدفع بإجراءات تعرضها، وفرصة التوصل إلى حل دائم للأعمال القتالية، للخطر".