إذا وقعت الواقعة نكالاً بمملكة الضلال والبغي على ظلمها وتجبرها وعدوانها على إخوتها من أبناء الأمة من أنصار الله ورسوله وأوليائه والحق الظاهر المستبين، فليس لوقعتها كاذبة، خافضة لأعداء الله، رافعة لأوليائه إلى مقامات العزة والكرامة والنصر رغم كيد الكائدين. وإذا رجّتْ الرياض رجّاً بردٍ قاصم، وبُسّتْ منصات النفط وآبارها وخزاناتها بسّاً، وصارت بعد تدميرها هباءً مُنبثاً وأثراً بعد عين، فيومئذٍ زلزلت المملكة أركان سلطانها، وجاء رد القوات المسلحة اليمنية على أعدائها، فأطلقت تنفيذاً لتوجيهات قائدها صواريخها ومسيراتها، فذلك يوم على المجرمين عسير، ويومئذٍ تُحدّث أخبارها بصدور أمر القائد المنصور بالله الأمر بالرد الكبير بعد تمادي مملكة الشر في غيّها، ولم تأخذ بمأخذ الجد الإنذار والتحذير. ولما خرج شعب الإيمان والحكمة والإباء وأسود العرين بأمواج وسيول بشرية في كل الميادين والساحات بالتفويض والتأييد للقائد الحر الذي لا يقبل بالضيم ولا يلين والذي يتبع القول بالفعل حقا، فهبوا مستجيبين لداعي الله وللجهاد، أعدوا عدتهم، وبالأعداء غير آبهين، وبالتوكل على الله جاءت التوجيهات لرجال الله المجاهدين أن أذيقوا الباغي من العذاب، ونكلوا بأعدائكم أجمعين، فلا يصدنكم قرن الشيطان اللعين عن نصرة إخوتنا المستضعفين في غزةوفلسطين تنفيذاً لتوجيهات الشيطان الأكبر الأمريكي، وخدمةً لليهود من بني صهيون الغاصبين لمقدسات الأمة ولأرض فلسطين.. فقابله ذلك إسناد ودعم شعبنا اليمني بخروجه المليوني الأسبوعي انتصاراً لمظلومية شعبنا في غزةوفلسطين، وما رافقه من إغلاق للبحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط نصرةً لأبناء غزة الذين يعانون سوء العذاب، ويُقتل أبناؤهم ورجالهم ونساؤهم، ويفتك بهم العدو الصهيوني الغاصب بالحصار والتجويع وكل أنواع العذاب الأليم.. فهيهات هيهات أن نخذل المستضعفين فنخاف أو نخشى أو نذل أو نتراجع من تهديد ووعيد الطغاة والمتجبرين. ولمن أرادونا بعدوانهم وحصارهم وطغيانهم وإجرامهم ومؤامراتهم وتخويفهم وتهديدهم لنا، فإنا لهم بالمرصاد، وعلى أيدينا- بإذن الله وبفضله- سيكون زوالهم وتطهير الأرض من فسادهم ولو بعد حين. وعلى الله فليتوكل المؤمنون، ومن يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون، وبشر الصابرين، وإن الله لمع الصابرين، والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين.