مثل طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م، التحول العملي المؤثر في مجابهة ومقاومة الاحتلال الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين والقدس الشريف، حيث جاءت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة في قطاع غزة وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ردعاً ورداً على جرائم الصهاينة المستمرة في كل الأراضي والمدن الفلسطينية.. وكان لتلك العملية صداها الواسع فقد ألحقت بالعدو الصهيوني انتكاسة كبيرة وهزيمة أمنية وعسكرية بكل المقاييس، سعى العدو من خلال عدوانه الهمجي والبربري على قطاع غزة للتخفيف من وقع تلك الهزيمة، فارتكبت أبشع المجازر وجرائم الإبادة الجماعية والحصار المطبق ضد سكان غزة، مستغلة تغاضي وسكوت دول وشعوب العالم عن جرائمها، وجبن الحكومات العربية العميلة والمطبعة خصوصاً التي لها حدود مع فلسطين أو تلك التي تدعي حماية مقدسات المسلمين وخدمتها، جميعهم ساهموا بسكوتهم وهرولتهم لكسب رضى إسرائيل و أمريكا عنهم، باستمرار العدو الصهيوني في تدمير القطاع وارتكاب المجازر تلو المجازر بحق المدنيين والأطفال والنساء والنازحين والجرحى والمرضى في المستشفيات.. لكن شعب الإيمان والحكمة شعب المدد والسند، وبفضل من الله وقيادته القرآنية الحرة، حمل على عاتقه نصرة ومساندة المستضعفين في قطاع غزة، فجعل من القضية الفلسطينية قضيته الأولى، واستشعر اليمنيون مسؤوليتهم الدينية والإنسانية تجاه أخوانهم في فلسطين. فمنذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني على غزة، أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وقوف وتضامن أبناء اليمن مع إخوانهم في المقاومة الفلسطينية، وقال: (لستم وحدكم الشعب اليمني معكم)، وتلا ذلك تحرك عملي باستهداف أم الرشراش بالصواريخ والطيران المسير، ثم التحرك البحري لمنع السفن الإسرائيلية وكذلك السفن الأخرى المرتبطة به من الملاحة عبر البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي ثم في البحر الأبيض المتوسط، وجعل فك الحصار البحري اليمني مرتبط برفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء العدوان الصهيوني.. كما صعدت القوات المسلحة اليمنية في مراحل المواجهة ضد العدو الصهيوني والتواجد والعدوان الأمريكي وتحالفه الغربي الذي جاء بأساطيله وزوارقه البحرية لحماية إسرائيل، التي واجهها اليمنيون بمعركة مفتوحة قابلة للتوسع في المدى الجغرافي، واستخدام مختلف الخيارات والأسلحة لمواجهة تحالف الصهيوني والأمريكي والبريطاني وأياديهم في المنطقة، إنها معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي دخلت مرحلتها الخامسة ودشنتها باستهداف "يافا" التي اسماها العد "تل أبيب" واتخذها عاصمة لكيانه. ومع استهداف "يافا" كانت الصدمة الثانية بعد طوفان ال7 من أكتوبر، تصعق كيان العدو الصهيوني وتهز أركانه وجيشه الذي طالما فاخر بقوته وقدراته وأنه الجيش الذي لا يهزم، فشن هذا الكيان عدوانه الغادر والجبان على مدينة الحديدة مستهدفاً خزانات للوقود ومحطة للكهرباء، عله يخفف من وقع الاستهداف اليماني وطائراته المسيرة التي أصبحت قادرة على الوصول إلى أهداف بعيدة وحساسة يخشى منها العدو مستقبلاً ويحسب لها ألف حساب، ف"تل أبيب" ولأول مرة منذ نشأت هذا الكيان لم تعد آمنة.. حقيقة يدركها وصرح بها المسؤولين الصهاينة والخوف بادٕ عليهم من حتمية الرد اليمني الذي سيكون أكثر إيلاماً من مسيرة "يافا".